سورية

مئات النساء والأطفال الدواعش في مخيمات «قسد» وترفض دولهم عودتهم

| وكالات

كشفت صحيفة «صندي تايمز» البريطانية، أن هناك مئات النساء والأطفال لمسلحين من تنظيم داعش من 44 جنسية يتواجدون في ثلاثة مخيمات في شمال شرق البلاد وترفض دولهم الأصلية السماح لهن بالعودة.
ونشرت الصحيفة، تحقيقاً ميدانياً بعنوان «ترك تنظيم داعش آلاف الأطفال يتحدثون مئات اللغات»، ويتحدث عن مخيم لنساء وأطفال مسلحين من تنظيم داعش يخضع للأكراد في شمال البلاد.
وجاء في التحقيق الذي ترجمه موقع «عربي21» الإلكتروني الداعم للمعارضة: «على تلة صغيرة وعلى أرض مسطحة؛ يقع معسكر «روج» للنازحين، وبدا بخيامه البيض وترابه الأحمر مثل عدد من مخيمات اللاجئين في المنطقة».
وأضاف: «في زاوية منعزلة منه وتحت حراسة مقاتلة كردية، هناك سكان من طبيعة مختلفة في المخيم. فمن فيه نساء وأطفال «الخلافة» الذين تدفقوا من أنحاء العالم للعيش في ظل الدولة الإسلامية، ولم تسر خططهم كما يجب».
ونقل التحقيق عن مسؤولين أكراد قولهم: إن «هناك 500 امرأة و1200 طفل من 44 جنسية في ثلاثة مخيمات في شمال شرق سورية».
وذكر التحقيق أن «معظم الدول الأصلية التي جاءت منها النساء لا تريد السماح لهن بالعودة، ولا يريد الأكراد بقاءهن في المخيمات، ومع انهيار تنظيم داعش تجد هؤلاء النسوة والأطفال أنفسهم في المجهول ينتظرون مع النازحين السوريين مصيرهم».
وقال التحقيق: «هنا في هذا المخيم يمكن للزائر مشاهدة مجموعة غريبة من الحيوات التي انقلبت رأسا على عقب في «الخلافة». فطفل يتحدث الإنكليزية في زي «سبايدر مان»، ويعتقد أن والده أميركي، وفتاة صغيرة من أذربيجان انضمت لتنظيم داعش في سن الـ13 وتزوجت مرتين وترملت مرتين، وامرأة هولندية باسمة بأطفالها الشقر الذين يمكن أن يخرجوا من رسم للفنان الهولندي فيرمير، وتسمع داخل الخيام همهمات بلغات متعددة عربية مخلوطة بالهولندية والإنكليزية والسويدية ومئات اللغات واللهجات».
وبحسب التحقيق، فإنه «رغم أن النساء لسن في سجن حقيقي، إلا أنهن تحت حراسة مشددة ويتم تقييد استخدام الإنترنت بشكل كبير وكذلك التواصل مع العائلة والمسؤولين، وحتى لو أردن الفرار؛ فالفرصة معدومة في مناطق سهلية عشبية، وتريد النساء البقاء فهن الناجيات من بين مئات انضممن إلى التنظيم في الرقة، وحملن معهن صور الرعب عن سقوط عاصمته والمشي بخطورة بين الألغام مع أطفالهن، ومهما كانت أسباب انضمامهن للتنظيم فهن يعرفن أن القصص التي سينقلنها للمسؤولين ستقرر حياتهن».
وأشار التحقيق إلى أن النساء الأوروبيات اللاتي جرى التحدث معهن كنا مؤدبات ورقيقات وواسعات المعرفة، وعبّر معظمهن عن ندم على الانجرار وراء حلم «الخلافة».
ولفت إلى أن الكثيرات ذكرن أنهن «تعرضن للخداع من أصدقائهن كي يسافرن إلى سورية، ومن لم يعترضن قلن إنهن انجذبن للحياة الطاهرة والنقية، وتغيرت حياتهن الآن، فلا واحدة منهن تلبس النقاب ويتذكرن أوروبا بحب قوي وبعضهن صافحن الرجال الذين رافقوا الصحفية في جولتها، ومعظمهن ينتظرن مصيرهن خاصة أنهن انضممن إلى التنظيم في وقت كان يُقتل فيه الصحفيون وعمال الإغاثة، وربما لم يشاركن في القتال، لكنهن يُعتبرن عضوات في تنظيم إرهابي دعمن أيديولوجيته».
في سياق متصل، كشف موقع «برمنغهام لايف» الإلكتروني، وفق موقع قناة «روسيا اليوم»، أن الداعشية البريطانية الملقبة بالأرملة البيضاء، لا تزال حيّة بعد أنباء عن مقتلها بغارة في سورية عام 2017، ولا تزال تشكل تهديدا كبيراً على بريطانيا.
ونقل الموقع البريطاني، تصريحات أحد مسلحي تنظيم داعش الذي أكد بعد أن أسرته «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في مدينة رأس العين شمال شرقي سورية، أن جونز لا تزال على قيد الحياة وتقاتل في صفوف التنظيم، وتنشط في شمال شرقي البلاد.
وعملت جونز، الموقع بائعة للعطور في أحد فروع شركة تجميل عالمية، قبل أن تقرر اعتناق الإسلام عام 2013، وتغادر إلى سورية، وكانت قد شارفت على بلوغ سن الـ46 عاماً.
وقبل أن تغادر، تعرفت على زوجها المتطرف البريطاني، حسين جنيد (20 عاماً) عبر الإنترنت، ودعاها للانضمام إليه في مدينة الرقة ضمن صفوف تنظيم داعش مصطحبة معها أحد أبنائها، الذي كان يبلغ 10 سنوات في ذلك الوقت.
وعندما وصلت إلى سورية، بدأت العمل مع زوجها في تجنيد مقاتلين أجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتهديد المصالح الغربية في أوروبا، ومن بعد مقتل زوجها في غارة أميركية في الرقة 2015، لقبت جونز بـ«الأرملة البيضاء».
وساهمت جونز في تدريب الإرهابيات الأوروبيات لإرسالهن إلى «القارة العجوز» للقيام بعمليات انتحارية، وقيل إنها كانت مسؤولة عن الجناح النسائي لـ«كتيبة أنور العولقي»، وهي تشكيل من المسلحين الأجانب أسسه زوجها.
ولم تكتف جونز بذلك، بل جعلت ابنها جوجو الملقب بحمزة ينضم إلى ما يسمى «أشبال الخلافة»، ليشارك بعدها في قتل الأسرى وعمره 12 عاماً، واستطاعت عبر الإنترنيت إقناع العديد من النساء البريطانيات بالانضمام إلى داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن