ثقافة وفن

رنا جمـول: المسرح هـو فضائي الرحب وهو اختياري الأول

| هناء أبو أسعد

وهي طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية كان لها خطوتها الأولى في عالم الفن، حيث قدمها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد فنانة شابة موهوبة من خلال فيلمه السينمائي «رسائل شفهية» إلى جانب الفنان فايز قزق، وقد جعلها هذا الدور نجمة وحاضرة في ذاكرة الجميع، تمتاز أدوارها بالحس الإنساني الرفيع ما يجعلها قريبة من الجمهور، إنها الفنانة المتألقة رنا جمول التي كان لنا معها هذا الحوار الشيق حيث استحضرنا فيها مراحل تجربتها الفنية والبداية كانت مع السينما.

انطلاقتك الأولى كانت من السينما في فيلم رسائل شفهية بدور «سلمى» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد وعرفك الجمهور من خلاله، وقد انتهيت مؤخراً من تصوير دورك في فيلم «نجمة الصبح» للمخرج جود سعيد، ماذا عن دورك في هذا الفيلم الأخير؟ ولماذا لم تثبت السينما السورية وجودها على الساحة العربية برأيك خصوصا؟
مؤخراً، انتهيت من تصوير دوري بفيلم نجمة الصبح للمخرج جود سعيد وألعب فيه شخصية نهله أم كرم وهي سجينة سياسية سابقة وتتصف بأسلوب التنظير والأستذة مع عاطفة أمومة جياشة لكل الشباب الذين يعيشون في ظروف الحرب وتتعرض نهله للخطف مع مجموعة من أفراد القرية وهو حدث واقعي في قرى اللاذقية.
أما بالنسبة لعدم انتشار السينما كالدراما عندنا أعتقد أننا بحاجة لإنتاج أفلام تتضمن مواضيع حياتية معاصرة تعكس اهتمامات الجيل وتعبر عنه.

منذ سنوات دراستك في المعهد شاركت في دبلجة بعض أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة التي تركت أثرها العميق عند الجميع منها نعيم في أبطال الديجيتال في الجزء الثالث- وبيانكا وريو في عهد الأصدقاء – مام في داي الشجاع- وكاسبر في كاسبر- وسندريلا في فيلم سندريلا، وبعد التخرج قمت بالمشاركة في العديد من المسلسلات المدبلجة.. هل تجدين بأن تلك المسلسلات تؤثر في انتشار الدراما العربية؟
بالنسبة لدبلجة أفلام الكرتون فهذا فن استمتع كثيراً بالقيام به وهو عمل شاق ويتطلب جهداً ومهارات صوتية كبيرة، والدبلجة للمسلسلات الدرامية نعم تحقق لي الانتشار والمتعة.

وبالنسبة لسؤالك عن تأثير الدراما المدبلجة في الدراما، أقول ربما تؤثر في إنتاج الدراما السورية ولكن باعتقادي لكل نوع من الفنون سوقه.
بعد السينما، دخلت عالم التلفزيون والدراما مع المخرج محمد عزيزية بأول مسلسل «اللوحة الناقصة» وكان دوراً ليس سهلا وأنت في بداية مشوارك الفني، حيث أديت فيه دور فتاة مشوهة ومعقدة نفسياً، ومن بعدها حصلت على البطولة مع المخرج لطفي لطفي في «دمشق يا بسمة الحزن» للأديبة الراحلة ألفت الإدلبي وكنت الشابة صبرية التي تتحلى بالصبر وهي تعيش في مجتمع لا يعترف بأي دور أو حق للمرأة، وهنا مرة أخرى طبع اسمك في ذاكرة المشاهدين، وتتالت الأعمال زنود الست- قلبي معكم – عشتار- ربيع قرطبة – الزير سالم – وشاء الهوى – عصي الدمع – أحلام كبيرة – التغريبة الفلسطينية – أهل الراية… وغيرها الكثير شخصيات متنوعة وطغى فيها الحس الإنساني، فهل هذا يشبه رنا في الحياة العادية؟

وهل تجدين نفسك في البيئة الاجتماعية أم الشامية وخاصةً أن هذا النوع الأخير من الدراما استقطب الكثيرين من النجوم؟
تتماهى الأدوار التي أؤديها مع جوانب من صفاتي كإنسانة وتبتعد غالبا فكم من دور أديته وهو لا يشبهني إطلاقاً مثل دوري في مشاريع صفيرة للمخرج مثنى الصبح حيث لعبت دور رابعة وهي امرأة متسلطة مع غرور وغباء كوميدي ومثلا دوري في رجال تحت الطربوش للمخرج هشام شربتجي كفتاة فقيرة تتحمل الذل في سبيل المال وهو دور كوميدي أيضاً ومؤخرا دوري في مسلسل طريق للمخرجة رشا شربتجي حيث كانت شخصية ماجدة لا حول لها ولا قوه متناهية الطيبة.
ذكرت في حديث صحفي سابق أنك تحبين العمل في المسرح وأن المسرح هو هاجسك الوحيد وقلت أيضاً بأن الدراما التلفزيونية لن تبعدك عن عشقك للمسرح… وكان لك أدوار مهمة في المسرح منها «تقاسيم على العنبر، المتوحشة، ماكبث، خواطر، كونشرتو، الليغرو، زيتون، نبض… وغيرها»، في نبض كنت متألقة بحسك الإنساني بفقدانك ابنك الوحيد (فادي)، بعدما بذلت عمرك كلّه في تربيته، إلى أي مدى كان هذا الدور قريبا من إحساسك الأمومي؟ وفي مسرحية «زيتون» كنت شخصية متناقضة، وطنية ومحبة للبلد، لكنك تريدين السفر إن سنحت لك الفرصة، ما رسالتك من خلال هذا الدور؟ ورأيك في هذا النموذج من الشخصيات؟
نعم صحيح، المسرح هو فضائي الرحب وهو اختياري الأول فأنا تخرجت كما ذكرت من معهد الدراسات المسرحية، وكان المسرح عامراً بفترة السبع سنوات من الحرب بعروض تحاكي واقعنا القاسي المحزن جداً، وقد عملت مع المخرج مأمون الخطيب ثلاث مسرحيات تتدرج مع تدرج الوضع العاطفي والفعلي للبلد، في المسرحية الأولى «نبض» كان الموضوع أمهات الشهداء ورأي كل واحدة منهن في استشهاد ابنها، وقد تم العمل بشفافية عالية المستوى، أما العرض الثاني فقد كان بعنوان «هدنة» ويتحدث عن هم الشاب العسكري على الجبهة، وتفكيره بكيفية استمرار بناء حياته بالاستناد إلى قوة الحب والعائلة، والعرض الثالث فكان بعنوان «زيتون» ويتحدث عن الناس الذين هاجروا أو أرسلوا أولادهم إلى بلاد الاغتراب وبقوا هم في البلد ينظّرون عن حبهم لوطنهم الذي ما هو إلا حب استفادة من خيرات هذا الوطن الذي لم يتوقف لحظة عن التقديم لأولاده كل الخير والمحبة والاحتضان، فالصراع في هذه المسرحية كان بين إخوة يريدون بيع أرض الزيتون والاستغناء عن الجذور وإخوتهم يريدون التشبث بهذه الأرض على الرغم من ضغوطات الحياة وصعوباتها.

عشقك للمسرح هل دفعك للإخراج؟
نعم أنا الآن اعمل على نص أريد أن أخرجه للمسرح، ربما يرى النور في العام القادم.

كلمة أخيرة، وأمنية؟
– كلمه أخيره سأقولها بالعامية:«مين ترك دارو قل مقدارو» هذه سورية التي أعطتنا كل ما نحلم به، ولكل حسب ما يريد، وما زالت تعطينا، فلماذا لا نعاملها بالمثل ونعطيها كما أعطتنا! علينا أن نُساعد في نهوضها كلّ حسب معرفته وإمكانياته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن