عربي ودولي

فرنسا وألمانيا تدعوان إلى موقف أوروبي منسق … ماتيس: مقتل خاشقجي يقلقنا ويقوض الاستقرار في الشرق الأوسط

قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أمس: إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قوض استقرار الشرق الأوسط وإن واشنطن ستتخذ إجراءات إضافية ضد المسؤولين عن ذلك، وأكد أيضاً أن الولايات المتحدة تكن الاحترام التام للشعب السعودي، على حين قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: إن من يقفون وراء مقتل خاشقجي سيحاكمون في المملكة وإن التحقيق سيستغرق وقتاً.
وقال ماتيس في مؤتمر (حوار المنامة) الأمني في البحرين «مع وضع مصالحنا جميعاً في السلام في الاعتبار وكذلك احترامنا الذي لا يتزعزع لحقوق الإنسان، فإن مقتل جمال خاشقجي في منشأة دبلوماسية لا بد وأن يثير قلقنا جميعاً بقوة».
وأضاف: «إن عدم التزام أي دولة بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض الاستقرار الإقليمي في وقت تشتد الحاجة إليه».
هذا ويواصل النظام السعودي محاولاته الحثيثة للتهرب من المسؤولية عن مقتل خاشقجي وذلك من خلال استغلال عامل الوقت تارة والادعاء بأن التحقيقات جارية في هذه القضية تارة ثانية بهدف تمييعها وإبعاد الأنظار عنها.
وقال وزير خارجية نظام بني سعود عادل الجبير في هذا الإطار في تصريحات له في العاصمة البحرينية المنامة: «إن التحقيقات في مقتل خاشقجي ستستغرق وقتاً من دون أن يحدد مدتها زاعماً أن الحقائق ستتكشف مع سير التحقيقات.
الجبير وفي محاولة لإظهار أن نظامه يمسك بزمام الأمور ويتولى التحقيقات في هذه القضية رفض في سياق تصريحاته طلباً للنظام التركي حول تسليم المشتبه بهم في قضية مقتل خاشقجي إلى أنقرة مشيراً إلى أن هؤلاء الأفراد مواطنون سعوديون وموقوفون في السعودية والتحقيق يجري معهم فيها إلا أنه استدرك لإرضاء نظام أردوغان بالقول: «هناك تحقيقات مستمرة في السعودية وتركيا بشأن هذه القضية وهناك يومياً أدلة جديدة نرصدها».
وقال الجبير متحدثاً في المؤتمر نفسه: إن علاقات الرياض مع واشنطن «حديدية» وسط ما وصفه بأنه «هيستيريا إعلامية» بشأن مقتل خاشقجي.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن الأسبوع الماضي عن إجراءات تستهدف 21 سعودياً إما بإلغاء تأشيراتهم أو اعتبارهم غير مؤهلين للحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة بسبب مقتل خاشقجي.
في هذه الأثناء اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنه من الضروري أن يكون لدى الدول الأوروبية موقف منسق تجاه قضية اغتيال الصحفي السعودي.
ووفقا لبيان صدر عن قصر الإليزيه، فقد اتفق ماكرون مع ميركل على ضرورة إيجاد «موقف منسق على المستوى الأوروبي» مستقبلاً حول مسألة فرض عقوبات محتملة ضد السعودية فيما يتعلق باغتيال خاشقجي.
على حين طالبت نقابة الشرطة الاتحادية في ألمانيا أمس بوقف فوري للتعاون مع النظام السعودي في مجال نشاط الشرطة على خلفية قضية اغتيال الصحفي السعودي داخل قنصلية هذا النظام في اسطنبول.
وقال رئيس نقابة الشرطة الاتحادية إرنست جي فالتر لصحيفة هاندلسلبلات الألمانية: «لا ينبغي إغفال الجوانب الأخلاقية في مثل هذه المهام وانطلاقاً من هذا السبب فإن السحب الفوري لزملائنا من السعودية وإنهاء الدعم على مستوى الدولة ليس إجراء صحيحاً وحسب بل ضروري أيضاً».
وأعرب فالتر عن رفضه لاستئناف التدريبات في هذا المجال مع النظام السعودي قائلاً: إن «الأحداث الوحشية والضلوع الواضح تماماً لهيئات حكومية من الجهاز الأمني للسعودية في مقتل خاشقجي يستبعد استمرار التعاون بين الشرطة الاتحادية وقوات الأمن السعودي على المدى البعيد جداً».
وبحسب وزارة الداخلية الألمانية فإن الشرطة الاتحادية تدعم النظام السعودي في المجال الشرطي منذ عام 2009 من خلال تقديم التدريب والمشورات في تحديث مهمة حماية الحدود السعودية.
في سياق متصل أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن النظام السعودي هو المتهم الأول بدعم الإرهاب ولا يحق له توجيه اتهامات لإيران.
ووصف بروجردي النظام السعودي بأنه «عنوان للإرهاب الدولي» مشيراً إلى الفضيحة التاريخية الكبيرة التي افتعلها بقتله الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
وأوضح بروجردي أن طريقة قتل خاشقجي التي أظهرت حقيقة النظام السعودي لا تعد شيئاً بالنسبة لجرائمه بحق آلاف الأطفال والنساء في اليمن مشدداً ضرورة محاكمة هذا النظام على جرائمه.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن