رياضة

الدوري الممتاز في أسبوعه الثاني.. المتصدر في مهمة صعبة .. فائزان في ديربي اللاذقية وطموحان في ديربي دمشق

| ناصر النجار

تنطلق الجمعة في سبعة مواقع مباريات الأسبوع الثاني من الدوري الممتاز، والمباراة الأهم في اللاذقية بين قطبي المدينة وهي تحظى باهتمام الشارع الكروي نظراً لقوتها وحساسيتها، والمباريات الأخرى ليست أقل أهمية فالجيش المتصدر يستقبل الوثبة القوي للاستمرار في المقدمة والجاران المجد والشرطة لتعزيز خطوة البداية، والساحل يحل ضيفاً على الوحدة في لقاء يبحث فيه البرتقالي عن تعويض انطلاقته الخاطئة.
الكرامة وجبلة في حمص والنواعير ضيف على الاتحاد والطليعة يستقبل الحرفيين وكل هذه الفرق تبحث عن أول فوز لها في الدوري.

ديربي جديد
على ملعب الجلاء يلتقي في الرابعة الجاران المجد والشرطة في ديربي جديد بأحلام الفوز الذي ينشده الفريقان، فالشرطة بمعنوياته العالية بعد فوزه على الوحدة سيتابع مسيرته نحو الأمام والمجد الذي قدّم مباراة كبيرة مع الوثبة لكن يكون رخواً.
المباراة تجمع حيوية الشباب وخبرة المخضرمين، فالفريقان مزجا الخبرة بالشباب، ونجح الشرطة بتقديم بعض مواهبه في مباراة الوحدة الذين أثبتوا وجوداً فعالاً، والمجد قدم نموذجاً في الإصرار والتحدي والروح العالية فلم يخرج مهزوماً وحقق التعادل في الرمق الأخير.
استمرار الفريقين بتقديم أداء جيد يجعل المباراة حماسية وفرصة طيبة للمتابعة، والتكهن بالنتيجة صعب ومرتبط بمدى توفيق مدربي الفريقين في اختيار الأسلوب المناسب والقراءة الصحيحة والمباراة بمنزلة رد اعتبار للمدرب أنور عبد القادر الذي خسر إياباً صفر/2 للؤي خليفة وخالد بريجاوي وتعادلا ذهاباً بهدف لياسر عويد مقابل هدف رامي عامر مهاجم المجد.

ديربي الفائزين
الديربي الأسخن لقاء اللاذقية تشرين وحطين الذي سيجري في الرابعة على ملعب الباسل، والفريقان حققا المطلوب مطلع الدوري ففازا على قطبي حماة بهدف، ومباراتهما لمواصلة المسير نحو الأمام من دون أي اعتبار لحق الجيرة، والتشكيلة التي رأيناها للفريقين تضعهما في خانة التكافؤ لذلك سنرى مباراة متوازنة وسريعة مملوءة بالهجمات والفرص وخصوصاً أن الفريقين عودانا على البداية السريعة من دون جس نبض وبعيداً عن أي حذر دفاعي.
الموسم الماضي كانت بداية تشرين قوية بفوز ساحق ومستحق 3/1 وسجل محمد العقاد لحطين، وعبد الإله حفيان ومحمود البحر وعمر ريحاوي من جزاء لتشرين وإياباً فاز تشرين أيضاً بهدف محمود البحر.
ولا أعتقد أن صورة الموسم الماضي ستتكرر غداً، فحطين لن يرضى بذلك رغم سعي تشرين ولذلك ستكون المبادرة حطينية لرد الاعتبار والمسك بزمام المباراة منذ بدايتها، والقضية برسم اللاعبين ومن ورائهم المدربان.
بمثل هذه المباراة التي تحتمل صعوبة من الدرجة الممتازة نظراً للتشنج والعصبية على أرض الملعب والغليان على المدرجات، فإن المطلوب أن يسود الهدوء وصولاً إلى التركيز العالي الذي يقود إلى الفوز، فكلما كان تركيز اللاعبين منصباً على الكرة من دون تشنج أو عصبية كان الطريق نحو المرمى سهلاً.
والمطلوب من الحكام أن يكونوا في قمة أدائهم وهذا المأمول منهم، والجمهور يجب أن يكون في قمة حضوره الأخلاقي وتشجيعه الهادف ومؤازرته لفريقه بعيداً من أي تعصب أعمى، ولنبتعد في هذه المباراة عن الحكام وقراراتهم وليكن تركيزنا على الفريقين وأدائهما.

المتصدر في امتحان
بعد تمرين السباعية بمرمى الحرفيين، يعود الجيش إلى دمشق ليواجه على ملعب الفيحاء في الرابعة ضيفه الوثبة.
قبل كل شيء نقول: أعان الله الفريقين على أرضية الملعب المملوءة بالحفر وألهم الله أصحاب الحل والربط لينهوا مشكلة هذا الملعب، ونسأل: لماذا لا يتم الاستعانة بملعب المحافظة أمام زحمة مباريات دمشق؟
المتصدر أمام امتحان حقيقي بمواجهة فريق جيد ومتجدد يضم بصفوفه الكثير من عناصر الخبرة مع الشباب الموهوبين بقيادة مدرب خبير يعرف ما يريد.
والجيش أمام مفترق طرق، فإما أن يتعامل بكامل الجدية محترماً خصمه ليستبعد المفاجآت غير المحسوبة وإما أن لاعبيه سيتبغددون في الملعب وسيصابون بالغرور نتيجة السبعة التي سجلوها ووقتها سيصيبهم الندم، ولات ساعة مندم!
عملياً الجيش أمامه مباريات أثقل وأصعب، وإذا كان يريد الدوري للموسم الخامس توالياً فعليه ألا يستهين بالوثبة مطلقاً.
نظرياً صفوف الجيش مكتملة وجاهزية لاعبيه جيدة، وخط هجومه الذي يضم الواكد والمصطفى ومن ورائهما القلعجي يعتبر الأفضل بين فرق الدوري، وضمن هذه المعطيات من المفترض أن يقبض الجيش على المباراة ويديرها كيفما شاء وبحرية تامة، والوثبة ليس طري الجانب والعود ويملك من المقومات ما يجعله يقف أمام جحافل الجيش بقوة وعناد، المهم الصمود، وعامل المباغتة الذي يجب أن يفاجئ به الشمالي صاحب الضيافة.
سبق للوثبة أن فرض التعادل على الجيش مرتين الموسم الماضي، وأنصاره يحبون أن يروا ذلك غداً، لكن هل يقبل أصحاب الأرض لهذه الأحلام أن تتحقق؟ في الذهاب تعادلا بلا أهداف، وإياباً بهدفين لمثلهما سجل هدفي الجيش حسن عويد وللوثبة منهل كوسا وعلي غصن.

المهمة الصعبة
الوافد الجديد الساحل يدخل ملعب تشرين في السابعة مساءً ليواجه الوحدة بجمهوره الكثيف المتيم التواق لفوز يعيد الأمور إلى نصابها بعد صدمة الافتتاح أمام الشرطة، والوحدة الذي يتغنى بجمهوره الكبير عليه أن يحافظ عليه حتى لا ينقلب ضده، وهذه مسألة تحتاج إلى الكثير من الروية والحلم والهدوء.
ما قدمه الوحدة أمام الشرطة فاجأ الكثيرين، وخصوصاً جهة عدم الانسجام بين اللاعبين، وهي مشكلة تحتاج إلى حل سريع وخصوصاً أن فريق الوحدة لا ينقصه إلا العقل المدبر.
والفريق الذي أدى تمريناً أمام حرجلة وخسره 2/4 لا يبشر بالخير، ويدل على أن هناك أشياء وأشياء رغم أن المباراة لم تكن أكثر من تمرين كما قلنا.
على كل حال يجب أن يخرج الوحدة من الحالة التي هو فيها سريعاً والمهمة بيد كادر الفريق لإيجاد الحلول المنافسة.
الشرطة لعب مع الوحدة مباراة مفتوحة، لكن الساحل سيلعبها مغلقة، فالمعسعس سيقوي دفاعاته أملاً بالخروج بنتيجة طيبة ولو بالتعادل، وهذا سيزيد من صعوبة الوحدة بوجود دفاع متمرس بمنطقته، فضلاً عن استخدام سلاح الوقت الميت.
الوحدة بحاجة إلى تركيز عال وإلى إحساس بالمسؤولية من كل اللاعبين، والهدف السريع قد يخفف من وطأة الضغط شريطة استغلاله وعدم التهاون بعده، واللقاء هذا هو اللقاء الرسمي الأول بينهما على صعيد دوري الممتاز.

الرد السريع
لن يجد الاتحاد فرصة ذهبية ليعوض تعادله مع جبلة سريعاً مثل لقاء النواعير، وظروف المباراة كلها تميل للاتحاد وخصوصاً أن أحوال الضيوف ليست على ما يرام بعد استقالة الإدارة وإن لم تكن نهائية، لكنها تعبر عن حالة من الفوضى والاضطراب التي تسود النادي، ولن يكون فريق الرجال بمعزل عن هذه الأزمة الإدارية التي نجمت عن أزمة مالية، وأخرى غايتها (قصقصة) أظفار بعض المتنفذين بالنادي.
لذلك على أصحاب الأرض أن يدركوا هذه الأحوال فيستغلوها خير استغلال، ويُفرحوا جمهورهم الكبير بفوز أحمر يعيد إليه روحه المعنوية التي تحطمت على شواطئ جبلة.
وتبقى مشكلة الاتحاد بالرؤية الفنية التي قد تغفل عن الحلول التي أمام ناظريها، وزاد من ذلك هذا الموسم عدم التعامل بجدية مع خط الهجوم فجاء هذا الخط كأضعف الخطوط، فالمحارب القديم (الكلزي) ليس من صنف الهدافين الآن، والعائد (السلقيني) فاقد للحساسية أمام المرمى والحلول بزج مواهب شابة تملك المهارة، ودعم خط الوسط لكل العمليات الهجومية بفاعلية بعيداً من الأداء الكلاسيكي المقيت.
درجة صعوبة المباراة من النوع المتوسط، وترتفع إذا تعالى النواعير على جراحه، وصمم على مقارعة الاتحاد وصولاً إلى مفاجأة تسر عشاقه، وحسب الظروف المحيطة فالاتحاد قادر على مسك المباراة والفوز بها، والنواعير يجب ألا يكون (كومبارس) فيها في الموسم الماضي فاز الاتحاد ذهاباً بهدف أيمن الصلال وإياباً بهدفي عبد الله نجار ورأفت مهتدي مقابل هدف محمد ميدو.

عنق الزجاجة
الكرامة اشتكى الحظ والتوفيق والحكم بلقائه مع الساحل الذي عاد منه خاسراً وهي المرة الأولى التي يخسر بها الكرامة مع أحد فرق طرطوس بعد أن كان يعتبر اللقاء معها نزهة، وبغض النظر عما حصل، فإن المطلوب نسيان المباراة ونتيجتها والبدء من جديد، حتى لا تكون الأسباب والمبررات هي حجة الإخفاق في الدوري.
والحقيقة التي لا يساورها أي شك أن الكرامة لم يصل إلى مرحلة النضج ونخشى أن يطول ذلك، وهذا الأمر استقيناه من مبارياته بدورة تشرين ومن مبارياته الودية التي لم يقنع فيها عشاقه أداء ونتيجة.
لقاء الفريق مع جبلة له خصوصيته، ودوماً جبلة يتعملق في حمص ويكون نداً لفريقيها، والتعادل الذي حققه مع الاتحاد يمنحه زاداً جيداً لمواصلة السير بخطا ثابتة، متسلحاً بأسلوبه الدفاعي، وأسلوب إضاعة الوقت عند الوقوع بالضغط، وهذا الأسلوب بات مكشوفاً عند الفرق والمفترض إيجاد الحلول لذلك.
الأداء الكلاسيكي هو الذي يناسب جبلة، كرات عرضية مرفوعة، وكرات عالية، لذلك على الكرامة إن أراد أن يجر خصمه ليوقعه بشباكه ألا يتبع هذا الأسلوب، وعلى الحكم أن يقضي على إضاعة الوقت نصرة لجمالية اللعب والأداء.
من حق جبلة اللعب بالأسلوب الذي يراه مناسباً، وعلى الكرامة أن يدرك بالوقت نفسه حراجة موقفه على أرضه وبين جمهوره، وستحدد المباراة موقف الكرامة من الدوري، فإما سيزيده تعقيداً أو سيفتح له باباً للخروج من عنق الزجاجة، المباراة في السابعة مساء، وفي الموسم قبل الماضي تبادلا الفوز 2/1، ففاز جبلة ذهاباً بهدفي أحمد الشمالي وجمال درويش مقابل هدف أنس بوطة، وفاز الكرامة إياباً بهدفي محمود اليونس، وفهد عودة مقابل هدف مؤنس أبو عمشة.

رحلة متعبة
ستكون رحلة الحرفيين إلى حماة متعبة وخصوصاً بعد خسارة الفريق الثقيلة أمام الجيش والفريق لا يقع عليه اللوم كما قال مدربه الصاري، لأنه تجمع قبل الدوري بأسبوع وبدأ فترة التحضير قبل أيام، وستكون مباريات الدوري ضمن فترة التحضير.
الطليعة يستقبل الحرفيين على أحر من الجمر ليعوض خسارته أمام حطين، فالفوز كما يعتقد متاح له أمام فريق غير جاهز.
قناعتنا أن كرة القدم لا تؤمن بهذا الشيء كثيراً، فليس من الضروري أن يكون الضيف مستسلماً، وقد يلعب ليسمح عن جبينه غبار ما لحق به من انكسار.
بالمقارنة بين الفريقين نجد أن الطليعة أفضل بكل شيء ويزيده قوة أرضه وجمهوره، ولكن عليه ألا يستهين بضيفه حتى لا يقع فريسة الغرور والتعالي، والمباراة في الرابعة.
بالموسم الماضي تعادلا سلباً ذهاباً، وفاز الطليعة إياباً بهدف خالد المبيض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن