جوقة الفرح تنشد للشهداء في عيدهم
مجد حنوش – تصوير: طارق السعدوني
أقامت جوقة الفرح أمس ريسيتال غنائياً في كنيسة سيدة دمشق بعنوان «كرمالن» بمناسبة عيد الشهداء، تكريما لمن استشهدوا على أرض هذا الوطن من مدنيين وعسكريين.
وتضمن الريسيتال أغاني وطنية وأخرى للمناسبة، لتستكمل الجوقة ما بدأت به قبل سنوات من مواقف ملتزمة ومبدئية تجاه سورية سواء قبل الأزمة أو خلالها، مؤكدة أن جميع أبناء البلاد يجب أن يكونوا يداً واحدة على اختلاف طوائفهم ومشاربهم وتوجهاتهم السياسية، لتبقى سورية حصينة ومحمية بوحدة أبنائها.
وقالت المديرة الفنية لجوقة الفرح رجاء الأمير شلبي، إن الرسالة المرجوة من هذا الريسيتال هي دعوة للسلام لكل الشعب السوري، مضيفة «نحن كمسيحيين نعتبر الشهداء ذهبوا للقاء ربهم، وأنهم رحلوا عنا جسدا، لكنهم مازالوا بروحهم معنا».
وكشفت الأمير أنه ورغم الأوضاع الأمنية السيئة التي تمر بها البلاد، إلا أن أعضاء الجوقة كانوا مصرّين على إتمام التدريبات الخاصة بريسيتال عيد الشهداء، متحدين بذلك كافة المحاولات التي يبذلها الإرهابيون لنشر الخوف والقلق في نفوس المواطنين، وقالت: إن الأعضاء استمروا في التحضير ليوصلوا رسالة مفادها أن إرادة الحياة أقوى، واحتراما لتضحيات الشهداء.
وتقدمت الأمير بالشكر لمؤسس جوقة الفرح الأب الياس زحلاوي على الجهود التي يبذلها في بناء روح الجماعة لدى أعضاء الجوقة.
بدورها قالت عضو الجوقة جولي أبو سمرة: إن ريسيتال أمس كان لمناسبة هامة جداً في حياة السوريين الذين قدموا كل شيء في سبيل بلادهم، لتبقى ذكرى أولئك الشهداء حية في عقول وقلوب أبناء الوطن، وتكريماً لأرواحهم التي تبقى حية بين ذويهم وأصدقائهم.
وبيّنت أبو سمرة أن مشاركتها في هذا الريسيتال إلى جانب زملائها هو تأكيد على التزامها رسالة الجوقة في نشر المحبة والسلام التي أتى السيد المسيح لنشرها على الأرض، وإيمانها بأن سورية هي بلد الخير والمستقبل.
كما ذكّرت أبو سمرة بأن هذه الاحتفالية هي تكريم لأرواح الشهداء الذين سقطوا على أرض هذا الوطن منذ أيام الاحتلال العثماني، وصولا إلى شهداء الانتداب الفرنسي، انتهاء بشهداء الأزمة الحالية التي تعيشها سورية في سنواتها الأربع.
وتوجهت أبو سمرة بالدعاء لسورية لتخرج من محنتها التي تمر بها وتنتهي أزمتها، لتعود إلى طبيعتها وتعيش حياتها المستقرة، حياة التآخي والمحبة، ويعود المواطنون إلى حالة الطمأنينة التي كانوا يعيشونها في عقود ما قبل الأزمة، واثقين بمستقبل بلادهم.
كما توجهت بالتحية إلى ذوي الشهداء الحاضرين في عرض الريسيتال، مؤكدة أن هؤلاء الشهداء فتحوا الطريق أمام أبناء بلدهم، وأناروا درب الخلاص، لتزرع دماؤهم أرض الوطن بعبق المحبة والسلام، وتجدد الأمل بمستقبل مشرق يتسع لكل من آمن بهذه البلاد.