الخبر الرئيسي

عبد الكريم: التفجير «تصرف إجرامي».. اليونسكو: جريمة حرب.. وفرنسا: إبادة للتنوع الثقافي…داعش يدمر معبد «سيد السماوات» وإله الخصب والمطر في تدمر

يبدو أن داعش يتصرف وكأنه يخوض منافسة في ارتكاب الجرائم، فبعد أيام قليلة من ذبح المدير السابق للآثار في مدينة تدمر الباحث خالد الأسعد وتعليقه على عمود، قام التنظيم الإرهابي بتفجير معبد «سيد السماوات وإله الخصب والمطر» في المدينة الأثرية ففجر معبد بعل شمين الذي يعتبر أحد أبرز المعابد في المدينة، بحسب متحف اللوفر في باريس.
واعتبر المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في تصريح لـ«الوطن»، أن تفجير داعش للمعبد «تصرف إجرامي»، داعياً الشعب السوري والجيش العربي السوري والمجتمع الدولي إلى «إنهاء هذا المسلسل الإجرامي الذي يحدث كل أسبوع بحق تدمر»، وإلا فإن هذه المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي بانتظار سيناريو «مأساوي».
ودمر التنظيم المعبد مساء الأحد عبر تفخيخه بكمية كبيرة من المتفجرات ما أدى إلى دمار الجزء المغلق من المعبد وانهيار الأعمدة المحيطة به، الأمر الذي نددت به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» واعتبرته بمثابة «جريمة حرب» و«خسارة جسيمة» للإنسانية، كما نددت فرنسا بتدمير المعبد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن ذلك يؤكد «رغبة التنظيم الإرهابي بإبادة التنوع الثقافي الذي يعود لآلاف السنين في الشرق الأوسط».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عبد الكريم «هم ينتقمون ليس من الشعب السوري فقط، وإنما من المجتمع الدولي لأنهم يعرفون جيداً كم تدمر مهمة لدى المجتمع الدولي».
وأضاف: «هم عندما وجدوا أن هناك صحوة عالمية في ضمير العالم عند استشهاد الباحث الفاضل خالد الأسعد المدير السابق للآثار في تدمر قاموا بهذه العملية النكراء حتى يبينوا أنهم أقوياء ولكنهم جهلاء».
ولفت إلى أن التنظيم «كذب لأنه وعد منذ ثلاثة أشهر بأنه لن يهاجم المباني الأثرية وأنه فقط سيدمر التماثيل، لكن ما فعلوه كان عكس ذلك، فهؤلاء لا عهد ولا وفاء ولا كلمة لهم».
وأوضح، أن الأمر لم يقتصر على تفجير المعبد وإنما قيام التنظيم بتنفيذ عمليات إعدام بحق موظفين وعناصر من الجيش العربي السوري في ساحة مسرح تدمر بطريقة إجرامية، كما أعطوا الضوء الأخصر للصوص الآثار ليعيثوا فساداً في المدينة وحولوا المتحف الوطني إلى سجن ومحكمة».
ودعا عبد الكريم الشعب السوري إلى «التضامن بعيداً عن أي اختلاف سياسي لأنه لم تعد هناك معركة سوى مع الإرهاب الذي يستهدف تراثنا ووطننا وتاريخنا وشعبنا».
وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوقف هذا النزيف وعلى أبناء شعبنا في تدمر أن يعوا أن هذه الآثار كانت عبارة عن خزان اقتصادي سياحي ومصدر رزق لهم وبالتالي عليهم أن يتحركوا ويفعلوا شيئاً ولا يسمحوا لأناس مجرمين بتجفيف منابع رزقهم».
وتمنى عبد الكريم أن «يقوم الجيش العربي السوري في الأسابيع القادمة بتحرير هذه المدينة»، معتبراً أن الجيش إن قام «بتحرير تدمر فهو لا يقوم بتحرير مدينة سورية وإنما ينقذ جزءاً غالياً من التراث العالمي»، مطالباً «الجميع بأن يعي أن معركة تدمر هي معركة ثقافية».
وبدأ بناء المعبد عام 17 ميلادي في العهد الفينيقي وجرى توسيعه في عهد الامبراطور الروماني هادريان عام 130، ويعد الإله بعل شمين سيد السماوات وإله الخصب والمطر في تدمر، ومعبده الوحيد من نوعه الذي بقي محافظاً على شكله الأصلي.
وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أدان المجلس الوطني للإعلام في سورية «إعدام» داعش للمدير السابق لآثار تدمر، معتبراً أن «قتله يقع في سياق تصفية الخبرات العلمية والفنية ولا يمكن إلا أن يرى فيها السوريون أيدي الموساد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن