سورية

متزعم «جيش الإسلام» من كبار المستثمرين السوريين في تركيا!

| وكالات

أثارت مسألة تحول متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» أبو همام بويضاني إلى رجل أعمال ومستثمر في تركيا بعد انهزامه في غوطة دمشق الشرقية، موجة سخط وإدانة واسعتين في أوساط أهالي الغوطة وتابعي الميليشيا.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي القريبة من المعارضة والميليشيات المسلحة بالحديث عن ثروة بويضاني، وصورت الآراء أبو همام بأنه تحول إلى رجل أعمال ثري جداً في تركيا بعد خروجه من الغوطة الشرقية لدمشق، إثر عملية عسكرية للجيش العربي السوري أنهت وجود «جيش الإسلام» في ريف دمشق.
الانتقاد الحاد والشتائم التي تعرض لها البويضاني على خلفية الثروة الهائلة التي يملكها والتي بدأ بتوظيفها باستثمارات في تركيا بحسب معارضين، تعود إلى أن عدداً كبيراً من أهالي الغوطة ممن آثروا الخروج من الغوطة بأمر من البويضاني يعيشون ظروفاً قاسية وصعبة، سواء من رحل منهم إلى شمالي البلاد، حيث تقطعت بهم السبل لم يجدوا مأوى، أم من استطاع الوصول إلى تركيا ويعيش الظروف القاسية ذاتها.
وعيّن بويضاني، أواخر 2015 متزعماً لـ«جيش الإسلام» خلفاً لزهران علوش الذي تم القضاء عليه بغارة جوية.
يذكر أن البويضاني طالب الأهالي في الغوطة الشرقية أكثر مرة في خطب الجمعة بعدم عقد التسويات مع الحكومة السورية، لكنه في نهاية المطاف كان أول الخارجين بالحافلات الخضراء من دوما إلى الشمال ومنه إلى تركيا.
وبحسب صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية الأردنية، فإن هذا الأمر أثير على الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ مع نشر خبر في الصحافة التركية عن رجل أعمال سوريّ يتقدّم لمجلس ولاية أنطاليا التركيّة بطلب استثمار أرضٍ بقيمة 30 مليون دولار بهدف إقامة مولٍ تجاريٍّ ضخم تناهز تكلفته 70 مليون دولار.
وبعد إبلاغ مجلس الولاية للوالي رغبة المستثمر السوريّ، طلب الوالي مقابلة ذلك المستثمر الكبير، الذي لبّى رغبة الوالي وذهب لمقابلته مع عددٍ من مساعديه، حيث فُوجئ الوالي بما أخبره به مدير مكتبه من أن المستثمر السوريّ الواقف أمامه هو متزعم «جيش الإسلام» البويضاني.
وأوضحت «رأي اليوم»، أن هذا الخبر وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي، شكل صدمة لتابعي «جيش الإسلام» وكذلك لأوساط المعارضة، ونقلت حسابات على تلك المواقع، تعليقاً لكاتب الخبر في الصحيفة التركية قال فيه: «إذا كان بويضاني قد جمع مئات ملايين الدولارات من قيادته لتنظيمٍ إسلاميّ بعد تصفية متزعمه الأوّل، الذي تبيّن أن عائلته أيضاً تُقيم في تركيا وتملك مئات ملايين الدولارات، فلماذا تساعد تركيا اللاجئين بدلاً من مصادرة أموال هؤلاء وتوزيعها على فقراء السوريّين؟».
وأضافت الصحيفة: «يبدو من خلال هذه المعطيات أن متزعم جيش الإسلام استطاع إخراج أموال طائلة من الغوطة الشرقية، ومن المؤكد أن مصدرها الأساس من الدعم الخارجي الذي كانت تتلقاه التنظيمات المسلحة في سورية من دول إقليمية وتحديداً عربية».
ونشر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه بويضاني وهو يستجم في تركيا، ويلهو مع بعض رجاله في إحدى المدن السياحية التركية.
ويظهر بويضاني في التسجيل وهو يمارس الانزلاق على حبل، بين جبلين، بهدف الترفيه عن النفس والاستجمام وهو ما أثار تعليقات ساخطة نالت من متزعم «جيش الإسلام» المستجم في تركيا.
وجاء في أحد التعليقات: «أهلنا يموتون جوعاً في مخيمات العراء من البرد والجوع على حين القائد يستجم ويلهو ويعمل سياحة في تركيا».
ورأى نشطاء معارضون من الغوطة، بحسب «رأي اليوم»، أن ظهور بويضاني بهذه الهيئة، يعد «استفزازاً لمشاعر المهجرين والمنكوبين من الغوطة الذين يقيمون في مخيمات اللجوء، ويعانون ظروفاً معيشية صعبة».
من جهته، نفى «جيش الإسلام» في بيان التغريدات والتعليقات التي تناولت متزعمه خلال زيارته لتركيا، وقال: «لبينا دعوة كريمة من المجلس البلدي في العثمانية، والتقينا الوالي الذي استقبلنا مستمعاً لمعاناة أهلنا المهجرين، ووعد بمد يد العون لهم».
يذكر أن بويضاني قبل الأزمة السورية، كان يعمل في سوق الهال في الغوطة الشرقية، ولم يكن صاحب ثروة، ويبقى التساؤل: هل الحرب على سورية صنعت منه رجل أعمال ومستثمراً كبيراً في تركيا؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن