رياضة

شباب القدم والسلة

| مالك حمود

متعة الرياضة في ذكرياتها الجميلة والعالقة في الذاكرة، بما فيها من مشاهد ومواقف وأحداث.
وروعة الرياضة في الاستفادة من تجارب الماضي سواء بقصد أم من دون قصد أو معرفة بما سبق لتتكرر المشاهد ولو بعد عقود من الزمن، وفيها إسقاط لواحدة من حكايات كرة القدم، لنراها مجدداً في كرة السلة.
ففي أواخر السبعينيات وفيما كانت المنافسة على زعامة الكرة السورية محصورة بين فريق الجيش وقوى الأمن (الشرطة حالياً) انصدم عشاق الكرة الجيشاوية في ملعب العباسيين بأرضيته التارتان بخسارة فريقهم أمام (الأمن) في الديربي الأمتع وبثلاثة أهداف نظيفة، واثنان منها سجلهما المهاجم عبد العزيز باير، ليكون يوماً كارثياً على الكرة الجيشاوية التي كانت تتأهب للفوز والتتويج بالبطولة، وغاب عن الجيش يومها اللاعب السوبر أحمد قدور (الوحيد الذي لعب في ثلاثة خطوط من الدفاع للوسط إلى الهجوم وأبدع في الثلاثة) والذي لم يحتمل هو الآخر تلك النتيجة وتناول حكم التماس بما فيه من كلام تسبب بمضاعفة عقوبته وحرمانه من اللعب.
وفيما كانت الأنظار تتابع بلهفة اللقاء القادم بين الفريقين وهل سيكرر فريق الأمن الانتصار الصريح على الجيش، وهل بمقدور الجيش الخروج بنتيجة إيجابية وسط الظروف الصعبة التي كان يمر بها من غيابات، حيث كانت الدلائل والمعطيات توحي بخسارة ثقيلة ومماثلة.
المفاجأة كانت بدخول فريق الجيش إلى أرض الملعب بمزيج من لاعبي الخبرة والشباب، وسط مغامرة كبرى، والمفاجأة أن هذه الخلطة الشابة وبقيادة المرحوم إبراهيم محلمي كابتن الفريق آنذاك نجحت بالخروج بالتعادل مع فريق الأمن الذي كان في أيام عزه وبأحسن حالاته، ليبدأ بعدها زمن الشباب في فريق الجيش مع الجيل الواعد والصاعد ومنهم (راغد خليل – عصام محروس – صادق الحرش – هيثم شحادة – عبد اللـه دروبي – حسام حوراني – جاسم خلف – عصام زينو – غسان العلي – مالك شبلي) وغيرهم برحلة أثمرت في الصعود إلى منصة التتويج في بطولة العالم العسكرية بالثمانينيات.
اليوم وبعد مضي قرابة الأربعين عاماً يدخل فريق الوحدة بكرة السلة إلى مباراته المنتظرة مع فريق الجيش بطل الدوري وحامل اللقب، وبفريق أكثر من نصفه من الوجوه الشابة التي لم تمتلك أدنى حدود الخبرة للقاءات القوية وجماهيرية كهذه، لكن لغة الملعب كانت مختلفة وأثبتت أن المسألة بحاجة لقوة قلب وثقة وفرصة، وعندها فالشباب وبحماسهم الكبير والعالي يمكن أن يقدموا أداء مهماً وقوياً وفاعلاً لتكون البداية لمرحلة جديدة من الآفاق والآمال، وتصفيق جمهور الوحدة لفريقه رغم الخسارة في النهاية هو دليل نجاح للفكرة التي حملت تباشير المشروع الجديد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن