الأولى

الإعلام الأميركي يتحدث عن تسجيلات موثقة.. ومطالبات أوروبية بتحقيق دولي … رواية سعودية لم تقنع سوى ترامب.. خاشقجي «توفي بعد اشتباك بالأيدي»!

| الوطن – وكالات

على النحو الذي لم تتوقعه الرياض وواشنطن، تدحرج ملف اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مسجلاً المزيد من التصعيد في المواقف الدولية، وسط محاولات تركية معهودة للاستثمار والابتزاز، من دون صدور رواية رسمية عن السلطات في أنقرة تكشف عن المعطيات التي تمتلكها، والاكتفاء بالرواية السعودية التي لم يصدقها أحد إلا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعض أركان إدارته.
وبعد إقرار نظام الـسعود فجر أمس، رسمياً بمقتل «خاشقجي» في مقر القنصلية السعودية باسطنبول نتيجة «اشتباك بالأيدي»! بعد نحو ثمانية عشر يوماً على اختفائه، توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بما جرى، والمشككة بصحة التسريبات الرسمية السعودية حول التفاصيل الحقيقية للعملية.
أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالب بإجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف بظروف علمية القتل، وأبدى «انزعاجه الشديد» إثر تبلّغه بمقتل خاشقجي، وطالب بالمحاسبة التامّة للمسؤولين عن مقتله.
من جانبه أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنها لا تقبل الرواية السعودية حول مقتل الصحفي خاشقجي، معتبرة أن تفسيرات المملكة للحادث غير كافية، وقالت في بيان خاص مشترك أصدرته مع وزير الخارجية الألماني: «إننا ندين هذه الجريمة بأشد العبارات، ونتوقع من السعودية شفافية في ما يخص الكشف عن ملابسات عملية القتل هذه ودوافعها».
فرنسا بدورها وعلى لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان، أدانت ما جرى، معتبرة أن هناك أسئلة كثيرة لا تزال قائمة ويجب إجراء تحقيق شامل في القضية.
رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تيجاني، طالب بالشروع على نحو عاجل بتحقيق دولي، وقال في تغريدة له: «إثر تأكيد السعودية مقتل الصحفي، ينبغي الشروع بشكل عاجل في إجراء تحقيق دولي دقيق لفحص الأدلة وتوضيح الملابسات المتعلقة بوفاة جمال خاشقجي».
في الأثناء رجّح مسؤول تركي كبير معرفة مصير جثة الصحفي السعودي خلال فترة غير طويلة، مشيراً إلى أن البحث عنها لا يزال يتركّز في منطقة غابات يالوفا وبلغراد.
وكالة «رويترز» نقلت عن المسؤول قوله إنه يجري الحصول على عيّنات من الحمض النوويّ لخاشقجي داخل تركيا ولا حاجة إلى طلب ذلك من السعودية في الوقت الراهن.
من جهته أشار وزير العدل السعودي وليد بن محمد الصمعاني، إلى أن قضية مقتل الصحفي خاشقجي حصلت على أرض تابعة لسيادة السعودية، والقضاء يحكم فيها حسب النظام المتبع بعد التحقيقات المطلوبة، وذكر الوزير السعودي في بيان صدر عنه أمس أن القضاء السعودي يحظى «بالاستقلالية التامة للتعامل مع تلك المسائل»، على حد قوله، متعهداً بأن القضية ستتخذ مجراها «بعد استكمال المتطلبات».
الكلام السعودي جاء رداً على تصريحات المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر جليك، الذي اعتبر أن أنقرة ستتابع عن كثب التطورات التي تجري في السعودية، مشيراً إلى أن الجريمة حصلت في الأراضي التركية، على الرغم من اعتبار القنصلية أرضاً سعودية.
الصحافة الأميركية هاجمت الرواية السعودية لما جرى في القنصلية بشدة وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن: «مسؤولي «السي أي إيه» استمعوا لتسجيلات صوتية لمسؤولين أتراك عن امتلاكهم أدلة على تقطيع خاشقجي»، مشيرة إلى أن «التسجيل سيجعل من الصعب على البيت الأبيض قبول الرواية السعودية».
من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الرواية السعودية حول موت خاشقجي بـ«الأكاذيب الصارخة جداً وغير القابلة للتصديق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن