عربي ودولي

نواب أميركيون يكذبوها.. وترامب يقبلها.. و«واشنطن بوست»: تسجيلات تدل على تقطيعه … نظام آل سعود: اشتباك بالأيدي أدى لوفاة خاشقجي بالقنصلية!

بعد طول مماطلة وتهرب أقرّ النظام السعودي أمس السبت رسمياً بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية باسطنبول وذلك بعد نحو ثمانية عشر يوماً على اختفائه.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن النائب العام السعودي قوله: إن «التحقيقات الأولية في موضوع المواطن خاشقجي أظهرت وفاته».
وبحسب النائب العام السعودي فقد حصل اشتباك بالأيدي بين خاشقجي والأشخاص الذين قابلوه في القنصلية أدى إلى وفاته، وأعلن أن التحقيقات مستمرة وأن المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة.
وأوضح التلفزيون السعودي أن «المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة في موضوع المواطن جمال خاشقجي»، ومن أبرزها أمر ملكي بإعفاء المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني ونائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد العسيري من منصبهما.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول سعودي مطلع على التحقيقات قوله إن ولي العهد محمد بن سلمان لم يكن لديه أي علم بقضية خاشقجي، وأضاف المسؤول «لم يصدر أي أوامر لهؤلاء الأشخاص بقتل أو اختطاف خاشقجي» حسب زعمه.
وبحسب المسؤول السعودي، لم يعرف بعد مصير جثة خاشقجي ولم يكن لها أثر في القنصلية السعودية.
بدورها علّقت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس على البيان السعودي حول اختفاء خاشقجي معتبرة أنه «لن يخفف من المطالب الدولية بمحاسبة المملكة».
وكشفت الصحيفة أن «مسؤولي «السي آي إيه» استمعوا لتسجيلات صوتية لمسؤولين أتراك عن امتلاكهم أدلة على تقطيع خاشقجي»، مشيرة إلى أن «التسجيل سيجعل من الصعب على البيت الأبيض قبول الرواية السعودية بأن وفاة خاشقجي كانت حادثة».
من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الرواية السعودية حول موت خاشقجي بـ«الأكاذيب الصارخة جداً وغير القابلة للتصديق».
وقال مسؤول تركي كبير: إن المحققين الأتراك سيعرفون مصير جثة خاشقجي خلال فترة غير طويلة على الأرجح، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت تدقق في حركة المركبات التي دخلت وخرجت من القنصلية السعودية.
كما أوضح المسؤول أنه يجري الحصول على عينات من الحمض النووي لخاشقجي داخل تركيا ولا حاجة لطلب ذلك من السعودية راهناً.
بدوره أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن النيابة العامة ستواصل التحقيقات في قضية خاشقجي رغم الإعلان السعودي، موضحاً أن نتائج التحقيقات التركية حول مقتل خاشقجي ستعلن قريباً.
ووفق الإعلام التركي فإن الرواية السعودية لا تتطابق مع ما سرّب عما توصل إليه فريق التحقيق التركي.
دولياً، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي خطوة أولى جيدة وكبيرة، وأن التفسير السعودي موثوق به.
وأعلن ترامب صراحةً أن «أميركا تحتاج السعودية كقوة لتحقيق توازن أمام إيران»، مشيراً إلى أن «أطرافاً ثالثة شاركت في التحقيقات السعودية»، كما أنه «لا يعتقد أن القيادة السعودية كذبت عليه».
وقال ترامب: إن ما حدث مع خاشقجي «أمر غير مقبول»، موضحاً أنه سيتعامل مع الكونغرس بشأن ذلك ويفضل ألا تتضمن العقوبات إلغاء مبيعات الأسلحة.
وعلّق البيت الأبيض على البيان السعودي بالقول إنه اطلع على البيان الذي أصدرته السعودية بشأن التحقيق في موت خاشقجي، مؤكداً أنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق العدالة التي تأتي في الوقت المناسب.
وفي السياق عينه، دعا السيناتور الجمهوري الأميركي راند بول إدارة الولايات المتحدة إلى وقف المبيعات العسكرية للسعودية.
واعتبر نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف بدوره أن الإعلان عن مقتل خاشقجي أثناء مشاجرة أمر «غير موثوق».
ومن جانبه أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر أنه على واشنطن «إجراء تحقيق مستقل لتحديد المسؤولية عن مقتل خاشقجي»، لافتاً أن «تبدل الموقف السعودي المستمر لا يدعو إلى الارتياح في الحكم النهائي لمسألة خاشقجي».
ومن جانبه دعا متحدث باسم الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى إجراء «تحقيق فوري وشامل وشفاف في ملابسات موت خاشقجي وحث على محاسبة المتورطين في ذلك بشكل كامل».
بدورها أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين أمس أن بلادها لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المقرر انعقاده هذا الأسبوع في السعودية.
ومن جهتها أعربت الخارجية البريطانية في بيان صدر عنها أمس عن تعازيها لعائلة جمال خاشقجي، وقالت: «ندرس البيان السعودي ونبحث اتخاذ خطوات جديدة».
كما أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنها لا تقبل الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي، واعتبرت أمس أن «الأحداث المرعبة» التي تحيط بمقتل الصحفي السعودي مؤشر على أن القيم الديمقراطية في خطر بالعالم كله.

(رويترز– أ ف ب – روسيا اليوم- الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن