رياضة

ثقافة الاعتراض على التحكيم داء خطير في الدوري الممتاز … الشرطة يهزّ الاتحاد والوحدة يبدأ وديربي حمص بلا هوية

| ناصر النجار

لم تنته الأمور على خير في مباراتين من أصل سبع أقيمت لحساب الجولة الثالثة من ذهاب الدوري الكروي، فتعطلت مباراة حطين مع الجيش في دقيقتها الأخيرة لانسحاب حطين، واعتدى جمهور جبلة على الحكم وغيره بعد نهاية المباراة التي خسرها جبلة على أرضه بهدف، والخطر الذي بات يتهدد الدوري يتمثل في الثقافة الجديدة التي دخلت على ملاعبنا وهي ثقافة الاعتراض على التحكيم مهما كان قرار الحكم، وهذا أمر لا يصب بمصلحة الدوري والكرة السورية.
والمشكلة أن فرقنا تبحث عن أوهام الخسارة لا عن أسبابها الحقيقية، فعلى سبيل المثال فريق الاتحاد الذي رمى بخسارته في حضن ركلة الجزاء، فاعتبرها القائمون على الفريق غير صحيحة محملين الحكم الخسارة لأنه أحبط فريقاً بأكمله، والحقيقة التي يجب أن يراها القائمون على الفريق أن لاعبيهم أضاعوا الفرص الحقيقية في نصف الساعة الأول من المباراة لو استثمرت بنجاح لانتهت المباراة بنتيجة كبيرة لمصلحة الاتحاد، فالعبرة هنا أننا نغفل في المباراة أخطاء المدرب وأخطاء اللاعبين ولا يبقى أمامنا إلا الحكم كأضعف حلقة في ميدان كرة القدم.
أما الأغرب فنجده في مباراة جبلة، فكل أبناء جبلة يعترفون أن فريقهم لم يكن في يومه وقدم أسوأ أداء له، لكنهم صبوا جام غضبهم على الحكم، وقد يكون سبب ذلك الشحن الإعلامي المتصاعد قبل المباراة الذي وضع فوز جبلة بالجيب فكانت الصدمة كبيرة بالخسارة وهكذا هي بقية المباريات حتى خسارة الحرفيين أمام الوحدة 1/4 تم لصقها بالحكم واعتبر البعض أن الحرفيين ظُلم في المباراة.
التعامل بهذه الطريقة مع التحكيم أمر لا يخدم الدوري مطلقاً، ونحن هنا لا نعفي الحكام من أخطائهم لكن الكثير بات يبالغ بها ليثير عاصفة من الشغب غير المبرر قد يكون غايته إبعاد الأنظار عن أخطاء يرتكبها الفريق أو إدارته.
أكثر من مرة قلنا: إن الشغب يبدأ من أرض الملعب قبل أن ينتقل إلى المدرجات وهذا ما يحدث فعلاً، وخير دليل مباراة حطين والجيش، وباتت الاعتراضات على التحكيم من داخل الملعب كثيرة والتصريحات الإعلامية أكثر، والمفترض أن يتم التعامل مع هذا الموضوع بحزم.
والكرة اليوم بملعب اتحاد الكرة ليتخذ القرارات المناسبة للحد من هذا الشغب وعلى إدارات الأندية أن تعمل لإنهاء ثقافة الاعتراض على التحكيم سواء من كوادرها ولاعبيها أم من جمهورها.

آراء وأفكار
سيطر تشرين على مباراة القمة بفوزه الصريح على الساحل بهدفين معتلياً القمة بالنقاط الكاملة، وقدم الساحل ما يمكنه في هذه المباراة الجميلة، والخسارة يجب ألا تشكل عامل إحباط له وعليه أن يواصل مسيرته بنجاح ليؤكد أنه حصان الدوري الأسود.
التعادل الذي كان حصيلة ديربي حمص كان مخيباً للآمال، ليس بسبب التعادل السلبي فقط، بل بسبب الأداء المتواضع الذي قدمه الفريقان، من الضروري أن يبحث الوثبة عن نقاط ضعفه، فقدّم نفسه قبل انطلاق الدوري بشكل جيد مؤكداً عزمه على دخول خط المنافسة بقوة، لكننا لم نجد ذلك رغم أنه دفع العير والنفير من أجل تهيئة فريق منافس، فحصيلة ثلاث نقاط من ثلاث مباريات لا تعني أن الأمور تسير على الشكل الصحيح، والكلام نفسه ينطبق على الكرامة الذي نال أول نقطة له في الدوري حتى الآن.
المجد لم يحقق الفوز حتى الآن، لكنه لم يخسر أيضاً، ولعب مباراتين من ثلاث خارج أرضه، بمقياس الدوري الممتاز واستناداً إلى تحضير الفريق للدوري فإن حصاد المجد مقبول، بالمقابل فإن الطليعة لم يظهر حتى الآن بالمستوى المقبول وربما يحتاج إلى مباريات أكثر حتى ينضج الفريق وينسجم مع أ فكار مدربه.
في جبلة لم يقدم فريقها المنتظر، وخصوصية المباراة جعلت الفريق يقع بالفخ، فقبل المباراة ظن الجميع أن نتيجتها مضمونة لكون الضيف يعاني أزمات مالية وإدارية وفنية وخصوصاً أنه دخل ملعب جبلة بلا مدرب، لكن الحال لم تعكس المقال، فكان النواعير صعب المراس وقد تعالى على جراحه وكان نداً لأصحاب الأرض الذين لم يحترموا خصمهم وخصوصاً أنهم عادوا من فوز محرز على الكرامة بكامل المعنويات العالية التي على ما يبدو أدخلت الفريق بالغرور فكانت الخسارة مستحقة.
أخيراً تنفس الوحدة الصعداء فحقق فوزه الأول على حساب الحرفيين بعد خسارتين، أبناء البرتقالي يعتبرون الفوز الكبير 4/1 بشرى خير على أمل أن يواصل الفريق صعوده نحو الأعلى متناسياً خسارتيه السابقتين، وعلى الطرف الآخر فإن الحرفيين يستحق الاحترام والتقدير لأنه يقدم قصارى جهده في المباريات التي يلعبها رغم فارق الإمكانيات مع غيره من الفرق، ولابد أن يتحقق حلمه يوماً ما بفوز أو أي نتيجة طيبة، ما زال الحرفيون يحتل أسفل الترتيب بلا نقاط.

فوز دراماتيكي
حقق فريق الشرطة فوزاً كبيراً على ضيفه الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة دراماتيكية أفرحت عشاق الشرطة وأدمت قلوب أنصار القلعة الاتحادية الذين تساءلوا: إلى متى؟ والرد جاء مباشراً بإقالة المدرب محمد شديد.
والحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد أن الشديد لم يعد مرغوباً في نادي الاتحاد وأن الإقالة تطارده منذ تعادله مع جبلة في أول مراحل الدوري، والحقيقة الأخرى أن يتحمل المسؤولية من تعاقد مع الشديد نفسه، وللأسف فإن لاعبي الفريق وجمهوره شعروا أنهم فوق قدرات المدرب، لذلك لم يلق الشديد التشجيع وكان محبطاً على الدوام.
اليوم طوى الفريق قصة المدرب بعد أن استنزف خمس نقاط قد تكلفه الغالي والرخيص في صراعه على اللقب والمباراة كانت قسمين، سيطر الاتحاد على الشوط الأول وسجل هدفين كان الثاني من أجمل أهداف الدوري وأضاع ضعفها ببرود واستهتار ولو وفق في ذلك لأنهى المباراة في شوطها الأول.
الشوط الثاني ملكه الشرطة الذي سرعان ما سجل التقليص ثم التعديل فالفوز، والاتحاد يتابع المباراة وكأنه على مقاعد المتفرجين، الأهداف الثلاثة أصابت الاتحاد بالدوار فلم يفق إلا مع صافرة النهاية والغريب أن الحيوية غابت عنه فلم يبد أي استعداد لتغيير النتيجة ولو بتحقيق التعادل على أقل تقدير.
فوز الشرطة كان جميلاً، لكن ذلك لا يعفي من جملة ملاحظات عديدة يجب تداركها، فالفريق في الشوط الأول كان مهلهلاً، والدفاع كان مثل الشوارع اخترقه لاعبو الاتحاد بسهولة متناهية وخط وسطه كان تائهاً فلم يساند دفاعياً ولم يقم بواجباته الهجومية، والتشكيلة التي نزل بها والمهام الموكلة لهم لاقت الاستغراب وخصوصاً دور خط الوسط.
استغرب المتابعون بقاء اللاعبين الشباب بشار النهار وعقبة المرعي وأحمد خلف على الدكة الاحتياطية وقد أكد هؤلاء اللاعبون علو كعبهم وتميزهم ومن المفترض أن يأخذوا الفرص الكاملة.
بكل الأحوال الفوز كان جيداً وجاء بوقته ولابد من معالجة الكثير من الملاحظات إن أراد الاستمرار بخطه التصاعدي والأهم أن يحذر اللاعبون من الغرور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن