قضايا وآراء

القمة الرباعية: وحدة سورية ومحاربة الإرهاب

| ميسون يوسف

انعقدت قمة إسطنبول الرباعية في ظل تحولات كبيرة في المشهد الدولي والإقليمي بالنظر إلى الواقع السوري بعد اتفاق سوتشي حول إدلب الذي كان مؤملاً منه أن يجد حلاً لقضيتها بشكل يغني عن العملية العسكرية التي كانت سورية وما زالت تتحضر لها من أجل استعادة إدلب ومنطقتها إلى حضن الدولة وسيادتها.
لقد وجد الروسي في القمة تلك فرصة ثمينة تتيح له جذب ألمانيا وفرنسا إلى مخرجات أستانا وسوتشي حول سورية وتؤكد ريادته في معالجة الأزمة السورية برمتها، كما وجد التركي أن اللقاء سيشكل فرصة لصياغة منظومة دولية تخدمه في التصدي لمشروع الأكراد الانفصالي في سورية، أما الفرنسي والألماني فقد أملا من القمة أن تكون مدخلاً لمعالجة خطرين عليهما يتمثلان بالإرهاب وخلاياه التي تستعد للعمل في أوروبا بعد انتهاء الأزمة السورية كما مسألة النازحين التي بدأت أوروبا ترى فيها عبئاً بحاجة إلى معالجة.
هذه الأهداف والمخاطر هي التي دفعت الأطراف الأربعة إلى اللقاء في إسطنبول كما دفعتهم للاتفاق على مواقف صيغت في البيان الختامي للقمة وشرحها أصحابها في المؤتمر الصحفي الذي أعقبها، حيث ظهر جلياً في نتيجة القمة صدى لتلك الأهداف، أما سورية فقد كان لها نصيب لا بأس به، حيث إن الأطراف الأربعة أكدوا وحدة سورية أرضاً وشعباً ما يشكل نقضاً لكل مشاريع التقسيم والتجزئة التي سعى إليها العدوان، وأكدوا سيادة سورية واستقلالها وحق شعبها بالقرار لنفسه، وهذا يعتبر نقضاً لفكرة الوصاية الدولية التي عمل الغرب على فرضها على سورية.
أما الأهم فهو تأكيد محاربة الإرهاب بما ينسجم مع ما طرحته سورية منذ بدء العدوان عليها، وهنا يمكن القول: إن ما تبقى من إرهابيين على الأرض السورية سيكونون هدفاً لعمليات عسكرية يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم من الحلفاء وخاصة روسيا التي عبر رئيسها عن ذلك بشكل واضح وقاطع في حضور الفرنسي والألماني والتركي.
وهنا ستكون الأنظار مركزة على الموقف التركي وجديته في تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب، وبعده الموقف الأميركي شرقي الفرات، فهل تستجيب تركيا وأميركا لمقتضيات السيادة السورية أم سنكون على موعد مع عمليات تحرير تطول إدلب أولاً وشرق الفرات بعدها وفقاً لما أشار إليه الوزير وليد المعلم محدداً موقف سورية من مسألة استكمال التحرير؟
الجواب سيكون في الشهرين المقبلين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن