الأولى

«النصرة» تنقلب على اتفاق «المنزوعة السلاح» وتذهب في خيار القتال … أنقرة ما زالت تعوّل على «المهاجرين»

| حلب- خالد زنكلو

وجهت «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري، صفعة قوية لأنقرة بإعلانها رفض تنفيذ بنود اتفاق «المنطقة المنزوعة السلاح» الذي جرى توقيعه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في «سوتشي».
«النصرة» أعلنت صراحة وفي أول رد فعل لها رفضها تسليم سلاحها أو الانسحاب من المنطقة وتفضيل خيار القتال و«الجهاد»، ما يضع الاتفاق على حد الهاوية ويبرر للجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية البدء بعملية عسكرية لطردها من المنطقة، في وقت طلبت أنقرة من موسكو إعطاءها مهلة للتأثير في تيار «المهاجرين» الرافض للاتفاق وثني فرع تنظيم القاعدة وأخواته عن قرارهم التمسك بـ«المنزوعة السلاح».
مصادر إعلامية معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التي تدور في فلك تركيا كشفت لـ«الوطن»، بأن استخبارات الأخيرة فتحت قنوات اتصال مع «المهاجرين» الذين يمسكون بقرار «النصرة» والمسؤولين عن إصدار بيان لها أول من أمس، يضع النقاط على حروف موقفهم من «سوتشي»، وذلك لحضهم على العدول عن توجههم الرامي إلى الاحتفاظ بـ«المنزوعة السلاح»، ومواصلة القتال ضد الجيش العربي السوري في إدلب وجبهات «المنزوعة السلاح» الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي مروراً بسهل الغاب الشمالي الغربي وريف حماة الشمالي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي وصولاً إلى أرياف حلب الجنوبية الشرقية والغربية والشمالية.
ورأت المصادر أن أنقرة، وعبر مفاوضات سابقة مع «تحرير الشام»، لعبت دوراً في تخفيف «لهجة» بيان «تحرير الشام»، والذي أعلن بشكل موارب رفضه لاتفاق «سوتشي» بعد شهر من المماطلة والتسويف وادعاء أنقرة أنها سحبت سلاحها الثقيل من «المنزوعة السلاح» قبل أن تصف الاتفاق بـ«المسرحية» التي يجب إسدال الستار عليها، خدمة لأطماعها وأجندة قادتها من غير السوريين الذين يهيمنون على مفاصل قراراتها من دون مراعاة لحياة وأمن المدنيين السوريين في إدلب.
وأوضحت المصادر أن بإمكان أنقرة التأثير على مواقف «النصرة» والتنظيمات الإرهابية المتشددة، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم القاعدة إذا ما أعطيت فرصة أخيرة وكافية لمواصلة الضغط عليها لتطبيق باقي بنود «سوتشي»، الذي توقف قطاره في المحطة التالية الخاصة بانسحاب تلك التنظيمات من «المنزوعة السلاح» التي تمتد إلى عمق 20 كيلو متراً داخل مناطق سيطرة الإرهابيين بعد سحب بعض سلاحها الثقيل في محطته الأولى، وبعملية استعراضية الهدف منها إخفاء نياتها بالانقلاب على الاتفاق ونعي الجهود التركية التي أخفقت في أهم وأخطر مراحل الاتفاق، بعدما روجت أن بإمكانها وضعه على سكته الصحيحة حتى نهاية تطبيق جميع بنوده.
وخلصت المصادر إلى القول: إنه لا يمكن لـ«النصرة» وباقي إرهابيي «تحرير الشام» التضحية بثلث مناطق سيطرتهم في إدلب، التي تستولي على أكثر من ثلثي مساحتها، عدا محيطها في اللاذقية وحماة وحلب عبر الانسحاب من «المنزوعة السلاح» دون توفير بدائل لها وذرائع أمام ذراعها العسكري القوي من «الجهاديين» العرب والأجانب ودون إعطاء ضمانات لهؤلاء بالحفاظ على حياتهم ونقلهم إلى مناطق جديدة خارج سورية لممارسة هواياتهم في القتل والترهيب بعد قرب انتهاء دورهم فيها».
وبالتزامن مع هذه المعطيات كشفت مصادر إعلامية معارضة، أنه لم يتم رصد أي انسحاب للإرهابيين من المناطق المتفق عليها في «سوتشي»، في وقت سيطر الهدوء شبه التام على مختلف المحاور في «المنزوعة السلاح» من دون أن تشهد الأخيرة تسيير دوريات روسية تركية مشتركة، أو دوريات من طرف واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن