ثقافة وفن

الحب والشهرة

| د. اسكندر لوقــا

الشهرة بحد ذاتها، يحلم بها كل إنسان. من الناس من يختار الأدب، منهم من يختار العلم أو الفن بفروعه كافة وثمة من يختار عمل الخير، والكل في نهاية المطاف يبحث عن باب العبور إلى الشهرة، وإن لم يخلد اسمه بعد رحيله عن دنياه، بمعنى تذكره من الغير.
إن قدراً من الشهرة قد يصيب الإنسان لاعتبارات معينة، بمعنى الشهرة المؤقتة، ومن هنا تتباين الآراء بين المفكرين في مسألة الشهرة، ومدى ارتباطها بالزمن الآتي، من خلال ارتباطها بالشأن المتصل بالحياة عموماً من الناحية السياسية أو الاجتماعية وسوى ذلك.
مسألة الشهرة هذه التي يسعى إليها البعض من باب عمل الخير أو حتى عمل الشر كما في بعض الأوقات، تؤرق العديد من المفكرين، من منطلق بذل الجهد لمعرفة دوافعها أو أسبابها. وفي سياق بذل الجهد فإن كمّاً كبيراً من الدراسات يرد في المؤلفات التي تتناول أسباب نزوع البعض من الناس لنيل الشهرة، كالقول: إن قسماً منها يتعلق بالأنا الخفية وراء سلوك الإنسان أو بما هو ظاهر منها بدافع اجتماعي أو نفسي أو ما شابه ذلك من مؤثرات تلعب دوراً في تكوين الكائن البشري، وخصوصاً في زمن وعيه وعبوره باب المعرفة من أوسع أبوابها.
في علم الاجتماع المرضي تحديداً يحمّل الدارسون السبب في طلب الشهرة ما يصيب المرء من تداعيات الأوضاع التي يعيشون في نطاقها عليهم، وفي علم النفس العام يرون أن السلوك هو انعكاس لوجهة نظر الإنسان إلى الحياة بعيداً من الأسباب الخارجية التي تواجهه. وفي كل الأحوال تبقى الشهرة مطلباً لدى معظم الناس، وكلُّ يبحث عن باب العبور إليها من هذا الجانب أومن الجانب الآخر.
في سياق هذه الوقفة من البديهي أن يكون ثمة داء يجنب الإنسان الوقوع في شرك الشهرة العابرة غير المبنية على أساس موضوعي أو منطقي، ومن أنجع الأدوية، أن يبقى الإنسان في حالة حب الحياة، سواء أكان هدفه أن يكون مشهوراً أم لا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن