رياضة

أثقال وآمال..

| مالك حمود

منذ ربع قرن تقريباً وخلال متابعتي الإعلامية لبطولة الجمهورية لرفع الأثقال، فوجئت أنا وغيري من المتابعين للبطولة بمشاركة فتاة ناعمة بمحاولات الرفع (من خارج البطولة) ونجاحها برفع أثقال معينة وبطريقة احترافية وتكنيك سليم في الرفع والتعامل مع الحديد رغم جسدها الناعم والغض باعتبارها كانت في أعمار الشبلات، لكن ذلك لم يكن غريباً عليها لكونها تربت رياضياً على يد شقيقها المدرب محمد رشا الذي كان يحمل هموم رياضة رفع الأثقال في قريته الصفا ضمن نادي سلحب، وخرج العديد من الأبطال ومن ضمنهم رشا التي سرعان ما فرضت نفسها كرباعة قوية وقادرة على تعزيز الأرقام وبشكل متسارع إلى المجال الدولي.
الرباعة منى رشا كانت البداية والحافز لاتحاد رفع الأثقال آنذاك لاعتماد رفع الأثقال الأنثوية ضمن أنشطة الاتحاد السوري لرفع الأثقال، وإقامة مسابقات محلية لها، وتشكيل منتخب وطني أنثوي والمشاركة في البطولات الخارجية، وبالطبع فإن جهود شقيقها المدرب محمد رشا لم تنس ليغدو مدرباً وطنياً وعضواً في الاتحاد السوري لرفع الأثقال، والأهم أنه بقي ضمن نطاق عمله في اكتشاف الخامات الواعدة وما أكثرها في مناطقنا الريفية والعمل على تدريبها وتأهيلها.
وتتوالى السنوات ويتضاعف الجهد وخصوصاً مؤخراً على الرياضة السورية، لتأتي الأخبار السعيدة عن اهتمام نادي سلحب برياضة الصبر والتحمل من خلال التركيز على البراعم في رياضة رفع الأثقال مع استقطاب عشرات الصغار والصغيرات وتعليمهم ألف باء رياضة رفع الأثقال وتدريبهم بشكل مستمر وبأسلوب علمي ومدروس، وبالطبع فإن وجود أكثر من (65) لاعباً ولاعبة من أعمار الصغار في ميدان الحديد فإنه رقم يدعو للتفاؤل لمستقبل اللعبة، صحيح أن هناك جهوداً مخلصة تعمل في أكثر من محافظة للحفاظ على هذه الرياضة، لكن الكلام عن نادي سلحب يأتي لكونه بات مدرسة حقيقية دائمة العطاء في هذه الرياضة، وسيطرته على بطولات الجمهورية في كل الفئات العمرية (باستثناء الرجال)، وهي التي كانت تمنحه الأولوية في الثناء والعطاء.
ومادام مستمراً كما عهدناه وأهلاً للمزيد من الأبطال من ضمن مقره البسيط، يحز بالنفس ما نسمعه عن بعض الصعوبات المالية التي تعوق تنقلاته ومشاركاته في البطولات المركزية!
ويزداد العجب إذا ما علمنا بأن المسألة ليست برواتب وتعويضات المدربين واللاعبين لأنهم لا يتقاضون شيئا! فهل من دعم خاص لذلك النادي المجتهد والطامح والناجح بل المتفوق؟
ولماذا لا يعتبر مشروعا رياضيا وطنيا تخصص له الموازنة الكافية لكونه يمثل قاعدة رياضية حقيقية وأساسية لإنتاج الأبطال في رياضة الأثقال والآمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن