الأولى

أردوغان يطلق «بازاراً» مالياً وسياسياً لإخضاع ترامب وآل سعود

| الوطن

على حين كانت كل أنظار العالم متجهة نحو أنقرة وتترقب كشف كامل حقيقة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي من قبل رجب طيب أردوغان الذي وعد بكشف المستور تجاه هذه الفضيحة المدوية لآل سعود، إلا أن الرئيس التركي، وبحسب أوساط مراقبة، فضّل التزام الصمت وفتح المجال واسعاً أمام «بازار مالي وسياسي» دولي سيعود عليه بمكاسب شخصية باعتبارها فرصة لن تتجدد لحاكم تركيا المتهم دولياً بدعم الإرهاب والاستثمار فيه.
وما إن انتهى أردوغان من خطابه أمام مجلس النواب التركي حتى ظهرت خيبة الأمل الدولية من تصريحاته، فخلافاً لما وعد به، لم يكشف أردوغان شيئاً عن عملية الاغتيال التي اكتفى بوصفها بـ«الوحشية»، معبراً عن «ثقته» بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من دون أن يأتي على ذكر ولي عهده محمد بن سلمان المتهم الأساسي في عملية الاغتيال الفضيحة.
كلام أردوغان واستفساراته غير المنطقية بصفته رئيس دولة تجاه مكان وجود جثة خاشقجي والمتعاون المحلي التركي الذي قام بإخفائها وفقاً للرواية السعودية، فتح المجال واسعاً أمام بازار سياسي ومالي دولي لطمس الحقيقة تجاه عملية اغتيال خاشقجي ومنفذيها ومن أمر بها.
وبحسب الأوساط المراقبة فإن أردوغان يريد من جهة استمالة سيد البيت الأبيض دونالد ترامب لرفع الدعم الأميركي عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية والذي تصنفه أنقرة بأنه ذراع حزب العمال الكردستاني، ومن جهة ثانية يبحث عن مكاسب مالية وربما مذهبية كبرى من آل سعود الذين باتوا في وضع دولي حرج بعد جريمتهم البشعة التي سيكون من الصعب تجاوزها في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة وقد يكون ثمنها غالياً ويهز عرش المملكة المهزوز أساساً منذ أن تم اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد ونزوح المئات من رجال المال والأعمال السعوديين باتجاه أوروبا والولايات المتحدة، وبعد فضيحة اختطاف رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وعدد من كبار الأمراء وابتزازهم.
ورأت الأوساط السابقة أن قضية اغتيال خاشقجي تسببت بحرج كبير للرئيس ترامب المهدد بدوره بسبب استمرار دعمه لـ«المدلل» لديه محمد بن سلمان، حيث اضطر وسط ضغط إعلامي داخلي ضخم إلى تبديل تصريحاته عدة مرات تجاه القضية ذاتها.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن ترامب أوفد مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إي»، جينا هاسبيل، إلى أنقرة قبيل موعد خطاب أردوغان، الأمر الذي قد يفسر الكلام الباهت لحاكم تركيا، والمهل الإضافية التي منحت لآل سعود وللبيت الأبيض لترتيب سيناريو يخرج المملكة من الموقف التي وضعت نفسها فيه.
وفِي إشارة إلى حجم الإذلال الذي يتعرض له الشعب السعودي، قام الملك وولي عهده باستدعاء نجل القتيل جمال خاشقجي لتقديم «واجب» العزاء له، في صورة ظهر فيها خاشقجي الابن مضطراً لمصافحة من أمر بقتل أبيه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن