رياضة

المشهد التحكيمي في الأسبوع الأول من الدوري الممتاز … بداية جيدة وأخطاء وعثرات والمعالجات قادمة

| نورس النجار

الأنظار اتجهت إلى الأداء التحكيمي مثلما اتجهت إلى أداء الفرق في افتتاح الدوري هذا الموسم، والسبب في ذلك أن لجنة الحكام وعدتنا بتحكيم متميز بأقل الأخطاء.
ولا نضيف جديداً إذا قلنا إن لجنة الحكام اجتهدت هذا الموسم كثيراً في تأهيل حكامها خلافاً للمواسم السابقة عبر دورات محلية ودولية ودروس نظرية وندوات واختبارات عديدة، والمفترض أن يظهر ذلك جلياً في أداء الحكام هذا الموسم.

خطة لجنة الحكام الجديدة توجهت نحو الحكام المواهب من الأعمار الصغيرة ليتم تأسيسها وتطوير قدراتها بعد أن بلغ حكامنا الخبراء سن الاعتزال ولإعادة البريق إلى تحكيمنا بزج دماء جيدة تكون قادرة على السير قدماً لعقدين من الزمان، ورافق هذا التوجه وهذا الاهتمام رفع تعويضات الحكام المالية إلى ثلاثة أضعاف ما سينعكس ايجاباً على المشهد التحكيمي في الدوري السوري.
«الوطن» رصدت العديد من الأخطاء التحكيمية التي ظهرت في مباريات الأسبوع الأول منها ركلتا الجزاء الأولى للجيش على الحرفيين والثانية الركلة الأولى لحطين على الطليعة، وحالة التسلل التي ألغي من خلالها هدف الشرطة على الوحدة وصحة هدف الساحل بمرمى الكرامة وغيرها.
الخبير التحكيمي محمد نزار رباط نائب رئيس لجنة الحكام أثنى على أداء الحكام بشكل عام وقال: الأخطاء التحكيمية في عالم كرة القدم لا يمكن أن تزول، وهو أمر واقع ومعروف منذ نشأة كرة القدم والدوريات العالمية التي يقودها أفضل حكام العالم لا تخلو من الأخطاء.
وأضاف: تصحيح الأداء التحكيمي في بلدنا لا يتم بين يوم وليلة، فنحن نجتهد وحكامنا يجتهدون وصولاً إلى صافرة عادلة بأخطاء أقل.
الأسبوع الأول كان التحكيم بشكل عام جيداً وحمل بعض المنغصات التي نعمل على معالجتها ومتابعتها، ونتوقع أن تنحسر الأخطاء التحكيمية أسبوعاً بعد أسبوع.
مسؤولية التطور التحكيمي تقع على عاتق الجميع، والجمهور دوره كبير في هذه المسألة من خلال تشجيعه للحكام والصبر عليهم، التفاعل السلبي مع الحكام يثبط عزيمتهم، لذلك كانت لنا العديد من الملاحظات حول البعض الذين شتموا الحكام بلا مبرر ونأمل ألا يتكرر ذلك في الأسابيع القادمة حرصاً على مباريات نظيفة وتجنباً لعقوبات تضر الفرق، فالجمهور فاكهة الملعب ونعمة كبيرة للفرق.
بالنسبة للحكام فتوجيهاتنا واضحة للتعامل مع القانون بصرامة وعدم التساهل بأي حالة من الحالات وضبط إضاعة الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه من خلال مواد القانون، والحكام المخطئون لن يكونوا بمعزل عن العقوبات.

تصوير ضبابي
الاعتماد على رصد الأخطاء التحكيمية يتم عبر المراقب (مقيم الحكام) ويمكن الاستعانة بشريط المباراة، ولكن للأسف لا توجد لدينا الكاميرات الكافية لرصد بعض الحالات من كل الاتجاهات والتي تحتاج لتدقيق وتمحيص…
حالة هدف الساحل على الكرامة غير صحيحة من خلال التصوير، لكن الحكم يقول: هناك لاعب من الكرامة كان يغطي على اللاعب المتسلل لم يظهر في كادر التصوير.
الشيء نفسه يخص ركلة الجزاء الأولى المحتسبة على الطليعة لمصلحة حطين، الحالة سريعة جداً وتم سحب قميص اللاعب المهاجم بخفة واللاعب أتقن السقوط على الأرض، الحالة أكد صحتها الحكم والحكم المساعد وكانت بحاجة إلى كاميرا خلفية لتؤكد صحة القرار.
ركلة الجزاء التي احتسبت على الحرفيين لمصلحة الجيش كانت صحيحة، وحالة التسلل التي ضبطها الحكم بلقاء الشرطة والوحدة كانت دقيقة وصحيحة، ولاعب الشرطة تابع الهجمة ولم يتوقف عند الصافرة وسجل هدفاً غير شرعي ويستحق الإنذار.

حالات مهمة
هناك الكثير من الحالات التي يجب أن يستعمل الحكم كامل صلاحياته على أرض الملعب سواء حالة تخص اللعب والملعب أو هي دخيلة عليهما، ومن الأولى نذكر الإشارات اللا أخلاقية التي أصدرها حارس الطليعة بعد تصديه لركلة الجزاء الثانية بلقاء حطين والمفترض أن يرفع له الحكم البطاقة الصفراء.
ومن الحالة الثانية دخول مسؤول من نادي الحرفيين إلى أرض الملعب احتجاجاً على التحكيم ومحاولته سحب الفريق من الملعب، هذه الحالة لا يمكن التغاضي عنها والمفترض بالحكم أن يرفع البطاقة الحمراء لهذا الشخص مهما كانت صفته بالفريق وأن يخرج خارج الملعب.

تعقيب «الوطن»
من خلال ما تقدم فإن الاعتماد بالدرجة الأولى سيكون على مقيمي الحكام، وهذا يفترض باللجنة أن تختار المقيّم الأفضل والأكثر خبرة ونزاهة، الأمر الثاني يتعلق بالتصوير، وهنا يجب دعم هذه العملية بأي طريقة.
ومن جهة أخرى فإن شريط المباراة مفيد بشكل عام ومن المفترض ألا يتأخر وصوله إلى اتحاد كرة القدم حتى تتمكن لجنة الحكام من رؤية المباراة وتحليل أداء الحكام فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن