ثقافة وفن

صوت الأمة

| د. اسكندر لوقا

من نافلة القول أن الصحافة مرآة تعكس على صفحتها أحوال الناس وأنها بمقدار ما تكون صافية تحقق غايتها من هذه الناحية، وإلا غدت مجرد أداة بيد مالكها يديرها حسب أهوائه وإن تكن أهواؤه غير موضوعية.
في اعتقاد الأديب الروسي الشهير تولستوي – على سبيل المثال – أن الصحافة صوت الأمة، وهو قول لا يحتاج إلى برهان على صحته. ومن هنا، القول إن الصحافة هي، من حيث المبدأ، عين تراقب، وعقل يحاكم، وضمير عادل، ومن ثم دأبها البحث عن الصواب فتدعو إلى احتضانه، والإشارة إلى الخطأ فتدعو لـنبذه، وذلك خدمة للحق والحقيقية.
ولأن الصحيفة صوت الأمة والمرآة التي تعكس على صفحتها أحوال الناس، تتحمل مسؤولية أخلاقية قبل أي شيء آخر، وفي هذا السياق تؤدي دورها في تقويم الخطأ وتوضيح الحقيقة، وخصوصاً في زمن كزماننا هذا، حيث الصحف الغربية، وبعض الصحف العربية، تتخطى حقائق بعض الأحداث التي تتعلق بالمنطقة، لقاء كسب من هنا ومن هناك على خلفية تضليل الرأي العام. وهذا ما يدعوني للإشارة إلى كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وفي أحد بنود وصاياه، دعوة أتباع الحركة الصهيونية إلى إنشاء صحف لتضليل الرأي العام، فضلا عن بنود أخرى وردت في الكتاب بعضها يدعو المحامي لجعل الحق باطلا والباطل حقا، وبعضها الآخر يدعو إلى اكتناز المال لشراء الضمائر وإلى آخر منظومة الحقد على البشرية وتسخير الصحافة لترجمة الأقوال إلى أفعال يكون لها وقعها في تفكيك المجتمعات التي تعمل على النهج المعاكس للصهيونية العالمية.
وكما هو معروف، بات للكلمة المقروءة مكانتها في العصر الحالي، وذلك مع انتشار الصحف والمجلات، على مختلف أنواعها، وباتت الصحيفة، في هذا السياق، صديقة للإنسان ومرافقة له في أغلب الأحيان. وهنا أستعير من الأديب اللبناني الشهير جبران خليل جبران، قوله إن الصحافة أمانة وحرية، وفي قوله هذا نتخطى اعتبار الصحافة أنها مجرد حبر وورق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن