سورية

«قسد» حاولت التغطية على مفاوضاتها مع داعش … «التحالف» يقر باستهداف مسجد.. والاحتلال الأميركي يتفقد جنوده

| الوطن – وكالات

أقر «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية باستهداف أحد المساجد في ريف دير الزور الشرقي، وسط صمت مطبق لأبواق المعارضة، بالترافق مع وصول وفد من الاحتلال الأميركي لتفقد جنوده في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي حاولت التغطية على مفاوضاتها مع تنظيم داعش الإرهابي بإعلان أنها بدأت اقتحام بلدة السوسة في آخر جيب للتنظيم شرق الفرات.
وكشف نشطاء على «فيسبوك» عن مفاوضات بين «قسد» وداعش، بشأن إطلاق الأخير أسرى وجثثاً لمسلَّحيها المحتجرين لديه، مقابل إدخال «قسد» مواد غذائية إلى مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وفتح ممر آمن لمن يرغب بالخروج، دون توضيح إذا ما كان الراغبين في الخروج من الدواعش أو من المدنيين المتبقين في آخر جيب للتنظيم.
في المقابل أعلنت «قسد» عبر معرفاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، أنها شنت هجومًا مباغتًا على تحصينات التنظيم داخل بلدة السوسة، وسط مواجهات «عنيفة» وذلك للتوغل في البلدة، ولفتت إلى أنها أحرزت تقدماً ملحوظاً منذ ساعات الصباح، بالتزامن مع تمهيد صاروخي ومدفعي على الخطوط الأولى للاشتباكات.
يأتي اقتحام السوسة بعد يوم من قصف لـ«التحالف الدولي» استهدف مسجداً في البلدة، وقتل مدنيين وقياديين في التنظيم، حسبما أفادت مواقع إلكترونية معارضة.
من جهته، أقر المتحدث باسم التحالف، شون رايان في إفادة صحفية لوكالة «رويترز»، باستهداف المسجد، مشيراً إلى أن التنظيم كان يستخدم المسجد «قاعدة عسكرية» للدفاع عن آخر منطقة يسيطر عليها.
وبدا لافتاً صمت كل الأطراف المعارضة على ما أقر به «التحالف» بعد سنوات من مزاعمها المتواصلة بأن الجيش العربي السوري يستهدف المساجد رغم علمها اليقين بأن الإرهابيين والمسلحين يتسترون بالمساجد حرصاً على حياتهم.
بدوره لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إلى أن الهدوء ساد منطقة الجيب الأخير للتنظيم، منذ مساء الأحد على محاور وخطوط التماس بين الطرفين في محيط وأطراف الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات، وذلك بعد 42 يوماً من العمليات العسكرية التي انطلقت في الـ10 من تشرين الأول.
أما نشطاء «فيسبوك» فأشاروا إلى تواصل الفلتان الأمني في مناطق سيطرة «قسد»، مؤكدين أن الأخيرة اعتقلت عدداً من المدنيين في محيط مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، لأسباب مجهولة، على حين قتل أحد متزعمي «قسد» المدعو حجي ديكيه، إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه، في مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وأكد النشطاء مقتل جندي أميركي، لدى محاولته تفكيك لغم أرضي في مساكن التأمينات بمدينة الرقة.
في الغضون أكدت وزارة الخارجية الأميركية عبر حسابها في «تويتر» أمس، أن الرقيب أول في جيش الاحتلال الأميركي، دانيال ديلي، زار جنوداً أميركيين في مناطق «قسد» لدعم عملية «العزم الصلب» التي تخوضها الأخيرة ضد داعش، واختبر اللياقة القتالية لهم، على حين أوضح نشطاء على «فيسبوك» أن الزيارة تمت إلى مدينة المانات في مناطق ما يسمى «الإدارة الذاتية».
وكان «التحالف» أرسل في 12 من الشهر الحالي، إلى «قسد»، أكثر من 300 شاحنة تحمل 30 عربة مصفحة وصلت إلى مدينة القامشلي في ذلك الوقت، وذلك بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، مطلع تشرين الأول الحالي، أن بلاده تنوي تدريب مسلحين محليين ضد داعش
في الغضون نزحت عشرات العائلات من الرقة، إلى إدلب وحلب نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة فإن أكثر من 40 عائلة نازحة تقيم بمخيمات عشوائية غرب مدينة الرقة اتجهت إلى مناطق في محافظتي حلب وإدلب بسبب حلول فصل الشتاء وانعدام المساعدات من قبل المنظمات الإغاثية وقلة العمل لكسب ما يكفي حاجات الأسرة.
وأضافت المصادر: إن من بين أسباب نزوح العائلات الخوف من تجنيد الشباب إجباريا في صفوف «قسد»، على حين علق أحد النازحين واسمه خالد الحميد على أسباب التوجه لإدلب وحلب بالقول: إن الوضع المعيشي هنا سيئ إضافة إلى التجنيد الإجباري أما في إدلب فهناك «الكثير من المعونات» ولا تجنيد إجبارياً، «نحن أخطأنا بقدومنا إلى هنا (الرقة)»، وفق المواقع التي نقلت عن نازح آخر لم تكشف اسمه، قوله: «كنا نعمل ببيع المازوت والكاز و«قسد» منعتنا من العمل، حيث تصادر أي حمولة نحاول بيعها، لذلك من الأفضل أن نبحث عن بلاد (محافظات) أخرى للإقامة فيها».
ورجحت المواقع أن تلحق عائلات أخرى بالنازحين، إذ إن غالبيتهم من قبائل واحدة ويتبعون أسلوب التنقل الجماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن