رياضة

بعد ثماني سنوات من الغياب سلتنا الأنثوية في بطولة آسيا للناشئات

| مهند الحسني

تغادرنا يوم الخميس المقبل بعثة منتخبنا الوطني للسيدات بكرة السلة تحت 18سنة إلى مدينة بنغكلور الهندية للمشاركة في بطولة آسيا في الفترة من 28 تشرين الأول إلى 3 تشرين الثاني، وتعد هذه المشاركة لسلتنا الأنثوية بمنزلة طوق النجاة والتخلص من عزلتها بعدما ابتعدت عن المشاركات الخارجية مدة تزيد على ثماني سنوات.
المشاركة في هذه البطولة ليست سهلة لكونها تضم منتخبات من مستوى عال، ولها سمعة عطرة على الساحة القارية، واللعب أمامها لن يكون سهلاً، ويحتاج إلى تحضيرات مثالية، ومباريات ودية.
منتخبنا بدأ تحضيراته منذ خمسة عشر يوماً، وهي مدة غير كافية لتحضير منتخب سيشارك في بطولة قارية، ومع ذلك تمكن الجهاز الفني بقيادة المدرب المتألق عبد اللـه كمونة من إيصال المنتخب إلى مستوى يوازي حجم وقوة المنتخبات المشاركة، ما يعني أن فسحة تفاؤلنا بنتائج إيجابية لسلتنا الوطنية في هذه المشاركة تبدو كبيرة، لكون المنتخب مر عبر ثلاث مراحل تحضيرية انتقى في نهايتها تشكيلته النهائية من خمس وأربعين لاعبة دخلن المرحلة الأولى من المعسكر.

مباركة
الموافقة على مشاركة هذا المنتخب، وفتح باب المشاركات أمامه ليس كل أحلامنا التي نتمناها ونتطلع إليها، لأن تجاربنا السابقة أثبتت أن مشاركات منتخباتنا لم تتغير من حيث الشكل والمضمون، فكل ما في الأمر أن يتم تجميع المنتخب قبل البطولة بأيام قليلة عبر معسكر داخلي خال من أي مباريات ودية قوية أو معسكرات خارجية، نشارك في البطولة متسلحين بالحماسة والتصفيق والتمني، في النهاية نتائجنا هي هي ولا شيء جديداً.
هذا الواقع لن نرضى به في المشاركات المقبلة لسلتنا الأنثوية، لأننا أمام مرحلة جديدة يجب أن يكون كل شيء فيه مختلفاً وجديداً، وعلى اتحاد السلة توفير المناخات الملائمة لإعداد المنتخب بآلية جديدة تختلف كلياً بعد نهاية مشاركته، على أن تكون خطة الإعداد مفعمة بالمعسكرات الخارجية والمباريات الودية القوية التي تنعكس إيجابا على مستوى المنتخب.
تحضيرات متواضعة
يحضّر المنتخب في صالة الفيحاء في دمشق، وعبر حصتين تدريبيتين صباحية ومسائية، ولم يتمكن من إقامة أي معسكر خارجي نظراً لضيق الوقت الذي يفصلنا عن موعد انطلاقة البطولة، وقد دعا الجهاز الفني للمنتخب خمساً وأربعين لاعبة في المرحلة الأولى التي استمرت خمسة أيام، انتقى في نهايتها تسع عشرة لاعبة، وتوصل مع نهاية المرحلة الثانية لانتقاء اثنتي عشرة لاعبة لتمثيل المنتخب في البطولة وهن: نورا بشارة- ستيفاني أطرش- شام أوطه باشي- روعة الحاج علي- دلع حمود- سيدرة اللو- جيسيكا دميان- نيللي ترزي- آنا أصلانيان- يارا سليمان- يانا عفيف- جلنار مبارك.
ويرأس بعثة المنتخب عضو الاتحاد أيمن سليمان، وعبد اللـه كمونة مدرباً، واليزبيت سيمون مساعدة أولى، وماجدة مغامز مساعدة ثانية، وجيسي دكرمنجي إدارية، وخالد ظاظا معالجاً.
وقد التقى المنتخب خلال فترة تحضيراته نادي الثورة حيث خسر أمامه بعد مباراة قوية، وفاز في مباراته الثانية على سيدات الوحدة، ويختتم مبارياته التحضيرية يوم غد الأربعاء بلقاء سيدات نادي قاسيون.

نظام البطولة
أوقعت القرعة منتخبنا الوطني ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات (كازاخستان، وهونغ كونغ، وساموا) على أن تقام مباريات دور المجموعتين بنظام الدوري من مرحلة واحدة (على مدار ثلاثة أيام في 28 و29و30 تشرين الأول)، ومع نهاية دور المجموعتين يتأهل الأول من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي مباشرة، فيما سيلعب ثاني المجموعة الأولى مع ثالث المجموعة الثانية، كما سيلعب الأول في المجموعة الثانية مع الثاني في المجموعة الأولى مباراة تأهيلية للدور نصف النهائي، أما الخاسران في هاتين المباراتين فسيلعبان مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، أما صاحبا المركزين الأخيرين في المجموعتين فسيلعبان مباراة تحديد المركزين السابع والثامن مباشرة.
وفي نصف النهائي ستكون المواجهتان على النحو الآتي: أول المجموعة الأولى سيواجه الفائز من (ثاني المجموعة الأولى مع ثالث المجموعة الثانية).
أول المجموعة الثانية سيواجه الفائز من (ثاني المجموعة الثانية مع ثالث المجموعة الأولى)
الخاسران في نصف النهائي سيخوضان مباراة المركزين الثالث والرابع فيما يتوجه الفائزان إلى المباراة النهائية، علماً أن الفائز في النهائي سيتأهل لخوض البطولة المقبلة عام 2020 ضمن منتخبات المستوى الأول على أن يلعب صاحب المركز الأخير في المستوى الأول ضمن منتخبات المستوى الثاني بعد عامين.

جدول مباريات منتخبنا
يفتتح منتخبنا أولى مبارياته بالبطولة يوم الأحد المقبل بلقاء منتخب كازاخستان، ويلتقي مباراته الثانية يوم الإثنين منتخب هونغ كونغ، ويختتم مبارياته بالدور الأول يوم الثلاثاء بلقاء منتخب ساموا، علماً بأن مباريات المنتخب الثلاث ستكون الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بتوقيت دمشق.

خلاصة
لن نبالغ بالتفاؤل، ولن نترك للتشاؤم مساحة في رؤيتنا لمنتخبنا الحالي، وحده التحليل الموضوعي العلمي سيثبت مكان وقوفنا الحقيقي، والنقطة التي يمكن لنا الوصول إليها، ومتطلبات إعداد منتخب يليق بسمعة السلة السورية، ولعل وجودنا في هذا المحفل القاري المهم سيكون أحد الحلول العملية لضمان مسيرة إعداد منتخب وطني لائق، ويبقى دور الاتحاد في الحفاظ على استقرار هذا المنتخب، وتطوير اللاعبات اللواتي أظهرن تجاوباً، والتزاماً خلال فترة المعسكر.

تفاؤل
اتصلت «الوطن» بمدرب المنتخب عبد اللـه كمونة، الذي عبّر عن تفاؤله حيال المستوى الفني الذي وصل إليه المنتخب، وجاهزية اللاعبات، مؤكداً أن اللاعبات بذلن الكثير من الجهود خلال المعسكر، وهن مصممات على تقديم كل طاقتهن في سبيل تحقيق حضور طيب في هذه البطولة القارية، وختم الكمونة حديثه بأنه متفائل في تحقيق نتيجة توازي سمعة السلة السورية، وضمان التأهل للدور الثاني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن