ثقافة وفن

أرغب بخوض تجربة سينمائية.. وطموحي لا يتوقف…ديمة الجندي لـ«الوطن»: «بنت الشهبندر» لم يشبع نجوميتي.. وحزينة لعدم قدرتي على المشاركة في «دنيا2»

وائل العدس : 

خلال الموسم الدرامي المنقضي، شاركت ديمة الجندي في عملين، يندرج الأول تحت بند المسلسلات الشامية، في حين يعد الثاني كوميدياً بحتاً، ولسوء حظها لم يحظ «بنت الشهبندر» بفرص العرض التي يستحقها فعرض على قنوات محدودة العدد والأهمية، في حين أجل عرض «فتنة زمانها» إلى ما بعد الموسم الرمضاني.
وظهرت بشخصية «شلبية» الفتاة الطيبة والظريفة التي تحمل أسرار البيوت وحكايات العشاق ولكن لا يحالفها الحظ بأن تجد الحب الذي تتمناه، وفي العمل الثاني شخصية «فريدة» ابنة «فتنة» المرأة التي تحيك المؤامرات، حيث تعمل لدى شقيقيها في الفندق وتساعد والدتي بحياكة تلك المؤامرات.
ورغم ظهورها الرمضاني بعمل واحد فقط، إلا أنها قدمت قبلها العديد من الأعمال المهمة، منها «بنات العيلة»، و«باب الحارة»، و«المفتاح»، و«صبايا»، و«حمام القيشاني»، و«دنيا»، و«قلم حمرة».
الفنانة السورية التي تقضي وقتها بين دمشق ودبي «مقر إقامتها الحالي» تعود عبر «الوطن» إلى أروقة الإعلام المحلي بعد غياب عبر الحوار التالي:

ظهرت خلال رمضان بعمل واحد هو «بنت الشهبندر»، فهل كنت راضية عن نفسك؟ وخاصة أن العمل لم يتابع كثيراً؟
نعم راضية تماماً، وخاصة أن التعليقات جاءت لطيفة على دوري الذي تمتع بمساحة مهمة وفعالة، وكان دينامو العمل، وشخصيتي هي الوحيدة التي تعرف السر الذي يربط الأبطال الثلاثة.
ولا يجوز القول إن العمل لم يتابع. صحيح أنه لم يحظ بفرص عرض مناسبة، إلا أن الجمهور استمتع به.

هل تعتقدين أن نجمات تفوقن عليكِ في رمضان لأن أعمالهن حظيت بفرص عرض أقوى؟
ربما، لكن ليس لأن الأعمال لاقت فرص عرض أقوى، رغم أن هذا الأمر يلعب دوراً كبيراً ولا شك بذلك، لكن طبيعة الأدوار والنص والإخراج تلعب دورها أيضاً وأشعر أن هذه العوامل المشتركة تلعب دوراً بعكس أهمية العمل، وبالتالي إذا كان العمل مهماً فحتماً الشخصية ستكون مهمة، وهناك تجارب عديدة لا يسعني ذكرها.
ما أقصده أن الفرصة تبدأ من الدور ذاته، بمساحته وماهيته وما إذا كان الدور جديداً أم لا، وأيضاً طبيعة السيناريو والقصة والحبكة والإخراج والأبطال، وانتهاءً بفرص عرض قوية.

ورد اسمك بين أبطال «دنيا2» قبل انطلاق التصوير، لكنك لم تشاركي فيه، فما السبب؟
نعم، وكان من المفترض أن أؤدي دور «مي»، وبعد أن تم الاتفاق حصل تقاطع بين تصوير هذا العمل في دمشق مع تصوير مشاهدي بمسلسل «فتنة زمانها» في أبو ظبي، وكان من المستحيل وقتها التخلي عني ولو يومين، وحتى عندما نجحت بالتنسيق بين العملين كان توقيت رحلة الطائرة غير مناسب بسبب إلغاء شركة الطيران وقتها لرحلة كانت متوجهة إلى دمشق، ولم أكن أرغب بالتوجه إلى بيروت ومنها إلى دمشق لأنه كان صعباً عليّ القيام بذلك، ولذلك تم استبدالي بزميلتي نادين تحسين بك.
بكل الأحوال، كنتُ حزينة ومنزعجة لعدم قدرتي على المشاركة في الجزء الثاني من العمل، ولكن لم يكن بيدي حيلة.

إذاً، الاكتفاء به نعمة أم نقمة؟ وهل ذلك يشبع نجوميتك؟
الفنان يحب الحضور بعملين أو ثلاثة، وأنا شخصياً لا أفضل أكثر، لكن عن عمل العام الفائت، فكان من الصعب علي المشاركة في أكثر من عمل لكون «بنت الشهبندر» أخذ مني وقتاً طويلاً لأني كنت مضطرة للحضور في جميع مواقع تصوير العمل، وخلال أشهر التصوير الثلاثة كنت مرتبطة ارتباطاً تاماً، وعندما عدت وصورت «فتنة زمانها» صادفت ذات المشكلة.
هذا الشيء لم يسعفني للارتباط بعمل آخر خارج الإمارات، لكني سعيدة جداً بتجربتي في مسلسل «بنت الشهبندر» وبالفرصة التي أعطيت لي للعمل فيه، لم أكن سعيدة كثيراً قد يكون ذلك صحيحاً لأنني كنت أفضل أن يعرض على قناة أهم، وكنت أرغب بوجودي بشكل أكبر، وأن أكون موجودة في عمل سوري آخر، لكن هكذا شاءت الظروف.
العمل لم يشبع نجوميتي، فأنا شخص طموح وأحب دائماً أن يكون عندي شيء جديد وأن أكون حاضرة بشكل مكثف أكثر من ذلك.
هل وجودك في دبي، يؤخر العروض الدرامية عليك؟
لا أعرف، لكنني أرى فنانين يعيشون خارج سورية ومع ذلك يتم طلبهم للمشاركة في أعمال إن كان في سورية أو في بيروت ولا أتخيل أنها أزمة بقدر ما أنها على ما يبدو استسهال للوضع.
هناك فنانون يعيشون في الخارج ويعملون في الدراما السورية وليس هناك أي مشكلة، قد ينطبق كلامك عليّ أنا، لأنني في الحقيقة عندما يطلبوني لعمل سوري فإنني مضطرة للذهاب لعدة مواقع للتصوير ويحتاج مني الالتزام لفترات طويلة في وقت يكون لدي عمل خارج سورية ويكون الأجر بالمقابل مخزياً للأسف، وهذه أول مرة أتحدث فيها بهذا الوصف عن الأجور التي لا تناسب ممثلي الصف الأول بل تناسب ما هو أقل من ذلك، وقد مرت علينا فترة عانينا من ظاهرة أن أبطال العمل يقبضون ما يريدون والباقي يدفع لهم الفتات، وهنا يقع الفنان في حيرة، فإما القبول مرغماً أو الرفض، وبالتالي تتم الاستعاضة عنه مباشرة وخاصة في ظل الظروف الصعبة.
هناك فنانون ليس لديهم مشكلة بالأجور لأنهم بحاجة للعمل ولديهم أولاد وعائلات ومصاريف كبيرة، ففي الظروف الراهنة لم يعد التمثيل مهنة لإشباع رغبة فنية، بقدر ما هو مهنة لتحصيل لقمة العيش، ومن يعمل في الفن ليس لديه مورد ثاني، فهو إما أن يعمل بالتمثيل ويقبل بذلك الأجر أو أنه يترك التمثيل ويبحث عن عمل آخر.
من لديه قدرة على العمل الخاص بعيداً على الفن يجد نفسه غير مضطر للعمل الدرامي إذا لم يعط الدور الذي يرغب فيه، أما الآخرون فهم مضطرون.
هل صحيح أنك تعرضت أنت وزملاؤك للنصب والاحتيال في «فتنة زمانها»؟
لم أتعرض للنصب والاحتيال، لكن ظروف العمل كانت صعبة بعض الشيء لعدة أسباب منها ظروف الطقس والإنتاج.
وعدنا بالكثير من الأمور ولم يفوا بوعودهم وكل الوعود كانت وهمية ولا حقيقة لها، والمنتج كان يمر بظروف قاهرة وتم الضغط عليه وعلينا، لكني لا أشك بشخصه وأرفض التحدث عنه بسوء، وأعتقد أن الأمور في طريقها للانفراج والعمل سيسوق إلى محطة مهمة، وستتضح الأمور خلال عشرة أيام.

شاركت في أكثر من عمل مع المخرجة رشا شربتجي، لماذا توقف هذا التعاون منذ «بنات العيلة»؟
التعاون لم يتوقف بيني وبينها وبأي وقت تطلبني فيه فسأكون حاضرة ومستعدة وجاهزة دون أي شرط أو قيد، وأنا من الأشخاص الذين أحبوا تجربتهم كثيراً مع المخرجة رشا شربتجي.
في مسلسل «أسعد الوراق» كان دوري قصيراً ولم نكن متناغمين كثيراً، لكن في مسلسل «بنات العيلة» كانت تجربتي معها ممتعة للغاية، وأحببتها كثيراً، وهي من المخرجين الذين يشتغلون كثيراً على التفاصيل والبحث المعمق.
وبقدر ما تحب شخصيات السيناريو الذي تخرجه، تنقل هذا الحب للممثل الذي يقوم بشكل تلقائي بتقديم أقصى ما عنده لأداء الدور، وأتمنى لها التوفيق وأتمنى فعلاً أن أعيد تجربتي معها بأقرب وقت ممكن.
ما الذي يغريك في أي دور، وما الذي ترفضينه فيه؟
ما يغريني في دور ما أن يكون جديداً بالنسبة لي ولا أكرر من خلاله ما قدمته سابقاً، أما إذا تقاطع مع دور قديم فلا مانع به شرط أن تكن مساحته كبيرة (دور بطولة)، ويغريني أيضاً اسم المخرج الذي سأعمل معه واسم الكاتب والقصة والسيناريو، هي مجموعة عوامل متكاملة.

كيف تحافظين على رشاقتك؟ هل تمارسين الرياضية أم تخضعين لنظام غذائي معين؟
لا أخضع لنظام غذائي معين، ولكن تأتي أوقات أكون فيها «أكولة»، فأنا أحب الطبخ كثيراً، ونقطة ضعفي المعجنات، والنقطة الجميلة أنني نادراً ما أتناول الحلويات، ولستُ محبة للشوكولا، لكن بين الفينة والأخرى أنتبه إلى طعامي وأحاول قدر الإمكان تناول الوجبات المفيدة.
أمارس الرياضة وحالياً متعلقة برياضة اسمها «كروس فيت»، وقبل تصوير مسلسل «بنت الشهبندر» كان معي مدرب لهذه الرياضة وكان مشرفاً على غذائي وتمريني، ولا أقطع ممارسة الرياضة، وإذا قطعت لفترة معينة أعاود ممارستها، لأني أحبها كثيراً وأنصح الجميع بممارستها بشكل دائم.

بعد 17 عاماً في التمثيل، أين أصبح طموحك؟
طموحي لا يتوقف عند حد معين وصراحة أرغب بخوض تجربة سينمائية تكون مهمة، وكنت أتمنى أن تكون بدايتي في السينما في دمشق، لكن جميعنا يعلم بأن وضع السينما في سورية غير جيد للأسف وكأنها مخصصة لأشخاص معينين، وأتمنى أن تكون تجربتي السينمائية في مصر وأن تكون جيدة، وكما ذكرت طموحي لا يتوقف وكلما قدمت شيئاً جيداً يكون طموحي تقديم ما هو أفضل منه، وأتمنى أن أكون دوماً عند حسن ظن من يتابع أعمالي وأقدم لهم كل شيء جيد ويعبر عنهم.

نشرت بعض المواقع رأياً عن دفاعك عن الدراما اللبنانية بعكس ما صرحت سلافة معمار، ودفاعك لاحقاً عن ورد الخال رغم إساءتها، فما القصة؟
أبداً لم أدافع عن الدراما اللبنانية ولم أذكر اسم شخص معين، أنا قلت إن تجربتي في مسلسل «بنت الشهبندر» مع الممثلين اللبنانيين كانت جميلة جداً، لأننا في الحقيقة لم نشعر للحظة أننا نصور خارج سورية بل كان مرحباً بنا كثيراً وتعاملهم معنا كان ألطف من اللطافة وكنا كعائلة واحدة نخاف بعضنا على بعض، وحتى خارج أوقات التصوير كنا أصدقاء وإخوة وإلى الآن لا تزال علاقتنا مستمرة، لكن بين الحين والآخر نتصل ونطمئن بعضنا على بعض، ولا شك بأن الدراما اللبنانية بدأت تسير في الطريق الصحيح والممثلون تطوروا على جميع الصعد، وأنا شخصياً أحب فكرة «بان عرب» الذي يعبر عن الاندماج في الدراما العربية كلها وأحبه وأدافع عنه منذ زمن وأعتبره من الألوان الدرامية التي يجب أن تأخذ حقها، لكونه يقرب كل وجهات النظر والأفكار والمشاكل وغيرها، ونحن الآن في الوطن العربي نعيش مشاكل متشابهة، وبالتأكيد هناك أفكار تجمعنا معاً، وفكرة مسلسل «بنت الشهبندر» كانت مذهلة، وشهادتي بالكاتب هوزان عكو مجروحة فأنا أحب طريقته في الكتابة، وإسقاطاته من خلال العمل تذهب إلى الحديث عن علاقتنا مع بعض كسوريين ولبنانيين في السابق وكيف أصبحنا الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن