سورية

أوروبا والولايات المتحدة وتركيا تحاول ابتزاز السعودية في جريمة خاشقجي … المعلم: وجود الإرهابيين في «المنزوعة السلاح» مؤشر على عدم رغبة أنقرة بتنفيذ التزاماتها

| وكالات

اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أمس، أن استمرار وجود الإرهابيين في المنطقة «المنزوعة السلاح» التي نص عليها «اتفاق إدلب»، مؤشر على عدم رغبة أنقرة بتنفيذ التزاماتها، وأشار إلى أن قمة اسطنبول الرباعية كانت تهدف لإبراز الاهتمام بالموضوع السوري.
ولفت إلى أنه في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي تحاول أوروبا والولايات المتحدة وتركيا معهم ابتزاز السعودية مقابل أموال وصفقات لطمس معالم هذه الجريمة، «ليظهر أنه حتى القيم تباع وتشترى».
والتقى المعلم الوفود المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع على الساحتين السورية والإقليمية والجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الراهنة، بحسب وكالة «سانا».
وأعرب المعلم عن تقديره لقرار اللجنة عقد مؤتمرها السنوي في دمشق تضامناً مع الشعب العربي السوري الصامد في وجه المؤامرة الكونية وقال وفق وكالة «سانا» للأنباء: «منذ سبع سنوات وسورية تتعرض لمؤامرة تستهدف وجودها ووحدتها أرضاً وشعباً وهي مؤامرة دموية بكل معنى الكلمة ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا بين شهيد وجريح عدا عن تدمير البنية التحتية للاقتصاد الوطني واستهداف الجيش العربي السوري الذي يشكل الدرع الصامد في وجه إسرائيل والهيمنة الغربية».
وأضاف: منذ أكثر من سبع سنوات ونحن في حرب حقيقية ضد الإرهاب واليوم نستطيع أن نلمس تباشير النصر رغم كل المحاولات الغربية والأميركية الرامية إلى إطالة أمد الأزمة لسنوات عديدة».
وقال المعلم: إنه رغم توقيع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان على اتفاق لإقامة منطقة «المنزوعة السلاح» بحدود 15 إلى 20 كم في إدلب، لا يزال الإرهابيون موجودين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة، وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها، وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بذريعة دعمها للمواطنين السوريين الأكراد أقامت قواعد جوية وعسكرية في الشمال السوري كما أوجدت قاعدة في منطقة التنف جنوب سورية بهدف رعاية فلول تنظيم داعش وإعادة تأهيله لمحاربة الجيش العربي السوري، ومن هنا فإنهم يعملون على إطالة أمد الأزمة في سورية.
وأكد المعلم أن سورية تعمل بجد من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة وشاركت في كل الاجتماعات الدولية التي عقدت في جنيف وسوتشي وأستانا وأخيراً في جهود تشكيل اللجنة الدستورية التي انبثقت فكرتها عن اجتماع سوتشي الذي ضم شرائح من الشعب السوري وشكل حواراً سورية سورية.
وبين أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، حاول أن يقوم بتشكيل قائمة ممثلي المجتمع الأهلي في اللجنة المكونة من 50 اسماً واضعاً نفسه والأمم المتحدة على قدم المساواة مع الدولة السورية الأمر الذي رفضته سورية وقلنا: «إن الدستور شأن سيادي وطني يجب أن يلبي طموحات الشعب السوري من دون أي تدخل خارجي وعند هذه النقطة توقفت الأمور حالياً ريثما نصل إلى ترتيب هذه القائمة».
وأكد المعلم أن القرار فيما يتعلق بالحل السياسي للأزمة هو سوري سوري، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شأننا الوطني، مشيراً إلى أن الاجتماع الرباعي الذي عقد في أنقرة قبل يومين كان يهدف لإبراز الاهتمام بالموضوع السوري.
وفي معرض رده على الأسئلة والمداخلات، لفت المعلم إلى أن هناك نضالات مشتركة تجمع بين سورية ومصر وأن الأمة العربية لم تتدهور إلا بعد التباعد بين الشعبين السوري والمصري، مشيراً إلى وقوف الولايات المتحدة وراء كل الشرور التي أصابت العلاقات بين البلدين.
ورأى أنه على الرغم من القدرة الاقتصادية الهائلة لأوروبا إلا أنها لا تستطيع إلا أن تكون تابعاً للولايات المتحدة الأميركية فيما لا تظهر اليوم القيم الإنسانية والأخلاقية، فمثلاً في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي تحاول أوروبا والولايات المتحدة وتركيا معهم ابتزاز السعودية مقابل أموال وصفقات لطمس معالم هذه الجريمة، ليظهر أنه حتى القيم تباع وتشترى، معتبراً أن أوروبا قارة مهمة جداً والإرهاب على جدرانها وعليها أن تظهر إرادة مستقلة في تعاطيها مع قضايا المنطقة وألا تعود للفكر الاستعماري السابق.
ولفت المعلم إلى عمق العلاقات مع الهند وسعي سورية لتعزيزها خاصة أن إنجازات الشعب الهندي في مختلف المجالات مشهود لها ونريد الاستفادة منها.
ووجه رسالة للشعب التركي الذي يحتفل اليوم بذكرى تأسيس جمهوريته مفادها «ارجعوا إلى قيم الجمهورية التي أنشأها أتاتورك وليس قيم الجمهورية التي يمارسها أردوغان».
بدورهم أعرب رؤساء وممثلو الوفود المشاركة خلال مداخلاتهم عن تضامنهم وتضامن شعوبهم مع سورية شعباً وجيشاً وقيادة منوهين بصمودها الأسطوري في وجه محاولات الهيمنة الامبريالية والتدخل في شؤونها الداخلية، موجهين التحية للسيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد سورية في مواجهة هذه المؤامرة.
وأكد المشاركون إيمانهم بالدفاع عن سورية وقضيتها العادلة في مختلف المحافل الدولية، ونقل حقيقة ما يجري فيها إلى أنحاء العالم، معتبرين أن سورية دفعت ثمن مواقفها ضد الصهيونية والامبريالية، وأن كفاح الشعب السوري وجيشه وقيادته يمثل كفاحاً بالنيابة عن جميع الشعوب.
وأشار عدد من المشاركين إلى أهمية عودة التنسيق العربي واستعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلدانهم وسورية.
وكانت اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي بدأت يوم السبت الماضي وأجرى المشاركون خلالها لقاءات مع عدد من الفعاليات وزاروا أماكن سياحية وأثرية إضافة إلى مهرجان مركزي في جامعة دمشق للتضامن مع سورية.
يذكر أن مجلس السلم العالمي يتخذ من اليونان مقراً له وهو منظمة غير حكومية ذات طابع اجتماعي شعبي تأسس عام 1950 ويضم ممثلين عن منظمات السلام في العالم مهمتها الدفاع عن السلام ومناهضة الحروب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن