الأولى

أعادت هندسة بيتها الداخلي لـ«احتوائها» بدل «تفكيكها» … تركيا تقايض «النصرة»: «المنزوعة السلاح» والمعابر مقابل دور في «إدارة الحكم» بإدلب

| حلب – خالد زنكلو

مع انقضاء يومين على مهلة انسحاب التنظيمات «الراديكالية» من «المنطقة المنزوعة السلاح» بموجب اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، تحث تركيا الخطا لعقد صفقة مع «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، القوة الإرهابية الأكبر في إدلب، لإتمام تنفيذ بنود الاتفاق وتقوية صموده لما يمثله من أهمية لدى أنقرة وميليشياتها التابعة لها في آخر معقل لهم في البلاد.
وكشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير»، الذراع العسكرية لتركيا في إدلب، لـ«الوطن» أن جولة مفاوضات جديدة بدأت منذ 15 الجاري بين الاستخبارات التركية وقيادات الصف الأول من «تحرير الشام» من غير المناوئين لـ«المنزوعة السلاح» بهدف استكمال جهود التوصل إلى صفقة بدت ملامحها واضحة وتقضي بانسحاب «النصرة» وحاضنتها من المنطقة بأسرع وقت ممكن والتخلي عن إدارة جميع المعابر التي تربطها بمناطق سيطرة الجيش العربي السوري مقابل القبول بإجراءات تصب في سياق «احتوائها» والتخلي عن فكرة «تفكيكها»، وهو مطلب روسي ودولي، على أن تشركها مستقبلاً في «إدارة إدلب» تحت جناح «الائتلاف السوري» المعارض وحكومته «المؤقتة» ولو عبر «المجالس المحلية» التي تخطط من خلالها لحكم المحافظة السورية الواقعة على تخوم حدودها الجنوبية.
وأوضحت المصادر أن بنود «الصفقة» بين أنقرة و«النصرة» سيبدأ تنفيذها اعتباراً من نهاية الأسبوع الجاري عبر تسليم معبري المضيق ومورك اللذين سيعاد افتتاحهما لـ«الوطنية للتحرير» التي ستدير أيضاً معبر العيس- الحاضر بريف حلب الجنوبي بدل فرع تنظيم القاعدة في سورية، فور انسحابه من «المنزوعة السلاح» والمتوقع خلال الأسبوع المقبل.
وأضافت المصادر أن الجناح الرافض لـ«سوتشي» داخل «تحرير الشام»، والمتمثل في ميليشيات «أنصار الدين» و«أنصار الإسلام» و«أنصار التوحيد» جرى الضغط عليه من أنقرة وتيار «المعتدلين» للانفكاك عن الهيئة والانضمام إلى تنظيم «حراس الدين» المبايع لـ«القاعدة» ضمن غرفة عمليات مشتركة لطرده من «المنزوعة السلاح» وتصفية «جهادييه»، ومعظمهم من غير السوريين، من قبل الجيش السوري والقوات الجوية الروسية بعمليات «اصطفائية» و«انتقائية».
وأشارت إلى أن تركيا نجحت إلى حد بعيد في إعادة هندسة البيت الداخلي لـ«النصرة» بمساعدة متزعمها أبو محمد الجولاني الذي قبل بـ«سوتشي» على أن تتولى أنقرة مهمة إبقائها على قيد الحياة ولو بلعب دور في الحياة السياسية لإدلب وضم بعض وزرائها «التكنوقراط» إلى الحكومة الجديدة، التي سيشكلها «الائتلاف السوري» بدعم وإشراك تركي عوضاً عن «المؤقتة» و«حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«تحرير الشام»، والتي ستدير المحافظة من خلال «مجالس محلية» جديدة على غرار ما يحدث في مناطق سيطرة ميليشيات «غصن الزيتون» و«درع الفرات» شمال وشمال شرق حلب.
ترافق ذلك، مع تعزيز تركيا لنقاط المراقبة التابعة لها قرب مدينة مورك في ريف حماة الشمالي والتي وصلها رتل مؤازرة يضم ناقلات جند وسيارة إشارة واتصالات وجنود أتراك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن