سورية

تظاهرات في الحسكة ضده لمنعه التعليم بالمناهج الحكومي … «مسد» يزعم أنه مع وحدة سورية

| الوطن- وكالات

زعم «مجلس سورية الديمقراطية– مسد» من جديد أنه مع وحدة سورية ومع دولة «لامركزية تعددية»، على حين تجاهل استمرار الرفض الشعبي للمناهج الكردية التي يفرضها في المدارس الخاضعة لسيطرته، وكان آخرها تظاهرات لأهالي الحسكة خرجت ضده يوم الجمعة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في تصريحات له الجمعة: «لا أعتقد بأن إدلب هي آخر منطقة ذات مشكلات على أراضي سورية، فهناك أراض شاسعة شرقي الفرات، تجري فيها أمور غير مقبولة تماماً»، وأضاف: إن «الولايات المتحدة، ومن خلال حلفائها السوريين، وقبل كل شيء الأكراد، تحاول استخدام هذه الأراضي لإقامة دويلة فيها»، مشدداً على أن هذا أمر «غير شرعي».
وأوضح لافروف، أن الأميركيين ينشئون هناك أجهزة سلطة موازية، بديلاً من أجهزة السلطة السورية الشرعية.
ورداً على تصريحات لافروف، زعم ما يسمى نائب الرئاسة المشتركة لـ«هيئة الداخلية» في «الإدارة الذاتية» الكردية في الحسكة حسن حسو أمس بالقول: إن «الإدارة الذاتية ليست مع إقامة أي كيان خارج الدولة السورية نحن مع سورية لامركزية، سورية ديمقراطية، سورية تعددية، سورية لكل السوريين»، معرباً عن استغرابه من تصريحات لافروف، لكنه تجاهل تماماً أن «الإدارة الذاتية» حالت دون إجراء انتخابات الإدارة المحلية في 16 أيلول الماضي واعتقلت مرشحين لتلك الانتخابات.
واللافت أن تصريحات لافروف تزامنت مع تصريحات أقوى من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده ستقضي قريباً على الإرهاب شرق نهر الفرات في سورية، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من أميركا التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي يشكل «مسد» الغطاء السياسي لها.
جاءت مزاعم «الإدارة الذاتية» بحرصها على سورية، لتضاف إلى سلسلة تصريحاتها التي تتناقض تماماً ما تقوم به على الأرض، ومنها فرض المناهج الكردية، المغايرة لمناهج وزارة التربية، والتي رفضها أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة «مسد» وجناحها المسلح «قسد».
ويوم الجمعة خرج العشرات من أبناء حي النشوة في مدينة الحسكة في تظاهرة تنديداً بقيام ميليشيا «الأشايس» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي بمنع أبنائهم من الالتحاق بالمدارس التي تعتمد منهاج وزارة التربية الرسمي في مركز مدينة الحسكة لليوم الثاني على التوالي.
ونقلت وكالة «سانا» عن المتظاهرين من أبناء الحي تأكيدهم أن دوريات الـ«أسايش» منعت منذ يوم الخميس المركبات العمومية مثل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة من نقل تلاميذ أحياء مدينة الحسكة الرافضين للمناهج غير السورية وإيصالهم إلى مدارس مركز المدينة التي تدرس منهاج وزارة التربية.
وخرجت تظاهرات في عدة مناطق ومدن وآخرها في مدينة القامشلي قبيل بدء العام الدراسي الحالي شارك فيها المئات من أبناء المدينة وعدد من رجال الدين المسيحي ووجهاء العشائر والمجلس السياسي لقبيلة طي العربية للوقوف في وجه إلغاء مناهج وزارة التربية في عدد من مدارس المحافظة.
وأكدت مديرة التربية في الحسكة إلهام صورخان حينها في تصريح لـ«الوطن»، أن الأهالي وتعبيراً عن رفضهم المناهج الكردية، يرسلون أبناءهم للدراسة في المدارس التي تدرس المناهج الرسمية، والواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري.
وشدد الأهالي الذين تظاهروا الجمعة على رفضهم للمناهج التي تريد ميليشيا «الأسايش» فرضها بالقوة في المدارس، مشددين على ضرورة وضع حد لهذه الاعتداءات على العملية التعليمية ووقف تصرفاتهم غير المسؤولة التي تهدد مستقبل أبناء المحافظة.
ولفتت «سانا» إلى أن «التلاميذ وفي تحد واضح لتلك الإجراءات التعسفية أكملوا طريقهم إلى مدارسهم سيراً على الأقدام تأكيداً على مواقفهم الرافضة لتلك الإجراءات القمعية ورغبتهم في إكمال تعليمهم باللغة والمناهج التي تحددها الدولة السورية».
ونقلت «سانا» عن صورخان تأكيدها، أن «أسايش» منعت الطلاب والتلاميذ من الدوام في المدارس التي تدرس مناهج الوزارة ومنعوا وسائط النقل في الأرياف التي تحمل الطلاب والمعلمين من دخول مركز مدينتي الحسكة والقامشلي، مشيرة إلى أن نسبة دوام الطلاب والتلاميذ في مدينة الحسكة بلغت 40 بالمئة وفي مدينة القامشلي 60 بالمئة.
ولم تتوقف ممارسات «الإدارة الذاتية» التي تتبع لـ«مسد» على المناهج أيضاً، فقد زادت وتيرة الاعتقالات التي تنفذها مجموعات تابعة لـ«أسايش» في صفوف المدنيين وخاصة الشباب عبر نصب حواجز على الطرقات أو مداهمة المنازل في مختلف المناطق، وفق «سانا»، التي نقلت عن مصادر أهلية: إن الهدف من تلك الاعتقالات هو إخضاعهم لدورات عسكرية في مراكز تجميع للميليشيات ثم إلحاقهم في صفوف «وحدات الحماية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن