سورية

«أونروا» تشيد بدعم سورية «التاريخي والمميز» لها.. وتشجب قرار أميركا بقطع المساعدات عنها … مشعشع لـ«الوطن»: دمشق رفدتنا بعمليات مباشرة واستوعبت الفلسطينيين في مدارسها

| موفق محمد

أشادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ«أونروا»، بدعم الحكومة السورية «التاريخي والمميز» لها، واستيعابها للطلاب الفلسطينيين في مدارسها، في وقت قامت فيه الولايات المتحدة الأميركية بقطع مساعداتها عن الوكالة، الأمر الذي شجبته الوكالة واعتبرته «امتداداً لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس» و«تسييساً لملف العمل الإنساني».
وفي مقابلة مع «الوطن» عبر تطبيق «ماسنجر»، قال الناطق الرسمي باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة سامي مشعشع والمقيم في القدس: إن «قرار الإدارة الأميركية بتخفيض مستوى تبرعاتها هذا العام من 360 مليون دولار إلى 60 مليون دولار فقط واشتراطها أن يتم صرف هذا المبلغ في الأراضي المحتلة والأردن على حساب إقليم عمليتنا في سورية ولبنان كان له تأثيرات سلبية».
وأعرب مشعشع عن «الاستغراب» و«الاستهجان» من هذا القرار «خصوصاً أن الإدارة الأميركية كانت قبل أشهر من هذا القرار قد قيمت أداء الوكالة عالياً وأعطت إشارات بأنها ستستمر بالدعم».
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية «أردفت هذا القرار بعد أشهر بإعلانها أنها ستوقف كافة مساعداتها للعام 2019 الأمر الذي خلق أيضاً بلبلة إضافية أثرت كماً وكيفاً على خدماتنا العادية المعروفة للجميع من تربية وتعليم وصحة وإغاثة وأثرت بشكل مباشر على خدماتنا في غزة والضفة الغربية وكذلك على خدماتنا الطارئة في سورية».
وقال: «الولايات المتحدة لم توفر فلساً واحداً لميزانية الطوارئ في سورية وقيمتها 409 ملايين دولار، ونحن لن نستلم أي شيء منها عندما نطلق نداء الاستغاثة الخاص لعملياتنا في سورية لعام 2019 »، مضيفاً: «التداعيات كانت صعبة ولكن أيضاً ردة فعل المجتمع الدولي كانت مفاجئة وقوية من دعم سياسي كبير من مئات الدول التي وقفت وراء الوكالة داعمة لولايتها ومشيدة بنزاهتها وحياديتها وفعاليتها على الأرض وأردفت هذا الدعم السياسي بدعم مالي طيب وجيد وسخي»، مشيراً إلى أن الوكالة «بدأت هذا العام بعجز تراكمي بلغ 446 مليون دولار واستطعنا بجهود الأصدقاء تخفيض هذا المبلغ إلى 186 مليون دولار».
وأوضح مشعشع «نحن على أعتاب مؤتمر مهم جداً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيصار إلى مناقشة ملف الوكالة في محاولة لردم الهوة المالية المتبقية والمتمثلة بـ186 مليون دولار وأيضاً النظر في خلق ثبات مالي وبرامج للوكالة في العام 2019». وأعاد مشعشع التأكيد أن تداعيات القرار الأميركي كانت «صعبة جداً خصوصاً تجميد عملياتنا الطارئة في الضفة الغربية، وتقليص هذه العمليات في قطاع غزة، ونخشى أن يكون لذلك تداعيات على قدرة الوكالة الاستجابة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب على سورية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وهذا سيكون تحدياً كبيراً للوكالة وسنجهد لإيجاد الحلول».
ولفت مشعشع إلى «التعاون المميز والتاريخي بين الوكالة والحكومة السورية، والدعم المميز من قبل الحكومة لصمود اللاجئين الفلسطينيين، وردف عمليات الوكالة بعمليات مباشرة، ودعمها على مدى العقود الماضية، وهذا إشارة إلى طبيعة هذه العلاقة ونحن نؤسس لاستمرار هذا التعاون».
وأضاف: «دعونا نتذكر الدمار الكبير الذي أصاب المخيمات الفلسطينية ومنشآت الوكالة، وأن الحكومة السورية تقدمت ووفرت مدارسها لتستوعب أطفال اللاجئين الفلسطينيين في إشارة واضحة إلى طبيعة العلاقات بين الحكومة السورية والوكالة والتنسيق بين الطرفين».
وبعد أن أشار مشعشع إلى أن الولايات المتحدة على مدى ستة عقود وما يزيد، كانت المتبرع الأكبر للوكالة، وأن قيمة تبرعاتها في العام 2017 بلغت 360 مليون دولار، لكن جميع هذه المساعدات اختفت الآن ولن يكون هناك أي مبلغ للوكالة في العام 2019 من الإدارة الأميركية، ولفت إلى أن «العديد من الدول تقدمت بمساعدات فالمجموعة الأوروبية قدمت حصتها وزادت عليها، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأعضاء في المجموعة الأوروبية»، مشيراً إلى أن عدداً من الدول العربية تقدمت كل منها بمبلغ 50 مليون دولار إضافي، إضافة إلى التبرعات الكويتية المعروفة، ولافتاً إلى أن الوكالة تتحرك على جميع الاتجاهات لتعزيز ميزانيتها وتعويض الفاقد الأميركي وخلق ثبات مالي.
واعتبر الناطق الرسمي باسم الوكالة، أن القرار الأميركي بحجب المساعدات كاملة عن الوكالة هو «امتداد لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وتداعيات ذلك». وأضاف: «نعتقد أن هذا القرار هو تسييس لملف العمل الإنساني، لعمل الأونروا الإنساني ونحن نشجب هذه المحاولة».
وشدد مشعشع على أن «الفشل السياسي للمجتمع الدولي في إيجاد حل عادل ومشرف لقضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن لا يسحب نفسه على خدمات الوكالة لأنها خدمات إنسانية، وبالتالي يجب التركيز على عملنا الإنساني وإبعادنا عن الجوانب السياسية التي تحاول بعض الأطراف رميها وإسقاطها على الوكالة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن