سورية

خلّف آلاف الشهداء.. وأقام العديد من القواعد اللاشرعية له.. ومكّن ميليشيات من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد … حصاد جرائم «التحالف الدولي» في سورية خلال 4 سنوات

| الوطن

بعد أربع سنوات من تدخله العسكري اللاشرعي في سورية بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مكّن «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا، الميليشيات الكردية في شرق البلاد وشمالها من السيطرة على عشرات آلاف الكيلومترات المربعة، وأقام قواعد عسكرية ضخمة، فضلاً عن سقوط آلاف الشهداء من المدنيين نتيجة ضرباته الجوية.
واستكمل أمس «التحالف الدولي» العام الرابع على التوالي من تدخله العسكري «اللاشرعي» في سورية، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض في تقرير له، أن هذه المشاركة تركزت على دعم أطراف بعينها، والبحث عن حلفاء ذوي نفوذ يمكّن توسعته.
ولفت المرصد إلى أنه ومنذ الغارة الأولى والضربة الصاروخية الأولى لـــ«التحالف» المزعوم، عمد الأخير لدعم ميليشيات مسلحة عاملة ضمن الجغرافية السورية، فتحولت المشاركة الجوية والصاروخية، إلى مشاركة عسكرية برية، لحين توسعته لوجوده ووجود الميليشيات المدعومة منه، ليشمل مساحات واسعة من الأراضي السورية.
وذكر أن التحالف واجه خصومه بتوجيه ضربات عسكرية لهم، فمن قصف تنظيم داعش الإرهابي إلى قصف تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وصولاً لاعتداءات طالت قوات الجيش العربي السوري وحلفائه.
وقال المرصد: إنه وخلال 4 سنوات رصدت تحركات «التحالف» من عمليات عسكرية وميدانية، وعمليات أخرى لوجستية تمثلت ببناء قواعد عسكرية أو توسعة نطاق سيطرته أو تقديم الدعم في جوانب مختلفة، في حين تجلت مشاركة التحالف في العمليات العسكرية من خلال المساحة الجغرافية التي تمكن التحالف من دعم الميليشيات البرية المتحالفة معه أو المدعومة منه للسيطرة عليها، فالتحالف وتلك الميليشيات المتمثلة بـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» تسيطر اليوم على مساحة 52528 كم مربعاً من الأراضي السورية، بنسبة بلغت 28.2 بالمئة من الجغرافية السورية.
وبحسب «المرصد» فإن المناطق التي تسيطر عليها «قسد» تشمل كامل منطقة منبج وريفها في غرب نهر الفرات، وكامل منطقة شرق الفرات باستثناء الجيب الأخير لتنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والعديد من المناطق التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في شرق الفرات قبالة مدينة دير الزور، في حين تسيطر الميليشيات المسلحة المدعومة من التحالف «ما تسمى المعارضة المسلحة المعتدلة» على 3543 كلم مربعاً بنسبة 1.9 بالمئة من مساحة الأراضي السورية، على حين كانت تسيطر هذه الميليشيات قبل تدخل «التحالف» في سورية، على 12624 كلم مربعاً بنسبة 6.8 بالمئة قبل تاريخ الـ23 من أيلول من العام 2014، وشملت مناطق ضمن محافظة الحسكة وهي المناطق الممتدة في مثلث حدود العراق وتركيا – مدينة الحسكة – أطراف ريف الرقة، بالإضافة لمدينة عين العرب التي كانت تشهد أعنف هجوم لتنظيم داعش.
وأشار إلى أن عمليات تعزيز وجود «التحالف» اللاشرعي، تصاعد منذ ما بعد النصف الثاني من العام 2018، وتمثلت بإقامة 18 قاعدة مختلفة على الأقل، في مناطق شرق نهر الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، عند الضفة الغربية للنهر، ومن ضمن هذه القواعد 6 قواعد كبرى، وتوزعت في منطقة عين العرب، خراب عشك، منبج في محافظة حلب، وعين عيسى، الرقة، الطبقة بمحافظة الرقة، والشدادي والهول وتل تمر وتل بيدر ورميلان في محافظة الحسكة، وحقل العمر النفطي والبحرة في ريف دير الزور.
وذكر أنه رصدت دخول آلاف الشاحنات التي تحمل على متنها معدات لوجستية وعسكرية وآليات وعربات مدرعة، منذ بدء مشاركة «التحالف» في العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية في 23 أيلول عام 2014، وبالمقابل رصد، عمليات نقله للعشرات من عملائه من جنسيات سورية وغير سورية، كانوا يعملون ضمن مناطق سيطرة تنظيم داعش.
وأول من أمس، نفذت طائرات تابعة لـ«التحالف» عملية إنزال جوي عند أطراف قرية المراشدة الواقعة في الجيب الذي ينتشر فيه داعش بريف دير الزور الجنوبي الشرقي نقلت خلالها عدداً من مسؤولي التنظيم إلى جهة مجهولة، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» عن مصادر أهلية.
وذكر «المرصد»، أن ضربات «التحالف» خلفت آلاف الشهداء من المدنيين، حيث استشهد منذ الـ23 من أيلول من العام 2014، وحتى يوم أمس، 11846 شخصاً جراء غاراته وضرباته الصاروخية والتي أسفرت كذلك عن إصابة الآلاف بجراح متفاوتة الخطورة، مع تدمير مبانٍ وممتلكات مواطنين ومرافق عامة.
ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية بحسب المصادر، 3177 شهيداً مدنياً سورية، بينهم 758 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و558 مواطنة فوق سن الـ18، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور.
ولفت إلى أنه سقط 169 شهيداً على الأقل من عناصر الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة له، باعتداء «التحالف» على كتيبة المدفعية ومواقع أخرى في جبل الثردة في محيط مدينة دير الزور، وعلى مطار الشعيرات العسكري بريف حمص ومنطقة قرب التنف في البادية السورية وعلى مناطق في ريفي دمشق وحمص ومحيط العاصمة دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن