العراق: سوء الأداء السياسي دفع السيستاني للتدخل والصدر يدعو أتباعه للانضمام للاحتجاجات
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره أمس إلى المشاركة في احتجاجات بغداد يوم الجمعة القادم. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر في كلمة بثها التلفزيون في مدينة النجف: «نعلن لأبناء شعبنا الصابر عموماً وأبناء الخط الصدري خصوصاً ضرورة الخروج والمشاركة في تظاهرة الجمعة القادمة في بغداد».
وأضاف: «على المشاركين من أبناء الخط الصدري الاندماج مع إخوانهم المتظاهرين في بوتقة وطنية عراقية واحدة بعيدة عن الفئوية والجهتية وتكون مطالب المتظاهرين جميعاً تحت العنوان الشرعي والوطني والإنساني لا غير ويكون العنوان الذي يجمعهم هو العراق والراية التي تظلهم هي راية العراق لا غير».
وشهدت العاصمة والكثير من المدن في الجنوب تظاهرات في الأسابيع الأخيرة دعت لإجراء إصلاحات حكومية وتوفير الخدمات الأساسية ومحاكمة الساسة الفاسدين وإجراء إصلاحات لنظام يتهم بالفساد والافتقار للكفاءة. وساعدت الاحتجاجات إلى جانب دعوة المرجع الديني علي السيستاني «للضرب بيد من حديد» على الفساد في أن يبدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي حملة إصلاحات كبيرة في وقت سابق من الشهر الحالي. واستمرت التظاهرات الأحدث لعدة أيام في مدن بجنوب البلاد منها البصرة والحلة حيث اعتصم محتجون في وسط المدينة وأجبروا على إنهاء اعتصامهم بالقوة في بعض الأحيان هذا ودفع سوء أداء السياسيين العراقيين واستشراء الفساد المرجع الديني علي السيستاني إلى رفع سقف مطالبته بالإصلاح والتحذير من خطر يهدد بـ«تقسيم» البلاد.
وتشكل مواقف السيستاني والمطالب الشعبية، غطاء لرئيس الوزراء حيدر العبادي للمضي في الإصلاح في مواجهة خصومه، إلا أنها قد لا تكفي لتخطي تعقيدات المشهد السياسي العراقي والطبيعة المتجذرة للفساد.
ويقول السيستاني: «كانت المرجعية تأمل في أن تقوم الطبقة السياسية التي وصلت إلى السلطة عبر صناديق الانتخاب بإدارة البلد بصورة صحيحة، ولا تحدث مشاكل كبيرة بحيث تضطر المرجعية إلى التدخل».
وأضاف: «ولكن -للأسف الشديد – جرت الأمور بغير ذلك، وقد تسبب سوء الإدارة -إضافة إلى عوامل داخلية وخارجية أخرى- في الوصول بالبلد إلى هذه الأوضاع المزرية التي تنذر بخطر جسيم».
ويوضح أنه بعدما «نفد صبر كثير من العراقيين واحتجوا على سوء أوضاع البلاد، وجدت المرجعية أن الوقت مؤات للدفع قوياً بهذا الاتجاه»، وأكدت ضرورة الإسراع في الخطوات الإصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية».
وبعد انطلاق التظاهرات للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات وسط درجات حرارة فاقت الخمسين، حض السيستاني العبادي في 7 آب على أن يكون أكثر جرأة ضد الفساد. وسارعت الحكومة بعد يومين إلى اقتراح إجراءات أقرها البرلمان وأرفقها باقتراحات إضافية.
وكرر السيستاني بعد ذلك المطالبة بإصلاحات، لاسيما في القضاء.
وحمل المرجع الديني المسؤولين الذين حكموا البلاد منذ عام 2003، مسؤولية الأوضاع لأنهم «لم يراعوا المصالح العامة للشعب العراقي، بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية».
وقد يتحول دفع السيستاني إلى سيف ذي حدين. ففي حال لم يتمكن العبادي من مجاراته، قد يؤدي ذلك لرفع الغطاء عنه وإنهاء مسيرته.
ميدانياً استعادت القوات العراقية السيطرة على خط اللاين النفطي جنوب مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين بعد طرد عصابات داعش الإرهابية والقضاء على ستة وعشرين من عناصرها.
وقال مصدر في قيادة عمليات سامراء: إن «القوات العراقية المشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تمكنت صباح اليوم من رفع العلم العراقي على خط اللاين النفطي جنوب مدينة تكريت بعد معارك عنيفة مع عصابات داعش الإرهابية».
وأضاف المصدر: إن «المعارك أسفرت عن مقتل ستة وعشرين إرهابياً وتدمير ثلاث عربات مفخخة وثلاث حاويات معدة للتفجير ومعالجة ثلاثين عبوة ناسفة».
بدورها أعلنت قيادة عمليات بغداد أن تشكيلاتها نفذت عملية نوعية لاستكمال تطهير منطقتي عرب جبور والسيافية في المحيط الجنوبي للعاصمة العراقية بغداد.
وقالت القيادة في بيان لها: إن «القوات العراقية استكملت تطهير المنطقتين من العصابات الإرهابية وخلاياها النائمة وتأمين عودة العوائل النازحة إلى منازلها من خلال رفع العبوات الناسفة التي خلفها الإرهابيون» لافتة إلى أن طيران الجيش العراقي أسهم بنحو فاعل في تأمين وإسناد القطعات العسكرية المشاركة في العملية.
وفي محافظة الأنبار أعلن قيادي في قوات الحشد الشعبي العراقي نجاح القوات الأمنية في تطويق مدينة الرمادي من جميع المحاور.
وقال العميد علي البيلاوي القيادي في قوات مقاتلي العشائر التابعة للحشد الشعبي العراقي لمراسلة «سانا» في بغداد إن «القوات الأمنية نجحت بمحاصرة عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في الرمادي حتى باتت خلاياهم تحفر الخنادق هرباً من نيران قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر».
(رويترز- أ ف ب- سانا)