رياضة

عندما يخطئ المدربون

| محمود قرقورا

مهنة التدريب شاقة ولا يمكن لأصحاب القلوب الضعيفة أن يمارسوها، ولكن في كثير من الأحيان لا يحسن المدربون القراءة، فيقعون في شر غرورهم عندما تخونهم قراءتهم للمستقبل والقلة القليلة التي تعتزل في القمة.
حالياً يعيش المدرب الألماني يواخيم لوف لحظات حرجة للغاية وبات الشارع الرياضي الألماني يتمنى رحيله، واللافت أن المنتخب ظهر امتداداً للشكل غير المقبول في المونديال الأخير، مع أن لوف فاز بكأس العالم 2014 وكان الوقت مثالياً وقتها للخلود للراحة بعد وصافة أمم أوروبا 2008 و2012 وبلوغ نصف نهائي مونديال 2010.
التاريخ يحتفظ بالكثير من الحالات المشابهة والمدرب الألماني هيلموت شون أحرز كأس العالم 1974 ولكنه خسر نهائي يورو 1976 ثم كان الخروج من دور المجموعات الثاني 1978 مكتفياً بفوز يتيم على المكسيك خلال ست مباريات.
إيطاليا تحتفظ بحالتين تجسدان الحالة التي نحن بصددها، فأنزو بيرزوت قدم نموذجاً للمدرب القادر على تغيير مفردات التاريخ والفوز بكأس العالم 1982 ولكنه لم يعتزل، فأخفق مع الآتزوري في بلوغ نهائيات يورو 1984 ثم كان الخروج المبكر من مونديال 1986.
والمدرب ليبي الفائز بكأس العالم 2006 غادر ولكنه عاد قبل مونديال 2010 ليدافع عن لقبه وإذا به يخرج من دور المجموعات خلافاً لكل التوقعات أمام منتخبات متواضعة وهي سلوفاكيا والبارغواي ونيوزيلندا.
البرازيلي سكولاري خانته قراءته عندما قرر العودة لقيادة السيليساو في مونديال 2014 بعد تجربة تستحق الخلود في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 عندما فاز باللقب محققاً سبعة انتصارات كحالة لم تتكرر عبر التاريخ، والجميع أثنى على فكرة المغادرة عقب مونديال 2002 لخوض تجربة مع المنتخب البرتغالي، لكن العودة حملت في ثناياها كل ما هو منفر للبرازيليين.
عربياً قاد حسن شحاتة الفراعنة لثلاثة ألقاب إفريقية متتالية ولكنه آثر البقاء في منصبه حتى أخفق منتخب مصر في عبور التصفيات!
خير ما نستخلصه أن المدرب الناجح يجب أن يكون حكيم نفسه ويتحين الفرصة المواتية لإعلان الاعتزال كي يبقى ذكره خالداً في بطون التاريخ، ولنا في تجربة القيصر مع المانشافت 1990 وزيدان مع الملكي 2018 وهيدالغو مع منتخب الديوك 1984 تجارب تدرس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن