رياضة

الاتحاد تخطى حاجز الوثبة بصعوبة

| حلب – فارس نجيب آغا

لو كتب للمباراة دقائق إضافية لربما دفع الاتحاد الثمن باهظاً أمام الوثبة جراء السيناريو الذي حملته المواجهة من فصول مثيرة وتحديداً في الشوط الثاني ورغم أن الاتحاد قبض على النقاط كاملةً لكنه سلم الراية لضيفه الوثبة الذي حملها على أحسن ما يرام وسجل بظرف سبع دقائق هدفين أحرج بهما خصمه الذي ظن أن كل شيء قد انتهى، فكاد ينقلب السحر على الساحر، الاتحاد بالمجمل استحق الفوز عطفاً على الأحداث التي صبت بمعظمها في صالحه لكن حالة الاسترخاء وسوء التبديلات التي لم تكن موفقة وفي محلها أديا لقلب المعطيات، على حين يحسب لمدرب الوثبة عمار شمالي جرأته في الزج بعناصره الهجومية وعدم التسليم إثر تغييرات أنعشت الوثبة الذي ضغط على الاتحاد بالرمق المباراة الأخير مع سكون على المدرجات فرضته الكرات المتتالية على مرمى الخياري الذي لم يختبر كثيراً لكنه أخفق في رد كرتي الدعبول والأحمد وبهما تعكرت الأجواء لتأتي صافرة النهاية برداً وسلاماً على الاتحاديين قبل أن يكون الختام مريعاً.
الشوط الأول لم يبح بكل أسراره رغم المناوشات المبكرة بين الطرفين وسرعان ما تسيد الاتحاد المواجهة في ظل تفوق خط وسطه وانكماش الوثبة بمنطقته والاعتماد على الغصن كرأس حربة والحفيان والرفاعي على الأطراف، الاتحاد نتيجة عدم تمكنه من فك الشيفرة الدفاعية المتينة لخصمه اعتمد المناولات الطولية والكرات العرضية من الجبهتين وسط أسلوب لعب كلاسكي لا يجدي نتيجة تفوق مدافعي الوثبة لامتلاكهم قامات طويلة مكنتهم من إبعاد مجمل الكرات التي حامت حول منطقتهم فيما تكفل الحارس برأسية الهنداوي والكلاسي، الوثبة رغم عدم مجازفته لكن هجماته القليلة شكلت القلق لمدافعي الاتحاد وخاصة تحركات وائل الرفاعي نجم المباراة، حيث لم يستطع أحد إيقاف خطورته ومن أحدها مرر للدعبول داخل منطقة الجزاء صوبها باتجاه المرمى لكن تكفل الكلاسي بإبعادها نيابة عن الخياري وفي غمرة الضغط الاتحادي هرب الرفاعي من الجهة اليمنى وعبر الجزاء وتلكأ وهو بمواجهة الحارس مفوتاً فرصة هدف محقق لتأتي العقوبة في الوقت بدل الضائع ومن دربكة داخل منطقة العمليات وصلت الكرة لزكريا العمري الذي سددها مباشرةً بقلب المرمى منهياً الشوط بتفوق الاتحاد بهدف وحيد.
جولة ثانية تبدل فيها المشهد في ظل أحداث ساخنة ومع أن الاتحاد بكّر بهز الشباك برأسية للغباش الذي وسع الفارق واعتبر حينها الجميع أن كل شيء قد انتهى وباتت المباراة بقبضة الاتحاد وربما هناك مزيد من الأهداف لكن حدث العكس تماماً، ولعل التبديلات التي أجرها كل طرف لعبت دوراً مهماً، فالهواش أخرج الكلزي وزج بمحمد الأحمد وبذلك بقي الاتحاد دون مهاجم صريح، فيما تفطن الشمالي وأشرك عامر والشوفان والبستاني فانقلبت الصورة مع تراجع الاتحاد للخلف واستلام الوثبة زمام المبادرة مع تفعيل الجبهتين بنشاط ملحوظ للرفاعي والعامر واختراقات على مدار الدقائق نتيجة الهشاشة الدفاعية للأحمر الذي دخل بمرحلة انعدام وزن، لكن الهجمات المعاكسة بمجملها شكلت خطورة للاتحاد لأن الوثبة اندفع زيادة عن الحد ونسي واجبه الدفاعي واستغل الأحمد الصغير الموقف ولعب كرة عرضية لأخيه الأكبر الذي استقبلها على أحسن ما يرام وسجل الثالث، وبعدها فرض الوثبة حصاراً على الاتحاد وتمكن الدعبول من تقليص الفارق إثر متابعته عرضية الرفاعي وبصورة مماثلة سجل سعد أحمد الهدف الثاني للوثبة حين أرسل الكرة التي وصلته داخل الجزاء عن يسار الخياري وليكمل الاتحاد المباراة على صفيح ساخن وليدخل بمنعرج صعب لكن الوقت لم يسعف الوثبة ليخرج أصحاب الأرض من عنق الزجاجة بفوز صعب والكثير من علامات الاستفهام حول خطه الدفاعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن