رياضة

النقرش لـ«الوطن»: عودة عبد الحي طبيعية، وإقالة المدرب برسم الاتحاد، وسوف ننسحب كأعضاء عندما نفقد الأمل

| حاوره: مهند الحسني

تمر السلة السورية، وخاصة منتخباتها الوطنية في مرحلة حرجة، حتى باتت محط أنظار جميع المتابعين بعد سلسلة من النتائج المتواضعة، دون أن تكون هناك حلول جديدة تلوح بالأفق، رغم محاولات الاتحاد في هذا الاتجاه، إضافة إلى أمور أخرى وجدها عشاق اللعبة غير مستحبة، وغير صحيحة جلها يتعلق بالبيت الداخلي للاتحاد.
أسئلة كثيرة باتت الإجابة عنها واجبة على ضوء المرحلة التي تشهدها اللعبة.
«الوطن» التقت رئيس الاتحاد جلال نقرش واستفسرت عن كثير من الأمور عبر الحوار التالي:

منتخبات وتراجع

ما سبب سوء وتراجع نتائج منتخباتنا بشكل عام؟
نتائج منتخباتنا تعكس واقع كرة السلة بشكل عام، وأنا لا أرى أن نتائجنا سلبية، نحن ضمن أفضل 12 فريقاً في آسيا، وهذا إنجاز بحد ذاته ضمن المعطيات المتوافرة، ولكن تحصيل مركز متقدم بين الـ12 فريقاً، يحتاج إلى مقومات أخرى غير متوافرة حالياً، أهمها توافر اللاعبين المميزين بالمهارات، والبنية الجسدية، ولا يستطيع الاتحاد وحده تغيير هذه المعادلة، فالاتحاد أو المنتخب يجب أن يستقبل اللاعب جاهزاً فنياً، وجسدياً، وذهنياً، كي يقوم الكادر الفني المكلف بخلق انسجام، وتوليفة تتناسب مع طبيعة الاستحقاق ضمن فترة زمنية محددة، ومن حق الجميع المطالبة بنتائج أفضل، ولكن من يعرف وضعنا على حقيقته يتقبل النتائج لأنها تتناسب مع واقعنا وإمكانياتنا الحالية.

هل يعقل أن يتم زج أربعة لاعبين من المنتخب في بطولة 3*3 وينتظرهم لقاء مهم أمام نيوزيلندا؟
إذا أخذنا الحالة المثالية فيجب أن يكون هناك مجموعة من اللاعبين متخصصة بلعبة 3*3، ولكن النتائج الجيدة التي حصلنا عليها في بطولة غرب آسيا دفعت الاتحاد إلى إشراك المجموعة نفسها، أملا منا بالحصول على نتيجة جيدة في نهائيات آسيا، اللاعبون كانوا على جاهزية عالية، وقدموا مستواهم المعهود في تصفيات كأس العالم، ولكن يفضل خلق مجموعة جديدة من اللاعبين لهذه اللعبة.

إقالة ومتاهة
ألم يحن موعد إقالة المدرب الصربي بعد هذه النتائج؟
تغيير المدرب يجب أن يكون مبنياً على أسس قبل أن نفكر بذلك، علينا سؤال أنفسنا ماذا قدمنا للمدرب من معطيات كي يفوز على الفرق المنافسة، هل لدينا لاعبون قادرون على ذلك؟ هل الأندية تحضّر اللاعبين فنياً وجسدياً وذهنياً كي يستفيد منها المدرب، هل قدّمنا أفضل اللاعبين الموجودين حالياً في سورية، الاتحاد قدم اللاعبين الذين يتناسبون مع إستراتيجيته في دعم الشباب، واستبعد اللاعبين الكبار، وكانت النتائج مماثلة، أو أفضل بقليل، وأعطى الفرصة لجميع اللاعبين السوريين داخل القطر وخارجه، هذا لا يعني ألا نقف مع المدرب، ونتناقش معه في عدة أمور، أهمها الدفاع الذي يمكن أن يتحسن، ولو باللاعبين أنفسهم، ويبقى قرار التغيير برسم مجلس إدارة الاتحاد.

هل يتحمل المدرب نفسه سوء النتائج؟ وهل لديكم الجرأة لتحملها معه؟
المدرب لم يتهرب من مسؤوليته، ولا الاتحاد، ولكن الكل مسؤول عن ذلك، الاتحاد والمدرب، والأندية، واللاعبين والحكام، والإداريين، والمدربين السوريين، والإعلاميين، فإذا عملت المنظومة كلها بشكل صحيح، فمن الطبيعي حصد نتائج أفضل.

يقول البعض إن اتحاد السلة أدخل المدرب في متاهة: كل يوم تستدعون لاعبين وكل يوم إستراتيجية!
الاتحاد لديه إستراتيجية واضحة، وهي خلق جيل جديد من اللاعبين، وعلى أساسها يعمل، وهذا أمر ليس بالسهل، وبحاجة إلى جهد كبير تبذله الأطراف كافة، وقتاً، ومالاً وصبراً، وتحمل النتائج، أما الانتقادات، وجلد النفس، والشتائم فإننا ندعها للأشخاص المستفيدين من ذلك.

تصفية حسابات
لماذا استبعدتم المدرب هيثم جميل من حساباتكم وهو من خيرة المدربين أليس هذا تصفية حسابات؟
الكابتن هيثم جميل من خيرة الكوادر السورية، وعمل مع الاتحاد فترة طويلة، وقدمنا له الفرص العديدة في تدريب المنتخبات الوطنية، وتأهيل المدربين، ورشحناه لاتباع دورات خارج سورية، ولكن استبعاده كان بسبب تغيبه عن المنتخب فترة طويلة، وخلق فراغاً في المنتخب، ما دفع الاتحاد إلى تعيين مساعده، وأبواب الاتحاد مفتوحة له في حال وجود حاجة إليه، ولا توجد أي تصفية حسابات، لأن الاتحاد لا يعمل بهذه الآلية، ولو كان التزام هيثم كاملاً لما وصلت الأمور لهذه المرحلة، ولكان استمر بعمله.

عودة وصفقة
كيف عاد أنور عبد الحي للعمل بالاتحاد هل وافقتم على طلباته السابقة أم كانت هناك صفقة مع نادي الوحدة؟
عودة الكابتن أنور طبيعية، فهو عضو في الاتحاد، وأنا تحدثت معه، وقلت له أن يحدد موقفه بشكل واضح، فحجم العمل في الاتحاد قد زاد في العام الأخير، وخصوصاً على صعيد المنتخبات، والدوري المحلي بعد اعتماد آلية الذهاب والإياب، فوجوده معنا يعطي قيمة إضافية، وكان جوابه أنه سيلتزم مع الاتحاد، وفعل ذلك قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد، وشارك فيه، وبرر ابتعاده عن الاتحاد لسببين، الأول وجود بعض الملاحظات لديه حول بعض التصرفات من أحد القائمين على الاتحاد، والآخر وضعه الصحي الذي أثر في قراراته بشكل عام، ولا توجد أي صفقات مع أي جهة، لأنني لا أرضى بذلك شخصياً.
وحالياً أنور مبتعد عن عمل الاتحاد منذ فترة طلب فترة زمنية قبل تكليفه مهمة محددة، ولكن توجهه نحو التسويق والمساعدة في لجنة 3*3.

صمت
ما سبب صمت مشرف سلة الوحدة القوطرش بعد الهجوم العنيف عليكم منذ فترة؟
الكابتن طريف خبرة سلوية معروفة، وله رأيه، أعتقد أن عمل الاتحاد الحالي يتوافق مع فكره، لذلك قرر تغيير موقفه، وأنا شخصيا أرى بذلك حالة إيجابية لأن نجاح كرة السلة بحاجة إلى تعاون الجميع.
هل صحيح أنكم وضعتم أعمار اللاعبين الجديد كرمى لناديي الثورة والوحدة؟
الاتحاد يرى المصلحة العامة فقط، ولا يرى مصلحة ناد أو آخر، فقرار تصغير الأعمار متخذ منذ ثلاث سنوات قبل وجود ممثلين لناديي الثورة والوحدة ضمن مجلس الإدارة.

لجان وتطوير
أغلبية أهل اللعبة أبدوا استياءهم حيال إعادة تشكيل اللجان فهل تراها مناسبة وصائبة؟
دائما بعد إعادة تشكيل اللجان، هناك المؤيدون والمنتقدون، ويجب أن نحكم على عمل اللجان بعد عملها وليس قبله، ولا يوجد ضمن التشكيلات الجديدة أشخاص من خارج اللعبة، وإن وجدوا فذلك سيكون ضمن لجنة التسويق.
هل التطوير فقط بتغيير أسماء أعضاء اللجان وهل أوجدتم آليات جديدة لعمل هذه اللجان؟
تمت مناقشة كل لجنة بدقة، وآلية عملها في المرحلة القادمة، وأول التغيرات شاهدها الجميع وكان بلجنة الحكام، وستليها لجنة المدربين، ولجنة 3*3 ولجنة التسويق، ولجنة المنتخبات الأنثوية لذلك علينا انتظار عملهم.

لم نر أياً من كوادر نادي الجيش صاحب الإنجازات ضمن لجان الاتحاد فهل أخرجتم النادي من حساباتكم؟
الاتحاد بحاجة إلى جميع الكوادر من مختلف المحافظات والأندية، وكل رئيس لجنة يرشح أعضاءه، ولو وجد في نادي الجيش كوادر تتناسب مع اللجان لضمها الاتحاد، أشرف أيتوني يمثل نادي الجيش كعضو، وفايز قباني ابن نادي الجيش في لجنة المنتخبات، ومدير المنتخب الأول.

ضعف إعلامي..واستقالة
اتحاد السلة يعاني من الناحية الإعلامية فأين لجنة الإعلام؟
الإعلام في الاتحاد يجب أن يكون منظماً، وتم ضم الآنسة راما العطار لمتابعة الملف الإعلامي، وفي حال زيادة العمل سيتم زيادة الكادر، وليس بالضرورة أن يكون عملهم تحت مسمى اللجنة.

ما سبب الشرخ الكبير الحاصل بين أعضاء الاتحاد وخاصة من أبو سعدة؟
لا يوجد أي شرخ بين أعضاء الاتحاد، بل بالعكس أعتقد أنها أفضل مجموعة يمكن أن تدير عمل الاتحاد، وحالة الكابتن محمد أبو سعدة كانت بإيجاد المكان المناسب للاستفادة من خبرته، ووصلنا إلى ذلك.

البعض وعبر صفحات التواصل الاجتماعي يطلبون أعضاء الاتحاد بالاستقالة فما رأيكم؟
صفحات التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع، وأغلب الأحيان لا تعرف من يكتب فيها، والبعض من كوادر اللعبة يجدونها متنفساً للتعبير عن رأيهم، والبعض الأخر منتهية صلاحيتهم العملية ويلجؤون للإساءة، والاتحاد منفتح، ويتقبل الجميع، أما موضوع الاستقالة من الاتحاد، أو بعض أعضائه فهي مربوطة حصرا بقناعاتهم بمسؤولياتهم في الواقع الحالي، وإمكانية تحسين الواقع في المستقبل، فعندما نفقد الأمل والأفضل الانسحاب، وخصوصاً أن الجميع يعمل بالمجان، أو يدفع من جيبه في أغلب الأحيان، وتوجد قناعة كبيرة أن ما وصلنا إليه حالياً هو إنجاز يلخص باستمرارية اللعبة في سورية، ووجود أربعة منتخبات وطنية في مقدمة الفرق الآسيوية، ونعمل بجهد عال، وبشكل مستمر على تأمين أفضل الظروف للارتقاء باللعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن