شؤون محلية

المتحلق الشمالي.. العقدة المعقدة

نهى شيخ سليمان : 

كعادتنا دائماً نصحو بعد فوات الأوان لنتباكى على الزجاج المكسور وهكذا يا سادة يا كرام صحونا بعد ما يقارب ثلاثين عاماً لنندب حظنا ونلوم أنفسنا على تقصير غير مسوغ في تنفيذ مشروع حيوي أصبح تنفيذه اليوم قريباً من المستحيل، هو مشروع المتحلق الشمالي لمدينة اللاذقية والتي كانت النيات والهمم قد تحالفت لتنفيذه تزامناً مع قيام دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، وأنجزت دراساته الفنية منذ ذلك الزمن أيضاً، ولنا أن نتصور حجم الخسارة التي ألمت بنا جراء تقاعسنا في تنفيذه وترحيله إلى زوايا الإهمال والنسيان.
الإجابات الحاضرة عن ألسنة المسؤولين عند كل سؤال عن المشروع كانت تنطق بعبارة:المشكلة في المخطط التنظيمي الذي تأخر هو الآخر ثلاثة عقود، وأصبحت إمكانية تطبيقه ورسمه على الأرض مستحيلة هي الأخرى.
آلاف المواطنين استشعروا أهمية المشروع فأقاموا على جانبيه آلاف الشقق السكنية المخالفة وكثير منهم لم يكتف بالإشادة على الجوانب، بل أقام أبراجاً أسمنتية على محور المتحلق نفسه، واليوم تشاهد تلك الأبراج على امتداد المتحلق البالغ طوله بحسب الدراسة 10.5كم.
هي دعوة لكل ذي بصيرة أن يتأمل حجم الأضرار وحجم التكاليف المترتبة على تنفيذ المتحلق بعد أن أقيمت آلاف الإشغالات والأبنية السكنية حيث يستحيل التنفيذ قبل إزالتها.
كي لا نبخس الناس أشياءهم نقول: شهد المشروع حماساً لم يكد يتوهج حتى ينطفئ وبين التوهج والانطفاء كانت تشحذ الهمم وترسم جهدها على الأرض في مسافات قصيرة شقاً وتزفيتاً وتحديداً لمحاور المتحلق والحارات الطرقية المخدمة له. المشروع يحتاج اليوم إلى إعادة استملاك وإلى كتلة مالية تزيد مئات المرات عن الكلفة التقديرية التي وردت في دراسة المشروع، ومع ذلك فلا مناص من تنفيذه فهو إضافة إلى أنه يوفر الوقت والمسافة لقاصدي المنطقة السياحية هو أيضاً طريق مرفئي يوصل مباشرة إلى المرفأ دون معابر جانبية أو دخول في المدينة، وكل من نسأله عن المشروع من القائمين على إدارة مجلس المدينة والمحافظة يقول:إن العمل مستمر في إزالة الإشغالات والتعويض على الشاغلين، لكن السؤال الذي لم يلق جواباً ولن يلقى هو:متى ينجز المشروع وترسم معالمه على الأرض؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن