رياضة

ماذا غاب عن المؤتمر السنوي لاتحاد كرة القدم 3/3 … قوطرش: الاحتراف الصحيح.. قناة: كرتنا في خطر

| ناصر النجار

الحلقة الأخيرة من موضوع (ماذا غاب عن المؤتمر السنوي لاتحاد كرة القدم) استضافت «الوطن» المهندس أحمد قوطرش والعقيد الركن زكريا قناة، وكلاهما في موقع كبير من المسؤولية الكروية.
ما تحدثا عنه بما يخص الاحتراف واللائحة الانضباطية وشؤون اتحاد كرة القدم كان أكثر من جيد وقابلاً للتطبيق.
الأهم من ذلك أن الحوارات هذه التي استمرت على ثلاث حلقات واستضافت خيرة خبرائنا الكرويين وضمت أفكاراً وآراء جيدة ودراسات عملية أن يأخذها اتحاد كرة القدم بعين الرعاية والاهتمام وأن يوليها الدراسة المعمقة ليأخذ بأحسنها في إطار سعيه لتطور الكرة السورية.

احتراف ناقص
المهندس أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة أجاب عن تساؤلات كرة القدم، فماذا كانت الإجابات؟
– الاحتراف بحث طويل وسبق أن تكلمنا عنه في حوار سابق ولا أرى من الفائدة أن نعود إليه مجدداً، لكن بالمختصر إن بقينا على الشاكلة هذه، فهذا ليس احترافاً، فالمال وحده وعقود اللاعبين لا تدخلنا هذه المنظومة، ويجب أن نبدأ بالعقلية الاحترافية أو الثقافية على أقل تقدير، ونعمل على تأهيل كوادرنا بشكل احترافي، كوادرنا مقصرة بحق أنفسها، لذلك نسأل: كم حكم أو إداري أو مدرب يجيد اللغة الإنكليزية والتعامل مع الكمبيوتر هذا أمر بيننا لكنه جزء لا يتجزأ من الاحتراف.
نادي الوحدة يسير احترافياً على الشكل الصحيح وطريقنا طويل، بنينا أسس الاحتراف فلدينا منظومة عمل جيدة تضم محاسبين وقانونيين وإداريين على مستوى عال، لذلك كل استثماراتنا ناجحة وعقودنا لا تشوبها شائبة، ونعمل على تأهيل كوادرنا وصولاً إلى المستوى المطلوب محلياً وخارجياً.

هناك تنافس كبير على شراء اللاعبين لدرجة أن اللاعبين صار لهم أسعار موازية وأسعار في السوق السوداء؟
كل عقود نادي الوحدة نظامية ورسمية، ونحن لا ندفع من تحت الطاولة، ولأننا نسير على الطريق الصحيح لم نجد أي خلاف بيننا وبين أي لاعب، قضية أسعار اللاعبين باتت بحاجة إلى حلول جذرية عبر إيجاد ضوابط قانونية تمنع حصول التحايل أولاً، وتمنع ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل جنوني ويمكن لمشروع عدم التعاقد مع لاعبين تجاوزوا الثلاثين أن يخفف من هذا التنافس، والأهم الاعتماد على أبناء النادي، ونحن سائرون في هذا الطريق بدءاً من هذا الموسم.

شغب الجمهور
اللائحة الانضباطية الجديدة قد تؤثر في ناديكم في حال شغب جمهوركم؟
هذا صحيح، ونتمنى ألا يحدث، وكما تعلم مرت أسابيع الدوري الأولى على فريقنا بشكل سيئ من خسارتين على أرضنا لم يحدث جمهورنا أي مخالفة ولم نتعرض لأي عقوبة.
علاقتنا بجمهورنا أكثر من جيدة ونحرص دوماً على التواصل الإيجابي معهم، وتقوم رابطة المشجعين بدورها على أفضل ما يمكن ونتمنى أن نسير بهذه الإيجابية حتى نهاية الدوري وأن يلتزم جمهورنا (كما عودنا) بأدب الملاعب، ونحن حريصون على اجتثاث القلة السيئة حتى لا يتعكر صفو مبارياتنا ونصل إلى ما لا يحمد عقباه، ونحن نطلب من جمهورنا الذواق الصبر على الفريق الذي نعمل على إعادة بنائه من جديد وقد رفدنا الفريق بعناصر شابة من أبناء النادي سيكون لهم الدور الكبير في السنوات القادمة.

التكريم الغائب
لو كنت مكان رئيس الاتحاد فماذا ستفعل في مؤتمر الاتحاد الأخير؟
نؤكد أن اتحاد الكرة يعمل بشكل إيجابي، ولكنه لا يملك عصا سحرية ليغير كل شيء بلحظة، هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى وقت ومنها تأهيل مجموعة كوادر الاتحاد وموظفيه ليكونوا قادرين على القيام بواجبهم على أكمل وجه.
نحن قادمون على عمل كبير سواء على مستوى المنتخبات أو مستوى النشاط المحلي والمفترض أن نكون صفاً واحداً نقف مع الاتحاد في السراء والضراء ليكتمل العمل وينجح.
في النهاية لفت نظري في المؤتمر عدم تكريم رجال الإعلام، وهذه سلبية كنت أتمنى ألا تكون وخصوصاً أن لوسائل الإعلام الدور الكبير في المتابعة والنشر والدعم وهذا أمر مطلوب، لذلك لابد من تأسيس لشراكة فاعلة مع وسائل الإعلام مبنية على الثقة قبل كل شيء.
كرتنا في خطر
العقيد الركن زكريا قناة عضو اتحاد كرة القدم، يشارك في هذه الحلقة بصفته محايداً ولو عضواً في الاتحاد لتكون أجوبته صريحة ومن دون أي تحفظ.

بدأنا مما انتهى به سلفه، لو كنت مكان رئيس اتحاد كرة القدم فماذا كنت تفعل؟
أولاً: الاهتمام بفئتي الناشئين والشباب توازياً مع المنتخب الأول الذي ينتظره استحقاق رسمي كبير مطلع العام القادم.
الخطة الاستراتيجية لاتحاد الكرة يجب أن تتجه نحو منتخبي الشباب والناشئين من أعمار 19 إلى 16 سنة.
والمفترض أن نمشي خطوات جديدة بعيداً عن كلاسيكية التحضير السابق وذلك عبر تجميع المبرزين من اللاعبين من كل المحافظات بمعسكر مغلق ودائم، وكما طرح الأستاذ صلاح أورفلي بفكرة قريبة مما أطرحه، وهي حل مشاكل كل اللاعبين وتأمين دراستهم، والأهم من ذلك تأمين كادر تدريبي عالي المستوى.
المعسكر الداخلي يتضمن كشفاً طبياً ومراقبة جادة وتمارين يومية لرفع القدرة البدنية وتنمية المهارات وغيرها.
المنتخب الحالي لن يخدمنا كثيراً، فأغلب لاعبيه سيعتزلون قبل المونديال القادم ولابد من توفير بدائل ندخل بهم تصفيات المونديال القادم، لذلك إذا أردنا الاستمرار بسقف عال بين منتخبات آسيا والوصول إلى المونديال وتطوير كرتنا فلابد من الاتجاه إلى العناية بهذين المنتخبين.

الاحتراف
أندية عديدة تشتكي النفقات المرهقة لفريق كرة القدم، وتطالب بتعويضات مالية من اتحاد كرة القدم أو المكتب التنفيذي؟
المشكلة لا تحل بالتعويضات، فمهما دفعت القيادة الرياضية من دعم ومساندة فإن ذلك لا يفي بالمطلوب، فكلفة تحضير فريق كروي تتجاوز في حدة الأدنى خمسين مليون ليرة بين عقود ورواتب ونفقات، لذلك من الضروري وجود قاعدة مالية للفرق قبل انطلاق الدوري عبر دفعات نقدية موجودة بالبنك أو قيمة استثمارية وذلك حتى لا تقع الأندية بمشاكل مع لاعبيها بعدم الدفع أو مشاكل مع اتحاد كرة القدم.
دوري المحترفين بات مكلفاً، والفرق غير القادرة على تحمل أعبائه عليها ألا تكون في الدوري الممتاز، وأعتقد من جهة أخرى أن الدوري الممتاز يجب ألا يتعدى عشرة أندية وهذا العدد يرفع من مستوى المباريات ومستوى المنافسة ويسهم برفع مستوى المنتخب.
وقضية الاحتراف هنا يجب ألا تقتصر على اللاعبين وكوادرهم فقط، فنحن بحاجة إلى حكام محترفين أيضاً من كل الاتجاهات، في التحكيم ينقصنا الكثير، وهناك أمور يتم حلها درجة درجة كالتجهيزات والتعويضات المالية، لكن هناك أمور مستعجلة نحن بحاجتها كالرايات الإلكترونية، ووسائل التواصل الإلكتروني بين الحكام، لتروا كيف العالم وصل إلى تقنية (الفار) ونحن نحلم براية إلكترونية!

ميزان القوى
يعتقد البعض أن ميزان القوى بمصلحة فريق الجيش القادر على جلب اللاعبين العسكريين لفريقه؟
ميزان القوى اليوم ليس بمصلحة ناد معين، بدليل أن الأندية تختار ما تريد من اللاعبين، وهناك الكثير من اللاعبين العسكريين موزعون على فرق متعددة وليسوا بفريق الجيش فقط.
بكل الأحوال الموضوع بحاجة أن يكون له آلية معينة يضعها المكتب التنفيذي بالاتفاق مع هيئة الإعداد البدني والرياضة في الجيش والقوات المسلحة.

اللائحة الانضباطية
ما رأيك باللائحة الانضباطية وأثرها في الأندية الجماهيرية؟
أولاً من الضروري وجود لائحة انضباطية قوية لإرساء النظام والانضباط في الدوري لأن الشغب هو سلاح فتاك بالرياضة.
والمهم أن نمتلك الثقافة الكروية المطلوبة لنعلم ما لنا وما علينا، والتمتع بالأخلاق ضرورة ملحة لأن الأساس هو الرياضة هو الأخلاق، ضبط الجمهور يبدأ من النادي ومن روابط المشجعين، وكم من حادثة شغب بدأ فتيلها من أرض الملعب بإشارة من حارس أو لاعب أو مدرب.
لاشك أن أثر العقوبات سيكون كبيراً على الأندية غير القادرة على ضبط لاعبيها وكوادرها وجمهورها، والمفترض أن نعي مدى الضرر الذي يمكن أن نلحقه بنادينا نتيجة الخروج عن آداب الملاعب وخرق اللوائح التأديبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن