سورية

زريق اعتبر أن تأثير الأزمة في الإقليم نابع من مكانة سورية … مالساغوف: دمشق منعت أميركا من تنفيذ فكرة الشرق الأوسط الكبير

| مازن جبور

اعتبر نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، بشير مالساغوف، أن موقف سورية الحازم، منع أميركا من تنفيذ فكرة الشرق الأوسط الكبير، الأمر الذي دفعها إلى نسج مؤامرة على سورية في الخارج وفق نظرية الفوضى الموجهة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها مالساغوف في «مركز دمشق للأبحاث والدراسات -مداد» بعنوان: «الأزمة السورية والوضع الجيو سياسي في الإقليم» حضرها عدد من الأستاذة الجامعيين والإعلاميين إضافة إلى عدد من المعارضين.
وأكد مالساغوف في المحاضرة، أن سورية لم تتعرض لمحاولات الضغط في الآونة الأخيرة فقط، بل هي تتعرض لذلك منذ مدة طويلة، ولفت إلى أن قوة أميركا بدأت تتلاشى، الأمر الذي دفعها إلى تجريب قوتها مع الدول العربية فبدأت باحتلال العراق ومن ثم جاءت بفكرة الشرق الأوسط الكبير في عهد إدارة الرئيس جورج بوش الابن ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس، التي كانت تتحدث عن جلب الحضارة وحقوق الإنسان للشعوب.
واعتبر الدبلوماسي الروسي المخضرم، أن «موقف سورية الحازم وغيرها من الدول، منع أميركا من تنفيذ فكرة الشرق الأوسط الكبير تحت قيادة الولايات المتحدة، فقررت بعدها نسج المؤامرة في الخارج وفق نظرية الفوضى الموجهة، والتي تتضمن خططاً لتحقيق مطامع واشنطن، على أن يتم تقسيم البلدان وتشكيل الفوضى في البلدان العربية، بحيث تتمكن أميركا من السيطرة على تلك البلدان في ظل ما سموه الربيع العربي».
وقال: «لا أقبل تسمية هذه الأحداث بالربيع العربي بل هي تسونامي مدمر، سعوا من خلاله إلى تدمير الدول العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إلا أنهم لم ينجحوا بذلك».
وأضاف: بدؤوا يدبرون خطة أخرى تحت اسم (عش الدبابير)، وهي ما كشف عنه العميل إدوارد سنودن، حيث إنه في آذار عام 2011 عقد اجتماع أميركي إسرائيلي فرنسي بريطاني في القاعدة البحرية السرية في إنكلترا، ووضعت فيه خطة لتقسيم البلاد العربية على أساس إثني وعشائري وقبلي، ووافقت إسرائيل على القيام بالدور الطليعي في تنفيذ هذه الخطة. وأوضح، أن تلك الخطة تقتضي فيما تقتضيه، تقسيم الدول العربية إلى دويلات، وعودة رعاية قناة السويس من قبل أميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، واقتطاع جزء من سيناء وتوطين الفلسطينيين فيه.
كما تقتضي الخطة وفق مالساغوف «تقسيم سورية إلى أربعة أجزاء، وفي حال لم يتمكنوا من ذلك، فيجب فرض الاعتراف بإسرائيل على سورية، وإجبارها على التراجع عن ثوابتها القومية، وإلا فسيتم إسقاط النظام».
وختم بالقول: إن «الدولة الأولى التي لها مطامع في الشرق الأوسط هي الولايات المتحدة، وهي تحتل المرتبة الأولى في الخطط المعادية لسورية»، وأكد أن منطقة الشرق الأوسط لا زالت تحتل الأولوية في الخطط الإستراتيجية العسكرية الأميركية، لافتاً أنه إلى جانب أميركا هناك دول أخرى ترى أن لها الحق في المشاركة في وضع السيناريو لهذه المنطقة وعلى رأسها تركيا. وفي تصريح لـ«الوطن» اعتبر المدير العام لـ«مداد»، هامس زريق، أن الأزمة السورية أرخت بظلالها على الوضع الجيو سياسي في الإقليم منذ بدايتها، باعتبارها أزمة تجاوز أثرها الحيز الجغرافي لسورية، وانعكس هذا التأثير على الإقليم وعلى النظام الدولي ككل.
وأوضح زريق، أن التأثير الكبير الذي أحدثته الأزمة السورية نابع من مكانة سورية التاريخية والحضارية والسياسية في المنطقة من جهة، ومن جهة ثانية نابع من طبيعة الحرب على سورية وحجم العداء الذي مارسه الغرب وبعض دول الإقليم تجاهها.
وأكد، أنه كما وقفت روسيا طوال الأزمة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي شنت ضدها، فإنه من الضروري بمكان التواصل مع الباحثين والمفكرين الروس ذوي الخبرة الدبلوماسية والسياسية».
وبيّن أن هذا جزء من مهام مراكز الدراسات والأبحاث وهو ما يسعى مركز دمشق للأبحاث والدراسات إلى القيام به، من خلال إقامته ندوات وورشات عمل ومحاضرات يستضيف فيها باحثين ومفكرين ومسؤولين من دول صديقة لسورية.
يشار إلى أن مالساغوف دبلوماسي روسي مخضرم، عمل في الحقبة السوفيتية ولاحقاً الروسية، في سفارات الاتحاد السوفيتي وروسيا في كل من ليبيا وسورية والأردن والعراق ومصر، ويحمل رتبة مستشار من الدرجة الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن