سورية

تنفيذ فوري للقرار الروسي.. وأول دفعة من أنظمة التشويش وصلت.. وإعلام الاحتلال: كابوس ينتظرنا … موسكو: «إس 300» سيؤدي إلى استقرار سورية وأميركا تكذب

| الوطن – وكالات

بالترافق مع وصول الدفعة الأولى من أنظمة «التشويش الإلكتروني الروسية إلى سورية، أكدت موسكو أن منظومات الدفاع الجوي «إس 300» التي أعلنت أنها ستزود الجيش العربي السوري بها، لن تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في سورية بل إلى استقرارها، وذلك في ردها على واشنطن.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس بشار الأسد الاثنين، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة «إس 300» الحديثة، بينما كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شيوغي أن عملية التسليم ستتم خلال أسبوعين بعد تحميل موسكو كامل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي بسقوط طائرتها «إيل 20» الأسبوع الماضي قبالة السواحل السورية.
وحذر حينها مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، من تداعيات قرار موسكو، معتبراً أن هذه الخطوة «خطأ فادح» وأنها تهدد بـ«تصعيد خطير» في المنطقة.
ورد مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف أمس على بولتن بالقول: لن يؤدي إلى التصعيد في سورية، بل إلى الاستقرار، مشيراً إلى أن هذه المنظومة دفاعية، والولايات المتحدة «تكذب عمداً» عندما تقول إن تصدير روسيا لها يهدد أمنها، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف يرماكوف: إن منظومات «إس 300»، التي ستتسلمها سورية ستتمكن من تغطية الأجواء السورية، حيث يتطلب الأمر فعل ذلك. وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أكد أول من أمس استعداد روسيا لمناقشة موضوع تزويد سورية بصواريخ «إس 300» مع الولايات المتحدة، لكنه دعا واشنطن إلى ترك عنجهيتها في تقييم خطوات موسكو.
وذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس أن موسكو سترسل في غضون أسبوعين حوالي 4 كتائب من منظومة «إس 300» إلى سورية، وذلك حسب مصدر مطلع على هذه التطورات.
ونقلت الصحيفة عن المصدر: إن منظومة صواريخ الدفاع الجوي «إس 300» التي أعلنت موسكو أمس الاثنين أنها سترسلها إلى سورية، ستغطي المنشآت الموجودة في الساحل السوري، وستراقب الحدود السورية مع إسرائيل، وكذلك مع الأردن والعراق ولبنان.
من جانبه ذكر موقع «الميادين نت» أن المنظومات التي ستصل إلى سورية تمكنّها من صد 96 صاروخاً معادياً دفعة واحدة وإطلاق 192 صاروخاً صلية واحدة، وأنها ستمكّن سورية من حماية حدودها مع فلسطين المحتلة والأردن والعراق ولبنان من جهة البحر، لكنه أشار إلى أن إغلاق الأجواء السورية على الحدود مع تركيا يبقى من صلاحيات الدفاع الجوي الروسي.
وأضاف الموقع: سيتم تزويد سورية بفوجين من أنظمة «إس 300» المتطورة، وأن الفوج يتألف من كتيبتين من بطاريات الصواريخ والكتيبة قادرة على ملاحقة 24 هدفاً وإطلاق 48 صاروخاً، كاشفاً أنه سيتم إيفاد ضابط روسي إلى كل كتيبة من أنظمة «إس 300 في إم» للتنسيق وضبط الإيقاع مع الدفاعات الجوية الروسية في سورية.
بدورها أفادت صحيفة «إزفيستيا» الروسية أمس، بأن «أولى مجموعات وسائل الحرب الإلكترونية وصلت أمس (الاثنين) إلى قاعدة حميميم باللاذقية على متن طائرة «إيل 76» بهدف تشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكم لأي طائرة قد تهاجم الأراضي السورية»، مبينة أن عملها يشمل «إضافة إلى سورية الأهداف الواقعة في المناطق المحيطة في البحر المتوسط».
وبدا لافتاً حالة التصعيد في التصريحات بين «إسرائيل» وروسيا حيث فند الكرملين مزاعم الإعلام الإسرائيلي بأن اتصال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث خطط موسكو تعزيز قدرات الدفاع الجوي السوري، تم يوم الأحد.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت سابق، أن المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو التي ورد إعلان موسكو وتل أبيب عنها مباشرة يوم الاثنين، تمت الأحد.
وقال السكرتير الصحفي في الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين أمس، رداً على سؤال بهذا الخصوص: «لا، هذا ليس صحيحاً».
وبحسب «روسيا اليوم» حاول الإعلام الإسرائيلي أن يوحي بهذه الطريقة، أن موسكو أبلغت تل أبيب مسبقاً بقرارها تزويد الجيش السوري بالمنظومة الصاروخية المتطورة، قبل إعلان وزير الدفاع الروسي عن ذلك رسمياً.
في المقابل، اجتمع «المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية» في «إسرائيل» (الكابنيت) أمس، لبحث تطورات الأزمة مع روسيا، وعزم موسكو تسليم الجيش السوري منظومة إس 300، وذلك قبيل توجه نتنياهو إلى نيويورك للمشاركة في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت وكالة «سبوتنيك» أن بيان الاجتماع جاء فيه: «يوعز المجلس الوزاري المصغر للجيش الإسرائيلي بمواصلة العمل ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً في سورية وبمواصلة التنسيق الأمني مع روسيا»، وهو ما أكده نتنياهو في تصريحات له.
ووصل الأمر بالمدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، للتهديد باستهداف منظومات «إس 300» وقال في تغريدة على صفحته في «تويتر»: «إذا كان من المقرر أن يشغل الروس أنظمة إس 300 فهذا ليس جديداً، هم يشغلون إس 400 الأكثر تقدماً في سورية منذ أكثر من عامين ولم يفتحوا النار على الطائرات الإسرائيلية. أما إذا تم تشغيل البطاريات من قبل السوريين، فإن إسرائيل سوف تعرف كيف تضربها وسوف تتضرر سمعة أنظمة الدفاع الجوي الروسية».
في الأثناء قال الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو: إنه لا يستبعد قيام إسرائيل باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل منظومات «إس 300» إلى سورية. وأضاف في حديث لوكالة «نوفوستي»: إن القيادة العسكرية الروسية ستتخذ إجراءات لمنع تحقيق هذا السيناريو، وستتصدى بقوة وحزم لأي محاولة من الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن.
أما وسائل إعلام العدو، فقد أعربت عن قلقها الشديد إزاء وصول «إس 300» إلى سورية، وأكدت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أن مثل هذا القرار يمثل تهديداً خطيراً لجيش «إسرائيل» لأن الأسلحة الروسية أكثر فعالية من وسائل الدفاع الجوي المتوفرة في سورية حالياً، بينما أفادت «القناة التاسعة» الإسرائيلية بأن «كابوساً ينتظر إسرائيل في غضون أسبوعين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن