عربي ودولي

الجهود المصرية متواصلة لتثبيت التهدئة في غزة … ترامب سيعترف بالقدس عاصمة فلسطينية أيضاً.. وإسرائيل قلقة

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب – وكالات

تشهد مدينة القدس المحتلة عمليات تصعيد إسرائيلي يستهدف رموز القيادات الفلسطينية، وعلى رأسهم محافظ مدينة القدس عدنان غيث الذي اعتقلته قوات الاحتلال السبت، وجددت فترة اعتقاله لأربعة أيام، وذلك بالتزامن مع التطورات في الخان الأحمر شرقي القدس، وإعلان الفلسطينيين بأنهم لن يتوقفوا عن الاعتصام والفعاليات في الخان الأحمر بعد تصريحات لقادة الاحتلال بوقف إجراءات الهدم في المنطقة، والتي عاد ونفاها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي قال فيها: إن إخلاء الخان الأحمر سيتم في الوقت المناسب في إشارة لمضي الاحتلال لمخططات التهجير في الخان الأحمر وكل الأرض الفلسطينية.
بدورها اعتبرت الخارجية الفلسطينية قرارات الاحتلال الإسرائيلي المتعلقة بالخان الأحمر بالتجميد المؤقت لعمليات الهدم بالخديعة والتكتيك الإسرائيلي بهدف امتصاص الغضب الدولي، ومحاولة للانقضاض على المنطقة بعد خروج النشطاء والمتضامنين فيها من المنطقة.
بدوره قال القيادي في حركة فتح أمين مقبول لــ«لوطن» إن الخان الأحمر شكل نموذج صمود في وجه الاحتلال، ونحن لن نتوقف عن مقاومتنا لهذا الاحتلال الإسرائيلي الذي يسرق الأرض الفلسطينية كل يوم في ظل صمت من المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال.
وأشار مقبول بأن الشعب الفلسطيني سيواصل اتباع كل أساليب المقاومة في الدفاع عن أرضه التي تسلب ليل نهار وصمود أهالي الخان الأحمر في ظل الظروف المحيطة بهم أسطوري والمتواصل للشهر الرابع على التوالي.
وفي قطاع غزة يسود الهدوء الحذر حدود القطاع مع استئناف القاهرة لجهودها المتعلقة بتثبيت التهدئة، وسحب ذرائع الاحتلال، ومن المتوقع أن يصل خلال الأيام القادمة رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل لرام اللـه وكيان الاحتلال لبحث ملفات التهدئة والمصالحة الفلسطينية، وسط توقعات بحصول الكثير من التطورات على صعيد جبهة غزة خلال الفترة القادمة، قد تقود لتخفيف الحصار عن غزة، والدخول في حوارات بخصوص ملف المصالحة.
وفي سياق آخر تخشى إسرائيل أن تتضمن خطة السلام الأميركية إعلاناً عن القدس عاصمة لكلتا الدولتين، «الإسرائيلية» والفلسطينية، في محاولة لإقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتخشى إسرائيل من أن تكون الإغراءات التي سيقدمها البيت الأبيض إلى أبو مازن ذكر القدس كعاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية.
وبدوره يقول مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إن «ترامب يريد صفقة وهو جدّي للغاية»، مضيفاً أنه «بالنسبة للأميركيين، النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني سهل الحل نسبياً وهو ثمرة ناضجة».
وقدّر المصدر أنه في حال ضعُف الجمهوريون في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، فإن ترامب قد يزيد من جهوده في محاولة للدفع نحو حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني من أجل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية مع إنجازٍ كبير في السياسة الخارجية.
إلى ذلك يمكن أن يشكّل تضمين القدس في خطة السلام الأميركية ورطة كبيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خاصة إذا كان يتجه إلى انتخابات. وقد يوضح نتنياهو للأميركيين أن مثل هذا البند سيثير معارضة قوية في اليمين، ويورّطه لناحية الائتلاف (الحكومي). في مثل هذه الحالة، من المرجح أن يطلب نتنياهو من الأميركيين على الأقل تأجيل نشر الخطة إلى ما بعد الانتخابات في (إسرائيل).
في هذه الأثناء يستعد الأميركيون لنشر الخطة قبل نهاية السنة الحالية، أو في مطلع السنة القادمة.
وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إنه في بلورتها لخطة السلام، الإدارة الأميركية تعمل وفق ثلاثة مبادئ لم نعرفها إلى اليوم: كل من يأتي إلى طاولة المفاوضات يجب عليه التنازل عن شيء ما وليس هناك تنازلات آحادية، كل من يترك طاولة المفاوضات يدفع ثمناً، ومن يقول «لا» للخطة فإنه يخاطر بأن تكون الخطة التالية أقل ملاءمةً له. في الحقيقة، إنها مقاربة تجارية تقول: «خذ الصفقة التي أعرضها عليك الآن، لأن التالية ستكون أسوأ».
في ظل الأهبة اللازمة في القدس، يجب أن نتذكر أن هناك عدداً غير قليل من الجهات المؤثرة في الإدارة في واشنطن التي ستفعل كل شيء لضمان عدم إعطاء الفلسطينيين مثل هذا الوعد، وعلى رأسها السفير الإسرائيلي دافيد فريدمان. كما يتمتع رئيس الحكومة نتنياهو بنفوذ لا بأس به في البيت الأبيض، بحيث إنه قد ينجح في منع إعلان القدس عاصمة لدولة فلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن