سورية

وزير دفاع الاحتلال يتحدى.. وتعالي الأصوات الداعية إلى استقالة نتنياهو … موسكو: الذنب في سقوط «إيل-20» يقع تحديداً وبشكل كامل على «إسرائيل»

| الوطن- وكالات

أكدت موسكو بالأدلة، أن الذنب في كارثة الطائرة الروسية «إيل-20» التي سقطت قبالة السواحل السورية «يقع تحديداً وبشكل كامل على القوات الجوية الإسرائيلية»، على حين بدأت أصوات تتعالى داخل الاحتلال تدعو إلى استقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف من تأثير تبعات سقوط الطائرة على الاحتلال.
وأجرى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس، مؤتمراً صحفياً خاص، عرض خلاله تفاصيل التحقيق في الحادثة التي وقعت في 17 أيلول الجاري، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وقال كوناشينكوف: إن ممثّلة قيادة القوات الجوية الإسرائيلية برتبة عقيد أبلغت قيادة مجموعة القوات الروسية في سورية عبر قناة الاتصال لمنع التصادم العسكري بالضربة القادمة على مواقع سورية، مبيناً أن البلاغ كان يكمن في أن إسرائيل سوف تُغير على مواقع موجودة في شمال سورية في الدقائق القريبة القادمة (اللاحقة للبلاغ).
وأضاف: بمرور دقيقة واحدة، في الساعة الواحدة والدقيقة الأربعين شنّت أربع مقاتلات إسرائيلية «إف-16» غارات جوية على منشآت صناعية في محافظة اللاذقية بقنابل موجّهة من طراز «جي بي يو-39» وهكذا يتبيّن أن الطرف الإسرائيلي قام بإخبار مجموعة القوات الروسية بتنفيذ عمليته العسكرية ليس بشكل مسبق بل تزامناً مع بدء الغارات.
وأكد كوناشينكوف، أن هذه الأعمال تعتبر انتهاكاً مباشراً للاتفاقيات الروسية الإسرائيلية الموقّعة في عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم بين قوات الجانبين في سورية.
وذكر، أن ممثّلة هيئة الأركان العامة للقوات الجوية الإسرائيلية أخبرت الطرف الروسي خلال المفاوضات عبر قناة الاتصال لمنع التصادم العسكري في الأجواء بأن الأهداف، التي كان من المخطّط ضربها خلال طلعة الطيران الإسرائيلي تقع في شمال سورية، مضيفاً إن قائد طاقم الطائرة الروسية «إيل-20» التي كانت تحلّق فوق شمال سورية حصل على تعليمات تنصّ على مغادرة منطقة تنفيذ المهمّة والتوجّه جنوباً للعودة إلى القاعدة.
وقال: إن «القوات الجوية الإسرائيلية لم تشن غاراتها في المناطق الشمالية للجمهورية العربية السورية بل في ريف اللاذقية التي تُعدّ محافظة سورية غربية، وأوضح أن التضليل الذي قامت به الضابطة الإسرائيلية بشأن منطقة غارات المقاتلات الإسرائيلية لم يمنح الطائرة الروسية «إيل-20» فرصة الخروج إلى منطقة آمنة، مضيفاً: أنه لم يتم الإبلاغ بمكان وجود المقاتلات «إف-16» الإسرائيلية.
وشدد الجنرال الروسي على أن تصرفات مقاتلات القوات الجوية الإسرائيلية جرت في منطقة مدرجات هبوط ليس الطائرات العسكرية فحسب وكذلك طائرات الركاب المدنية في مطار حميميم، «وبهذا تكون المقاتلات الإسرائيلية قد شكلت تهديداً مباشراً لأي طائرات ركاب ونقل، التي كان يمكن أن توجد هناك في هذا الوقت وتصبح ضحية مغامرة العسكريين الإسرائيليين».
وأضاف: إن المعلومات الموضوعية المقدّمة تدل على أن تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، والتي أدت إلى مقتل خمسة عشر جندياً روسياً، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامي.
وتابع قائلاً: «لذلك نعتبر أن الذنب في كارثة الطائرة الروسية «إيل-20» يقع تحديداً وبشكل كامل على القوات الجوية الإسرائيلية وعلى هؤلاء الذين اتخذوا قراراً بتنفيذ مثل هذا النشاط».
وأشار إلى صعوبة فهم سبب إقدام «إسرائيل» على هذه التصرفات، مؤكداً أنها «أصبحت رداً جاحداً تماماً على كل ما قامت به روسيا الاتحادية من أجل «إسرائيل» والإسرائيليين في الفترة الأخيرة»، معرباً عن اعتقاده بأن «القيادة الإسرائيلية إما لا تقدر مستوى العلاقات مع روسيا أو لا تتحكم ببعض القيادات والقادة الذين كانوا يدركون بأن أعمالهم قد تؤدي إلى كارثة».
وبينما، رأى النائب السابق لقائد قوات الدفاع الجوي في القوات المسلحة الروسية، ألكسندر تازيخولاخوف، أن الجانب الإسرائيلي قد يكون أخفى جزءاً من المعلومات عن حادثة تحطم الطائرة الروسية لتخفيف مسؤوليته عنها، وفقاً لوكالة «سبوتنيك»، أعلن كوناشينكوف أن الحقائق التي عرضها، «مبنية على معطيات المراقبة الموضوعية للوضع الجوي في سورية، باستخدام مختلف وسائل الرصد الإلكتروني»، لافتاً إلى أن وزارته أخذت بعين الاعتبار أيضاً البيانات التي سلّمها لها الجانب الإسرائيلي. وأضاف: «أود أن ألفت نظر هؤلاء الذين يحاولون سوء تفسير المعلومات المقدمة أو إنكارها، إلى أن وزارة الدفاع تملك أدلة دامغة أخرى تثبت صحة المواد المقدمة خلال الموجز الصحفي».
في المقابل، أعلن وزير دفاع الاحتلال أفيغدور ليبرمان، أنهم لن يتوقفوا عن شن عمليات في سورية ضد الوجود العسكري الإيراني، وقال لإذاعة إسرائيلية: «تصرفنا ونعمل بحذر ومسؤولية وفي الحالات التي لا يكون لدينا فيها خيار آخر، لذا لم يتغير شيء ولن يتغير. هذه سياستنا».
وأضاف: «لن نسمح لسورية بأن تتحول إلى قاعدة إيرانية متقدمة ضد دولة إسرائيل، ونواصل العمل ولهذا لدينا كل الوسائل والإمكانات»، على حين نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، مطالبتها بإقالة نتنياهو على خلفية إسقاط الطائرة الروسية.
وقالت ليفني، زعيمة المعارضة الإسرائيلية، ورئيسة حزب «المعسكر الصهيوني»: رئيس وزراء سيئ، وتجب إقالته.
من جهتها اعتبرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن «إسرائيل» تأمل أن يقتصر إغلاق روسيا أجواء سورية أمامها لمدة أسبوع لا أكثر، وأن لا تلجأ موسكو إلى فرض مزيد من الإجراءات عليها، مثل حظر التحليق الجوي قرب القواعد الروسية في شمال سورية، «لأن هذا سيمنع وصول سلاح الجو الإسرائيلي إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من دمشق» وفق ما نقل «روسيا اليوم».
وذكرت الصحيفة بالإضافة إلى ذلك، أن هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى إنشاء مناطق آمنة للجيش السوري في سورية وحزب الله، كما تخشى إسرائيل من أن تسفر القيود الروسية عن السماح لإيران بتعزيز مواقعها في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن