رياضة

بطلة واعدة

| محمود قرقورا

بعد أيام من الخيبة التي غلّفت رياضتنا في دورة الألعاب الآسيوية عندما اقتصرت حصيلتنا على ميدالية برونزية توقعناها وانتظرناها ذهبية، تلوح بوادر بطلة مستقبلية في لعبة السباحة.
إنها الواعدة إنانا سليمان التي تصدت يوم الخميس الفائت لمحاولة تحطيم رقم سوري في سباق 800 متر حرة وهذا الرقم بقي صامداً منذ 1997.
حرصت على المشاهدة التي كانت نادرة فالمكتب التنفيذي اقتصر حضوره على لبنة معلا والدة اللاعبة وغاب المكتب الصحفي للاتحاد الرياضي الذي صدّر خبر الدعوة للمشاهدة.
لم أعتد كتابة زاوية فيها معان وعبارات المديح والإطراء، لكن ما شاهدته من اليافعة إنانا قبل السباق وبعده يجبرني على إنصافها كسباحة واعدة.
فقبل بداية السباق تشعر بأن البطلة واثقة من الخطوة التي تقدم عليها وكأنها أكبر من عمرها، ومدربها محمد ماردنلي كان مطمئناً على برنامج العمل التحضيري وثقته بلاعبته عمياء، ورئيس اتحاد السباحة فراس معلا أعلنها بأنه يراهن على تحطيم الرقم بفارق خمس عشرة ثانية، وهذا الاستقراء لم يأت من فراغ بل نتيجة خبرة السنين وعقب المحاولة الناجحة بكسرها الرقم السابق بفارق 16 ثانية بواقع 9 دقائق وثلاث وأربعين ثانية حيث الرقم السابق تسع دقائق وتسع وخمسون ثانية.
قال أمين عام اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا: أستطيع الجزم بأن إنانا أمل السباحة السورية وستجني لسورية الكثير من الميداليات مستقبلاً.
الجاهزية التامة للبطلة البالغة أربع عشرة سنة جعلتها تخوض بعد تجربة 800 م حرة محاولة تحطيم رقم سباق 400 متر متنوعة ونجحت بزمن قدره خمس دقائق وعشرون ثانية بفارق ست ثوان عن الرقم السابق.
إذاً يوم الخميس العشرين من أيلول سيبقى خالداً في تاريخ السباحة السورية للناشئات فمسبح مدينة تشرين الرياضية كان شاهداً على تحطيم رقمين، الأول بقي مسجلاً باسم ماريلا مأمون منذ 1997 والثاني باسم مروة مرحبا منذ 2004 والأمل كبير بتحطيم الرقم الجديد في السباقين من اللاعبة ذاتها.
نشد على يد المعنيين لرعاية هذه السباحة كي يكون القطاف قريباً وخصوصاً أن السن يسمح للمشاركة في بطولات الناشئات، وأرقامها خلال العام المقبل ستكون تأهيلية لأولمبياد الشباب 2022 ورئيس اتحاد السباحة مطمئن على تأهلها، وكلنا أمل ألا تتحول آمالنا إلى سراب كحالات كثيرة مشابهة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن