سورية

عمليات داعش الثأرية تواصلت.. و«التحالف» نقل قيادات التنظيم إلى جهة مجهولة … تصاعد الاحتقان الشعبي ضد «قسد» بسبب حملات «التجنيد الإجباري»

| الوطن– وكالات

تصاعد الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية– قسد» بعد «أكبر حملة» تجنيد قامت بها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بموازاة هدوء حذر سيطر على جبهات القتال بينها وبين تنظيم داعش الإرهابي في الجيب المتبقي للتنظيم بريف دير الزور الشرقي، في وقت نقلت طائرات «التحالف الدولي» الداعم لها قيادات التنظيم إلى جهة مجهولة!.
وذكرت وكالة «سانا» نقلاً عن مصادر أهلية وإعلامية متطابقة: أن طائرات تابعة لـ«التحالف الدولي» نفذت عملية إنزال جوي عند أطراف قرية المراشدة الواقعة في الجيب الذي ينتشر فيه داعش بريف دير الزور الجنوبي الشرقي نقلت خلالها عدداً من مسؤولي التنظيم التكفيري إلى جهة مجهولة.
من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن داعش واصل عمليات ثأره لخسارته في شرق الفرات وخسارته للنفط، ضمن مناطق سيطرة «قسد»، حيث نفذت خلايا للتنظيم عمليات جديدة، فتم العثور على جثث لأربعة أشخاص مجهولي الهوية، جرى قتلهم ذبحاً بآلات حادة، في القطاع الشمالي من ريف محافظة دير الزور، منهما جثتان في المويلح والنملية، فيما عثر على الجثتين المتبقيتين في منطقة الربيضة. ولفت «المرصد» إلى أن محاولة قتل طالت قيادياً محلياً في «قسد» في قرية السجر ما تسبب بإصابة شخص بجراح، وذلك بعدما دخل مسلحو التنظيم إلى قرية الحريجي منذ أيام، «وأدوا صلاة الفجر في مسجد القرية ومن ثم انسحبوا نحو مناطق يتوارون فيها»، وسط مخاوف من تمكن خلايا أو مجموعة خلايا من تنفيذ عمليات انتقامية في قرى ريف محافظة دير الزور التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من السكان ومن النازحين، لاسيما أن بعض مسلحي التنظيم الذين ينحدرون من ريف دير الزور تحدثوا عن وجود مئات المسلحين من هذه الخلايا ضمن محافظة دير الزور، ويتحركون وفق تكتيك مخطط له.
من جانبهم، أكد نشطاء على «فيسبوك» إصابة مدنيين اثنين إثر إطلاق مسلحي «قسد» النار عشوائياً في بلدة محيميدة بريف دير الزور الشمالي الغربي، بسبب رفض محلات الصرافة شراء دولارات مزورة منهم، على حين عثر على 96 جثة في ساحة الجامع القديم في مدينة الرقة لأشخاص قضوا إثر قصف «التحالف الدولي» على المدينة، أثناء سيطرة داعش عليها سابقاً.
وكان «المرصد»، ذكر في 31 آب الفائت أن العشرات من المتطوعين في شرق الفرات عمدوا لترك صفوف «قسد»، خشية الانتقام منهم من الخلايا التابعة لداعش، والتي بدأت بتوزيع مناشير في ريف دير الزور الشرقي، في الشهر نفسه.
في المقابل، ذكر بيان لـلمركز الإعلامي لـ«قسد»، أن مسلحيها وبعد استكمال السيطرة على قرية الباغوز فوقاني تصدوا لمحاولات تقدم للتنظيم، استخدم الأخير فيها طائرة استطلاع مسيّرة، تم إسقاطها، على حين استهدف طيران التحالف نفقاً لداعش بالقصف بالجوي أدى لمقتل 3 مرتزقة، فيما بعد عمّ الهدوء حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
في الأثناء شهد محور السوسة، «هدوءاً نسبياً مساء أمس، ولم تسجل فيه تحركات للمرتزقة» حتى إعداد هذا الخبر مساء أمس، بحسب المركز.
وفي محصلة الهجمات الجوية وقتلى داعش في كامل المحاور أوضح البيان، أن عدد الهجمات الجوية بلغ10، على حين وصل عدد قتلى داعش إلى 26.
تلك التطورات ترافقت مع تصاعد الاحتقان الشعبي ضد «قسد» بسبب حملات «التجنيد» التي تقوم بها.
ولفت مركزها الإعلامي» في بيان إلى أن ما يسمى «لجنة الدفاع الذاتي» في «مجلس الرقة المدني» أصدرت بياناً أمس فتحت من خلاله باب «التطوع» لشباب وشابات مدينة الرقة!
وكان من أبرز شروط التطوع «ألا يقل عمر المتطوع عن الثامنة عشرة»، بعدما كانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أكدت في تقارير سابقة أن «قسد» تقوم بتجنيد الأطفال في صفوفها.
من جانبها أكدت صفحات على «فيسبوك» أن «قسد» تشن أقوى حملة تستهدف الشباب، في جميع المناطق والأرياف التي تقع ضمن سيطرة ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في محافظة الحسكة وريف الرقة ومناطق جنوب الحسكة.
وأوضحت الصفحات، أن الشباب الذين يجري اعتقالهم يتم جمعهم في إحدى «الأكاديميات» (حسن درويش – عبود جولي – وغيرها) ليتم فرزهم بعد فترة إلى أحد معسكرات التدريب (الخمائل- تل بيدر- تل أبيض) وغيرها، ويخضعون فيها لدورة 45 يوماً تتضمن الرياضة ودروس لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي «سياسة (زعيمه التاريخي عبد الله) أوجلان» والتدرب على السلاح ومن ثم زجهم إلى ساحات القتال ومناطق التماس.
وبينت الصفحات، أن مركز حسن درويش يوجد فيه حالياً 800 شاب تم القبض عليهم، وفرز 400 إلى معسكر تل أبيض، والبقية بانتظار الفرز للمعسكرات الأخرى، على حين تم إخلاء عدد بسيط (الوحيد- وعدد قليل من المعلمين- والأطفال) وأنه لا يتم معاملة نزلاء الأكاديمية كالمتطوعين من حيث المأكل والتعامل.
وأشارت الصفحات إلى أن هذه الحملات خلقت «احتقاناً شعبياً كبيراً» في عدد من المناطق واستياء كبيراً من الأهالي، على حين خلت أغلب الأسواق والشوارع من الشباب بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن