سورية

شعبان وصفت العلاقات السورية الروسية بـ«الإستراتيجية» وأنها «ستتصاعد» … المقداد لـ«الوطن»: عودة سيطرة الدولة على إدلب أمر طبيعي ولا مجال للتخمين

| سيلفا رزوق

اعتبرت المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أن الحرب على الإرهاب التي تشنها سورية وحلفاؤها، غيرت المشهد السياسي في المنطقة والعالم، وأكدت أن العلاقات السورية الروسية سوف «تتصاعد»، على حين اعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن التطور في علاقات البلدين غير مفاجئ بالنسبة لسورية «لأننا طرف واحد في محاربة الإرهاب الدولي»، وأكد أن عودة سيطرة الدولة على إدلب «أمر طبيعي» ويجب ألا يكون مجالاً للتخمين على الإطلاق.
وفي ردها على سؤال لـ«الوطن»، وصفت شعبان العلاقات السورية الروسية بأنها علاقات إستراتيجية، وقالت: «نحن خضنا حرباً ضد الإرهاب الذي هو خطر على الإنسانية جمعاء، كما قال الرئيس بشار الأسد، وعلاقاتنا أيضاً تاريخية وهي مستمرة وسوف تتصاعد أيضاً لأنها من أجل الحق والسلام والعدل والبشرية جمعاء، وسيقوم البلدان بكل ما يمكن من أجل هذه الصداقة، وهذا التحالف مع قوى الخير التي ستكون موجودة دائماً لدعم الإنسانية».
من جانبه، وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح المقداد، في تعليقه على قرار موسكو تسليم سورية منظومة صواريخ «إس300»، أن العلاقات السورية الروسية تطورت بشكل عميق ومخلص في إطار الحرب على الإرهاب، ومارست القيادة الروسية دوراً بناءً في تنفيذ قرارات المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، ونحن نعتقد بأن الجهد الذي بذلته روسيا في إطار مكافحة الإرهاب والعدوان هو جهد مخلص، ولذلك نحن لانفاجأ بكل التطور الذي تشهده العلاقات السورية الروسية لأننا طرف واحد في محاربة الإرهاب الدولي».
وأشار المقداد إلى أن كل ما بذل من جهد سياسي ودبلوماسي طوال الفترة الماضية يهدف إلى عودة سيطرة الدولة السورية على أرضها، وعندما تحرر سورية أرضها من الإرهاب فهي تطبق قرارات مجلس الأمن من جهة، وتحقق بشكل أساسي سيادتها على أرضها ووحدة شعبها، ولذلك نرى أن عودة سيطرة الدولة على إدلب هو أمر طبيعي ويجب ألا يكون مجالاً للتخمين على الإطلاق، فالدولة السورية عائدة، كما نرى درعا ودمشق وحلب جزءاً لا يتجزأ من الدولة السورية. ولفت إلى «بعض المجموعات الكردية التي لا تزال تساوم على العامل الأجنبي، وهي مجموعات سياسية لا تعكس رأي أو موقف مكونات الشعب السوري تجاه الالتزام بوحدة أرض وشعب سورية وهذه فئات معزولة ويعرف شعبنا كيف يمكن أن يضع لها حداً».
وفي رده على أسئلة الصحفيين تساءل المقداد: كيف يحق للولايات المتحدة والسعودية أن تمول وترسل إرهابييها من كل أنحاء العالم، ولا يحق للدولة السورية أن تستعين بأصدقائها، معتبراً أن اللعبة الأميركية انكشفت والتضليل والخداع انتهى وسورية انتصرت.
كلام شعبان والمقداد، جاء في أعقاب مشاركتهما في المنتدى الإعلامي على هامش مهرجان الإعلام السوري الثاني الذي حمل عنوان «حكاية انتصار» وأقامه اتحاد الصحفيين أمس في دار الأسد للثقافة والفنون.
وأشارت شعبان في مداخلة لها خلال المنتدى، إلى «أننا اليوم وبعد هذه السنوات من الحرب على الإرهاب، تغير المشهد السياسي كلياً في المنطقة والعالم والحقيقة أن هذه الحرب غيرت من المفاهيم السياسية ومن المواقف السياسية ومن الانتماءات السياسية، كما غيرت من القوى السياسية في العالم واصطفاف هذه القوى وتوازنها وحضورها».
وأشارت شعبان إلى لقاء هلسنكي الأخير الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، واعتبرت أن هدف ذلك اللقاء هو «دب إسفين» بين روسيا والصين، ومحاولة خرق هذا الاتحاد الذي يعد بمستقبل مزهر يلغي الهيمنة الغربية على العالم، «وما كل هذا الضجيج وكل هذه العقوبات التي تبعت هذا اللقاء إلا نتيجة لفشل أميركا في «دب هذا الإسفين»، لأنها تدرك أن الخطوات التي تتخذ بهدوء بين روسيا والصين ودول البريكس من أجل مستقبل سياسي ستغير خريطة العالم عاجلاً وليس آجلاً».
من جانبه، وخلال مداخلة له في المنتدى، أكد المقداد، «أننا في ربع الساعة الأخير من عمر الأزمة»، وقال: «لن يكون هناك ذرة تراب واحدة خارج نطاق سيطرة الدولة السورية والجيش العربي السوري»، وأكد أن «اتفاق إدلب» الأخير «ما هو إلا خطوة من الخطوات الأخرى التي بدأتها الدولة السورية، في اتفاقات «مناطق خفض التصعيد»، والتي كانت ملزمة بتواقيت معينة، وهو ما جرى بالفعل حيث باتت هذه المناطق تحت سيطرة الدولة»، لافتاً إلى أن العالم بعد انتصار سورية لن يكون نفسه العالم الخاضع لإرادة أميركا والغرب، وهذا هو الخطر الذي تخاف منه الدول الغربية.
وختم المقداد مداخلته بالقول: «كما انتصرنا في كل بقعة من بقاع سورية سننتصر في إدلب والرسالة واضحة جداً لكل من يعنيه الأمر، نحن قادمون إلى إدلب حرباً أو سلماً، ونحن نفضل أن نصل إلى السوريين في إدلب سلماً، أما الجوانب الأخرى في هذه الحرب المعلنة فإن لها حدودها، وعلى من يثق بالأميركيين أن يعي جيداً بأن الجيش العربي السوري سيصل إلى كل مكان في سورية وهو قادم إلى كل أنحاء سورية، ليفرض سيطرته وسيادة الدولة السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن