سورية

أكدت أن الهدف الإستراتيجي لبوتين هو إبعاد القوّات الأميركيّة.. والاحتلال لا يقدِر على استهداف «إس 300» … صحيفة «إسرائيلية»: رسالة فظة من روسيا لتل أبيب بأن قواعد اللعبة في سوريّة تغيرت

| وكالات

مع بدء الجيش الروسي تدريب نظيره السوري على منظومات الدفاع الجوي «إس300»، أقر الاحتلال الإسرائيلي بتلقيه رسالة وصفها بـ«الفظة جداً» من روسيا أكدت فيها موسكو أن قواعد اللعبة تغيرت في سورية، واعتبر أن الهدف الإستراتيجي للرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين هو إبعاد القوّات الأميركيّة من سوريّة.
وفي 2 من الشهر الجاري، أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا سلمت منظومات «إس 300» إلى سورية.
وأشار المُحلّل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ناحوم بارنيع، بحسب موقع «رأي اليوم» الأردني إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تباهى وتفاخر في افتتاح الدورة الشتويّة لما يسمى «الكنيست الإسرائيليّ» (البرلمان)، مطلع الأسبوع الماضي، أمام أعضاء البرلمان بأن «إسرائيل» تُواصِل نشاطها العسكريّ في سوريّة ضدّ التمركز والتموضع الإيرانيين في بلاد الشام، كما كان الحال قبل إسقاط الطائرة الروسيّة قبل نحو الشهر في الأجواء السوريّة، وصوّر العلاقات بين «إسرائيل» وروسيا بألوانٍ مُزهرةٍ، مؤكداً في الوقت عينه على أن «إسرائيل» تقوم، كما كان في الماضي غير البعيد، بتنسيق عملياتها العسكريّة في سوريّة مع الروس.
ونقل بارنيع، عن مصادر سياسيّةٍ وأمنية وصفها بأنها «رفيعة المُستوى» في «إسرائيل»، أن الوصف الذي ساقه نتنياهو في الكنيست لم يكُن دقيقًا، إذ إن الروس وجّهوا له رسالةً هذا الأسبوع، تضمنّت فحوى فظًا جداً بأن ما كان لن يكون في الحاضر أو المُستقبل، أي إن قواعد اللعبة تغيّرت، وأنّ الروس لن يسمحوا لـ«إسرائيل» بالقفز عن الخطوط الحمر التي وضعوها بعد إسقاط طائرتهم.
ورأت المصادر، أن الهدف الإستراتيجي للرئيس الروسيّ هو إبعاد القوّات الأميركيّة من سوريّة، وأنّ تقييد حريّة سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء السوريّة هو بمثابة المُقدّمة لتحقيق الهدف الإستراتيجي الروسيّ، مُشدّدّةً على أن اللقاءات التي أجراها نتنياهو مع بوتين في موسكو، ومظاهر المحبّة والودّ بين الرجلين، ما هي إلا ذرٌ للرماد في العيون.
وأوضحت المصادر، أن هذه اللقاءات التي أجراها نتنياهو مع بوتين في موسكو، لا تُسمِن ولا تُغني من جوعٍ بالنسبة لـ«إسرائيل»، بلْ على العكس، تؤكّد أنها ساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في الاعتراف الإسرائيليّ بأن روسيا هي الدولة العُظمى في الشرق الأوسط، وهي الآمرة والناهية.
ولفتت المصادر إلى أن روسيا زودّت سوريّة بمنظومة صواريخ من طراز «إس-300»، وأنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ لا يقدِر على توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لهذه المنظومة الروسيّة على الأراضي السوريّة، مشددة على أن «إسرائيل» لن تكون الدولة التي ستُحدد عدد القوّات الإيرانيّة المُتمركزة في سوريّة، بل روسيا هي التي ستقوم بهذا الدور.
وأول من أمس أعلن مصدر عسكري دبلوماسي روسي، أن أطقما روسية وصلت إلى سورية مرافقة لدفعة من منظومات «إس-300» المضادة للجو، لتدريب العسكريين السوريين على استخدام هذا النوع من السلاح، وأوضح أن معظم العسكريين السوريين المتدربين حالياً هم ذاتهم من تدربوا، في العام 2011، على استخدام المنظومات ذاتها في مركز تدريبي بضواحي مدينة سان بطرسبورغ الروسية، وذلك في إطار اتفاقية تم إبرامها في العام 2010، وذلك قبل أن تتدخل «إسرائيل» حينها وتؤجل وصول المنظومات.
وأول من أمس نقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله: إن المنظومات الصاروخية التي تم تزويد سورية بها تختلف عن النسخ الأخرى من المنظومة نفسها والتي يتم تصديرها من روسيا لعدة دول.
ويوم أمس زعمت مواقع إلكترونية معارضة، أن معدات هندسية روسية ثقيلة شرعت في إنشاء وتحضير قاعدة عسكرية غربي مطار «تي فور» منذ منتصف تشرين أول الجاري، يعتقد أن روسيا ستنشر فيها بطارية دفاع جوي من طراز متطور لم يتم الكشف عنه، ناقلة عن ما سمتها «أوساط محلية» اعتقادها أنه من طراز (إس 300)، بحسب زعم المواقع التي غفلت عن أن ما يمكن وصفه «أوساطاً محلية» لا يمكن لها التعرف على «إس 300» أو غيرها من الأسلحة التي تحتاج لخبراء من أجل تحديد ماهيتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن