ثقافة وفن

عبق حلب يجري في دمي…عماد نجار لـ«الوطن»: المخرج رضوان سالم عمل على انتقالي من الهواية إلى الاحتراف

عامر فؤاد عامر

بدأ من مسرح الشبيبة عام 1999، بعد مصادفة دفعته ليلعب دور البطولة في أول مسرحيّة اشتغلها، وتتالت تجاربه المسرحيّة بدعمٍ من المسرح القومي في حلب، وكانت له جولاتٌ في محافظات ومدن سورية، قدّم خلالها عروضاً مسرحيّة كان النصيب الأكبر منها في مسرح الطفل، واليوم في رصيده مشاركات جيدة بين السينما والدراما التلفزيونيّة في حلب ودمشق، واليوم يحكي لنا الفنان الشاب «عماد نجار» عن رغبته في متابعة طريقه في المجال الفني، وعن جديده في مسلسل «امرأة من رماد».

ذكريات من البدايات
للبدايات طعم مختلف فهي مخزون مؤشر لانطلاقة الشخص، وكيف يمكنه التعامل مع طريقه، ولذلك يعتز الفنان «عماد نجار» ببدايته فيقول: «أول مرّة وقفت فيها على خشبة المسرح؛ كان في لعب دور البطولة في مسرحيّة (صور من حياتنا) للمخرج (خضر الحسين)، بعد أن كانت موكلة لغيري، لكن شاءت المصادفات بعد البروفا الأولى أن يختارني المخرج لأكون بطل المسرحيّة، وكنت طالبا في الصف الثاني الثانوي، وبعدها شاركت في مهرجان الشبيبة المسرحي المُقام في عام 1999، ونلت فيه الجائزة الثانية كأفضل ممثل».

الارتباط المسرحي
ويكمل «عماد نجار» حول بدايته التي حملت عدداً ليس بالقليل من الأعمال المسرحيّة: «بعدها تتالت المشاركات المسرحيّة، ولكن مع مرور عامين تعرفت إلى المخرج (رضوان سالم) الذي عمل على انتقالي من الهواية للاحتراف، فعملت معه في مسرح الطفل، وقدّمنا ثلاث مسرحيّات هي (النساج الماهر) و(حذاء الطنبوري)، و(سرّ الصندوق)، وهي من تأليف (عيسى أيوب)، وكان لي جولة من المشاركات المسرحيّة داخل القطر في مدن ومحافظات سورية كاللاذقية والرقة والسويداء وغيرها، وخارجه كمبادرات التبادل الثقافي (السوري – التركي) والمشاركة في عروض المسرح في دولة الإمارات العربية، أمّا آخرها فكان في مسرحيّة (مساؤكم حياتي) مع المخرج (محمد دباغ) وتأليف (زكي مارديني) وقد شاركني التمثيل الفنانة (راميا زيتونة)، وكانت عام 2011 حيث قدمناها على المسرح القومي في حلب».

وأيضاً…
بالانتقال لأنواع الفنون الأخرى من تلفزيون وإذاعة، يقول الفنان «عماد نجار» ضمن تجاربه: «جاءت مشاركاتي الإذاعيّة بين حلب ودمشق مع الفنانين «فاضل وفائي»، و«مازن لطفي» و«مروان قنوع» ثم شاركت في مسلسلين حلبيين هما (باب المقام) للمخرج «فهد ميري» و(فتافيت) الكوميدي للمخرج «سمير غريبة». بعدها جاءني الدور الأهمّ من خلال تجسيد دور مهم في مسلسل «أبو خليل القباني» لكن للأسف عُرض هذا المسلسل بصورة حصريّة على محطة «الأوربت»، ودوري هو شخصيّة أحد الممثلين الذين أدوا دور الفتاة على المسرح، لأن المرأة كانت ممنوعة من الظهور على المسرح في ذلك الوقت».

إلى صفوان العابد
لمعرفة الفنان «عماد نجار» بالفنان «صفوان العابد» أهمية كبيرة أثرت في مسيرته الفنيّة ومنحته خبرة جديدة، بحسب تعبيره، وفي ذلك يقول: «لاحقاً تعرفت على المطرب الحلبي «صفوان العابد» الذي درّسني الغناء، واستفدت من تدريبات الصوت التي منحني إياها، لتطوير قدرات الصوت بهدف دعم موهبة التمثيل، وهذه الفترة تعدّ نقلة نوعيّة، فقد عرفني خلالها على المزيد من الشخصيّات المهمّة في الوسط الفني، واعترف بفضله دائماً، فقد وقف إلى جانبي كثيراً وما يزال، وهو صديق بكل المقاييس، فهو أستاذ الموشحات في نادي شباب العروبة في حلب، وهو يدرس الغناء في مديريّة الثقافة في حلب، وقد درس لديه أسماء كثيرة باتت معروفة فيما بعد كالفنانين «مهند مشلح، وشهد برمدا، وعبد الكريم حمدان».

المحطة في دمشق
يضيف الفنان «عماد نجار» عن مرحلة الاستقرار في دمشق بعد تركه مدينة حلب مجبراً بسبب الظروف التي أحاطتها: «جاء استقراري في دمشق مع بداية الأزمة السوريّة، وفيها انطلقت في مشاركاتٍ جديدةٍ، وذلك في مسلسلات مثل «بقعة ضوء» الجزء العاشر، و«الحبّ كلّه»، و«زمن البرغوث»، بالإضافة لمشاركتي المستمرة في إذاعة دمشق».

سينمائيّاً
في ميدان السينما لدى «عماد نجار» اهتمام بارز، فقد كان لدوره الأول في تجسيد شخصيّة الشيخ «محي الدين ابن عربي» دفع معنويً مهم، وعن ذلك يقول: « لدي مشاركات في 6 أفلام قصيرة، ولكن الفيلم الأول له ذكرى خاصّة فقد كان تصويره في حلب مع المخرجة المصريّة (جيهان الأعسر)، والفيلم وثائقي عن «محي الدين ابن عربي» ضمن سلسلة العلماء المسلمين، وبعده عملت مع الفنان «شادي مقرش» في فيلم برعاية اتحاد الطلبة يتحدث عن المجزرة التي وقعت في كليّة هندسة العمارة بدمشق، والتي راح ضحيّتها شهداء العلم وطلاب المعرفة، ومشاركتي الأخيرة كانت بطولة في فيلم (تلاشي- fade) مع المخرج (طارق سالم)، إضافة لثلاثة أفلام قصيرة أخرى».

البيئة (حلب- دمشق)
عن الاختلاف بين بيئتي مدينة حلب ودمشق، والتنوع الذي أضافه ذلك لشخصيّة الفنان «عماد نجار» كان حديثنا: «تختلف حلب عن دمشق، لكن ليس اختلافاً جذرياً، ودمشق هي المركز، بالتالي تستقطب كلّ أبناء سورية، من مدنها، وريفها، وكلّ الأماكن، أمّا حلب فلا تزال تحمل طابعها الأصلي القديم، فبيتي لا يبعد عن قلعة حلب 5 دقائق، وبالتالي عبق حلب يجري في دمي، وفيها تاريخ عتيق، فحارتي عمرها أكثر من ألف عام، بالتالي حلب تجمع القديم والحديث».

الجديد
عن جديده في الدراما للموسم القادم يقول الفنان «عماد نجار»: « حالياً لدي دور في مسلسل «امرأة من رماد» مع المخرج «نجدت أنزور» والشخصية اسمها «نجيب»، وهو عسكري من حلب، يقع تحت وطأة حصار في إحدى المناورات التي يقوم بها الجيش».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن