الخبر الرئيسي

هدوء حذر في أرياف حماة وإدلب.. وميليشيات أنقرة تطالب بتمديد مهلة «سوتشي» … «النصرة» تخفي سلاحها الثقيل في المناطق «المنزوعة السلاح» وترفض الانسحاب

| حلب – خالد زنكلو

أكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة في حلب وإدلب أن «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» أخفتا سلاحهما الثقيل في «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي أقرها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان دون سحبه بالكامل منها، عشية حلول الموعد المحدد لذلك اليوم الأربعاء بموجب الاتفاق، في وقت رفضت الانسحاب من المنطقة بحلول 20 الجاري كحد أقصى.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أنها رصدت عدم سحب «النصرة» لجميع سلاحها الثقيل بحسب ما وعدت به تركيا خلال مفاوضاتها مع استخباراتها، ما يعني أنها أخفت دبابات ومدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ وقاذفات هاون في «المنزوعة السلاح»، التي يفترض الانسحاب منها اليوم كآخر مهلة وفق «سوتشي»، كما في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي وفي المنطقة المتاخمة لسهل الغاب على تخوم جسر الشغور بريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى جمعية الزهراء شمال غرب مدينة حلب وبلدتي كفر حمرة وحريتان في ريفها الشمالي وبلدة العيس بريفها الجنوبي الغربي، والتي اشترطت أن تنسحب منها في حال أسندت إليها إدارة المعبر التجاري الذي يربطها ببلدة الحاضر.
وبينت المصادر أن «تحرير الشام» أبلغت الاستخبارات التركية بعد جولة من المفاوضات معها أنها لن تسحب إرهابييها من «المنزوعة السلاح» لأنه لم يتم الاتفاق بعد حول النقاط الخلفية التي ستنسحب إليها منها، والتي تضم ميليشيات تابعة لأنقرة وعلى خلاف معها، ولفتت إلى أنها طلبت استمرار المفاوضات، بخصوص ذلك على أن تتدخل لدى الجانب الروسي لتمديد موعد 20 الجاري آخر موعد لانسحابها، بحسب «سوتشي».
وقالت المصادر: إن الميليشيات الموالية لتركيا وفي مقدمتها «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر تشكيل عسكري في إدلب، أنهت سحب سلاحها الثقيل مساء أمس لكنها عززت خطوطها الدفاعية الأمامية بالسلاح المتوسط والخفيف، وزادت عدد عناصرها فيها، وطالبت نقاط المراقبة التركية الـ12، المنتشرة في مناطق خطوط التماس الحالية مع الجيش العربي السوري بالتدخل في حال شن حملة عسكرية ضدها.
على خط مواز، بيّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر سيطر على أرياف حماة الشمالية والغربية ولم تشهد المحاور الأخرى في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي أي تحركات للإرهابيين المتمركزين في المنطقة المذكورة حتى ساعة إعداد هذه المادة، لافتاً إلى أن الوضع العام في منطقة «خفض التصعيد» التي حددها «اتفاق إدلب» تحت السيطرة، وأن المحاور التي قد يتسلل منها الإرهابيون باتجاه نقاط الجيش مغلقة لأن عناصره بالمرصاد لمواجهة أي تحركات والتصدي لمحاولات التسلل التي قد يفكر بها مسلحو «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، ومعاملتها بالأسلحة والكثافة النارية المناسبة.
وبينما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن الهدوء الحذر عاد إلى مناطق الهدنة في كل من إدلب وحماة وحلب واللاذقية، منذ ما بعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، عادت تلك المصادر لتتحدث عن معاودة الجيش العربي السوري قصف المناطق المنزوعة السلاح المقررة وفقاً لـ«اتفاق إدلب»، حيث طال القصف مناطق في القطاع الشمالي من الريف الحموي، وسبقها عمليات قصف صاروخي نفذتها قوات الجيش على أماكن وجود الإرهابيين بريف حماة الشمالي، وفي سهل الغاب، وأماكن أخرى في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وذلك رداً على خروقات المجموعات الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن