الأولى

ميليشيات تركيا في إدلب تقر: مصير «المنزوعة السلاح» إلى الجيش السوري

| حلب – خالد زنكلو

أكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا في إدلب، ووفق المعطيات الميدانية، أن الجيش العربي السوري لا بد أن يحكم سيطرته على «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت المصادر لـ«الوطن» عن قيادات في الصف الأول لميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، المنضوية في «الجبهة الوطنية للتحرير» وأحد مكوني «جبهة تحرير سورية» مع ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي»، أن ما يجري تداوله من تحليلات ومعلومات بين تلك القيادات ومنذ إقرار «اتفاق سوتشي» في 17 الشهر الفائت أن «المنزوعة السلاح» هي فعلاً «مرحلة مؤقتة» في سجل الصراع على إدلب بين تركيا والموالين لها من الميليشيات، وبين الدولة السورية العازمة على تطهير كل محافظة إدلب، لكن «على مراحل» تبدأ من «المنزوعة السلاح».
وأوضحت المصادر أن «قناعة» ميليشيات تركيا بسيطرة الجيش السوري على «المنزوعة السلاح» باتت «راسخة» بموجب سير الأمور فيها، ولاسيما مع استمرار رفض التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة»، والتي ستقدم مع تنظيم «حراس الدين» المبايع لـ«القاعدة» مع حلفائه في غرفة العمليات المشتركة، الحق للجيش السوري بتطهير «المنزوعة السلاح» وفي وقت يلي عرقلة التنظيمات «الراديكالية» فتح طريقي حلب إلى حماة واللاذقية نهاية العام الجاري، وفق بنود «سوتشي».
وأبدت تلك الميليشيات، وبحسب المصادر، رفضها محاربة «النصرة» أو أي من التنظيمات الإرهابية لطردهم من «المنزوعة السلاح» وعلى الرغم من العداء الذي تكنه لها لأن تركيا غير راغبة في فتح معارك جانبية مع «المتشددين» تضر بمصالحها في إدلب وقد تلحق ضرراً وأذى بحدودها الجنوبية مع إدلب والتي يسيطرون عليها بالكامل.
وأضافت بأن «الوطنية للتحرير»، بصفتها أكبر تشكيل مسلح في إدلب، لن تسمح لـ«تحرير الشام» أو لأي من التنظيمات المصنفة إرهابية بالانسحاب من «المنزوعة السلاح»، في حال شن الجيش السوري عملية «استئصالية» فيها، إلى داخل مناطق سيطرتها بعدما نكلت بمعظم ميليشياتها وخسرت بيئتها الحاضنة فيها.
وبينت المصادر بأن خسارة «تحرير الشام» و«النصرة» لـ«المنزوعة السلاح» مقدمة لاندحارها من كامل محافظة إدلب التي تهيمن على أكثر من ثلثي مساحتها، لأنها ستخسر ثلث مناطق سيطرتها بخروجها من المنطقة التي لا يزال الجيش السوري على أهبة الاستعداد لاقتحامها في انتظار أن تنضج الظروف الملائمة المتمثلة بنعي «منزوعة السلاح» و«سوتشي» مع إخفاق تركيا المتكرر توجيه سفينة «الراديكاليين» بموجب بنوده ومقتضياته.
وختمت بالقول: «ندرك جيداً أن أردوغان سيخضع في النهاية لرغبة بوتين والدولة السورية بالتخلي عن «المنزوعة السلاح» التي أملتها ظروف موضوعية حين ولادتها مثل تبلور رغبة دولية بحقن دماء المدنيين المؤيدين لحكم الدولة السورية والحؤول من دون موجة هجرة كبيرة نحو تركيا فأوروبا، وستموت بزوال تلك الظروف على غرار باقي «مناطق خفض التصعيد» التي نصت عليها جولات مباحثات «سوتشي».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن