دعاء الصباح!
عصام داري :
الحمد لله ثم الحمد لله
الحمد لله الذي هدانا وابتلانا ليختبر صبرنا على بلوانا
الحمد لله على رحمته وعفوه وغفرانه ولطفه وكرمه وهديه
الحمد لله على تقنين الكهرباء وشح الماء وطيران أسعار الغذاء والكساء والدواء، ففي كل بلوة عبرة، وفي كل ارتفاع جرعة من دواء..
الحمد لله على أنه لم يجعلنا من المحاصرين والمشردين ولا من الهاربين من جحيم الموت إلى نعيم ألمانيا والسويد وبلاد الفرنجة الملاعين من يوم الخلق إلى يوم الدين..
الحمد لله الذي لن يحشرنا مع التجار الكفار كي لا يجمعنا معهم في الدنيا والآخرة فبلاء أخف من بلاء، والابتعاد عنهم نصر مبين حتى لو سلكنا درب جهنم والنار، فالجحيم أرحم، والتعتير أكرم.
أما بعد.. فإني أستغفر اللـه لي ولكم وأدعوكم إلى التدقيق والتفكير والفحص والتمحيص قبل التجني على قرار غلط هنا، أو خطة أخطأ واضعوها هناك.
فالذين قننوا الكهرباء كانوا يقصدون مصلحة البلاد والعباد، فقد لاحظوا كثرة الحرائق على مستوى العالم لسبب ظاهر هو الماس الكهربائي لعنه الله، فأرادوا التقليل من الحرائق، وبالتالي التخفيف من استهلاك المياه ونحن وسط أزمات مائية خانقة، ولا تنسوا أننا نعيش عصر الحروب المائية بين الدول.
ولتقنين الكهرباء الكثير من الفوائد الأرضية والسماوية، فمع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة فترات التقنين حكمة لا تقدر بمال ولا جواهر، إذ أراد «المقنن» أن يجعل العباد تتخيل عذاب نار الآخرة، من خلال تجريب لسعات شوب خفيفة، فيرتد إلى ربه ويعود إلى رشده ويتوقف عن ظلم الناس واتباع الوسواس الخناس، فينال المغفرة، ويضمن الدنيا والآخرة. ولقطع الكهرباء فوائد أخرى لا مجال لتعدادها وحصرها في هذه العجالة، ويمكن للجادين فقط مراسلتي لأرسلها لهم في البريد الإلكتروني بعون الله.
ويقولون إن الحكومة رفعت أسعار الدواء!! وفي هذا افتراء وأي افتراء، فقد سألت ودققت في المعلومة واكتشفت أن وزارة الصحة هي التي رفعت الأسعار، فكيف نحمل الحكومة مسؤولية قرار يضر بالمواطن، هذا إذا كان فعلاً يضر بالمواطن المعتر… قبل معرفة من رفع أسعار الدواء لا يجوز انتقاد الحكومة لأننا نعرف أن قلبها على هذا الشعب الفقير.
ثم إن الذي رفع أسعار الدواء كانت نيته سليمة جداً، فهو يريد تخصيص الناتج من أرباح الأدوية لمراكز البحوث (هل يوجد لدينا مراكز بحوث؟!) لتطوير الأدوية المحلية التي يقول المغرضون إنها بلا فاعلية، كي تنافس الأدوية العالمية في خطة جهنمية يراد منها اقتحام الأسواق العالمية بجدارة!.
إضافة إلى ذلك، أراد صاحب القرار أن يثبت للعالم أجمع أن المواطن السوري وبعد أربع سنوات ونصف السنة من عمر الأزمة مازال صامداً وصحته (زي البم) كما يقول الأشقاء المصريون وأنه قادر على الاستغناء عن الدواء ونطق الشهادتين بكل تسليم بقضاء اللـه وقدره، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية بعون الله!!.