سورية

تبحث الإعمار وعودة المهجرين و«الدستورية» و«إدلب» … القمة الرباعية.. مساعي بوتين للتقدم في ملفات الأزمة السورية

| الوطن – وكالات

يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدفع قدماً بملفات الأزمة السورية وأبرزها عودة المهجرين وإعادة الإعمار إلى جانب ملفي لجنة مناقشة الدستور الحالي وملف إدلب، وذلك خلال القمة الرباعية السبت المقبل التي يستضيف فيها رئيس النظام التركي في مدينة اسطنبول، إلى جانب بوتين كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ولم تكن الدعوة للقمة جديدة بل سبق لأردوغان أن دعا إليها منذ أشهر، وكان من المفترض انعقادها في أيلول الماضي، لكن الوضع في إدلب حينها حال دون ذلك، إذ قررت ألمانيا وفرنسا تأجيل القمة حتى التوصل إلى اتفاق حول إدلب، ومنع ما وصفوه «تدفق موجة جديدة من اللاجئين في حال شن «النظام السوري» عملية عسكرية» على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في شمال غرب البلاد، وفق مواقع إعلامية معارضة.
وفي 17 الشهر الجاري أعلن في مدينة سوتشي الروسية عن ما بات يعرف باسم «اتفاق إدلب» الذي تضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح في المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون والإرهابيون يتم فيها سحب كامل السلاح الثقيل من مسافة 15 إلى 20 كيلومتراً من الجبهات التي تفصلهم عن الجيش، على أن يتبع ذلك انسحاب كامل الإرهابيين من «منزوعة السلاح» وهو ما لم يتم حتى يوم أمس.
ونقلت المواقع عن الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو: أن تركيا «تنتظر دعماً أوروبياً للوقوف أكثر في الوجه الروسي في سورية على الرغم من الاتفاق بينهما في إدلب».
وذكر أوغلو، أن روسيا تريد بحث عملية إعادة الإعمار في سورية لأنها غير قادرة على القيام بالعملية لوحدها، إضافة إلى أخذ الموافقة على ذلك من الأطراف المجتمعة.
لكن، وبالنظر إلى الجهود الدبلوماسية الروسية مؤخراً يمكن ملاحظة أن الجهود الروسية منصبة حالياً على إعادة المهجرين السوريين من الخارج بالتنسيق مع دمشق، وقطع جميع الطرق لاستخدام هؤلاء في تصفية ملفات سياسية كما يحصل في لبنان أو الأردن أو تركيا.
ولا يمكن نكران الجهود الروسية في دعوة البلدان الأخرى للمشاركة في إعادة إعمار سورية ورفع الإجراءات الأميركية والأوروبية أحادية الجانب التي يعاني السوريون من تبعاتها، باعتبار أن رفع هذه الإجراءات يساهم بتحقيق انفراجة اقتصادية في سورية تتيح تسريع عودة المهجرين من الخارج، ولاسيما أن أكبر عدد من المهجرين توجه إلى تركيا وألمانيا.
وبدا لافتاً التهليل الكبير من المعارضة لغياب إيران عن قمة اسطنبول، إذ قال الناطق باسم «هيئة التفاوض» المنبثقة عن مؤتمر الرياض 2 للمعارضة، يحيى العريضي: أن «هناك دفعاً بإبعاد إيران، كما نسمع من مختلف الجهات سواء الولايات المتحدة أو غيرها».
وأعرب العريضي عن أمله أن يكون لكلٍ من فرنسا وألمانيا الموقف ذاته تجاه «اتفاق إدلب» مثل تركيا وروسيا، وأن يعمل البلدان على حض الطرفين الروسي والتركي من أجل الالتزام بهذا الاتفاق وعدم اللجوء للخيار العسكري تجاه أكثر من ثلاثة ملايين سوري في إدلب، في إشارة إلى إمكانية نجاح روسيا بتطويع الأطراف الحاضرة في القمة لمصلحة عمل عسكري يساهم باجتثاث الإرهاب من إدلب.
كما أمل العريضي بأن «أوروبا، ممثلة في فرنسا وألمانيا، لابد أن تربط بشكل أو بآخر مسألة عودة اللاجئين وإعادة الإعمار بتهيئة البيئة الآمنة السليمة والمحايدة، وأن تلتزم بهذا الموضوع، وأن يتم العمل على حض روسيا تجاه هذا الأمر».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن