الأولى

الجيش يتصدى لـ«النصرة» في ريف حماة والأهالي يواصلون خروجهم إلى مناطق الدولة … أنقرة لـ«ميليشياتها»: لا تواجد لكم في المناطق «منزوعة السلاح» بإدلب

| الوطن- وكالات

مع استمرار وحدات الجيش بالتصدي لكل محاولات التسلل شمالاً، وتواصل خروج المدنيين صوب مناطق الدولة الآمنة، طفا على سطح التداول السياسي، ما يمكن تسميته بـ«الخلاف الروسي التركي» حول تفسير اتفاق «سوتشي»، دون أي تصريح رسمي من الطرفين يؤكد صحة التخمينات السياسية، رغم الإشارات الروسية الواضحة حول فهم مضمون «الاتفاق» والتأكيد من جديد على المهل المحددة للتطبيق والتي ينبغي التقيد بها.
مصدر إعلامي قال لـ«الوطن»، إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة استهدفت بالمدفعية تحركات للميليشيات المسلحة المبايعة لـ«النصرة» في عدة محاور بريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي الشرقي أثناء محاولتها التسلل باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري.
من جهة ثانية، أعلنت ميليشيا «جيش العزة» المتمركزة في ريف حماة الشمالي رفضها المطلق لـ«اتفاق إدلب»، وذلك في بيان تناقلتها صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك وسط استمرار خروج المواطنين من مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في ريف إدلب، عبر معبر «أبو الضهور» إلى مناطق الجيش الآمنة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
في الأثناء أطلع مسؤولون في المخابرات التركية قادة عدد من الميليشيات المسلحة على تفاصيل تقنية خاصة بالمنطقة منزوعة السلاح التي نص عليها «اتفاق إدلب»، وبينوا لهم أن الاتفاق سيسمح للميليشيات بالبقاء في مناطقها وجبهاتها ومقرّاتها القريبة من خطوط التماس، شريطة الالتزام بنقل سلاحها الثقيل من دبابات ومجنزرات ومدافع هاون إلى مناطق في عمق إدلب، تبعد من 15 إلى 20 كيلومتراً عن خطوط التماس، لا 7.5 كيلومترات كما ورد في التسريبات الأولية حول المنطقة العازلة، ما يعني أن المنطقة العازلة المنزوعة السلاح الثقيل ستكون برمتها في مناطق سيطرة الميليشيات.
وبحسب مواقع إعلامية معارضة، يرجح أن تمتد المنطقة العازلة بعرض 20 كيلومتراً في ريف حماة الشمالي والغربي في سهل الغاب، باعتبارها جبهات متعرجة ومتداخلة لا يمكن فيها إبعاد مصادر النيران الثقيلة للميليشيات إلا بزيادة عرض المنطقة العازلة، أما التنظيمات المصنفة في «قائمة الإرهاب» مثل «هيئة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة» و«حراس الدين»، وتنظيمات إرهابية أخرى صغيرة، فيتوجب عليها الخروج بشكل كلي من المنطقة العازلة، وليس سحب سلاحها الثقيل فحسب.
كما لا يمكن لتلك التنظيمات الاحتفاظ بمقرات أو نقاط في المنطقة العازلة، خلافا لما تم الترويج له وفق تسريبات سابقة، بحسب المصادر، أما الجيش العربي السوري فسيبقى في مواقعه على الطرف المقابل لخطوط التماس، وليس مجبراً على سحب أي قطعة من معداته العسكرية الثقيلة أو الخفيفة، ولا حتى تقليص أعداد جنوده، وفق المصادر.
وبحسب ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، زعمت المواقع أن جيش الاحتلال التركي سيدخل سلاحا ثقيلا إلى المنطقة العازلة لتعويض السلاح الذي ستسحبه الميليشيات، وذلك للرد على الجيش السوري في حال خرق الاتفاق.
من جهتها أكدت مصادر معارضة أنه لم تجر أي عملية سحب للسلاح الثقيل حتى يوم أمس، وسط استياء وامتعاض الميليشيات من المعلومات التي قدمها الأتراك حول الاتفاق، على حين بدأت ميليشيا «جيش إدلب الحر» المنخرط ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير» بسحب بعض من مدافعه الثقيلة كمدافع الهاون وذلك من منطقة أبو مكة الواقعة ضمن المنطقة العازلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن