سورية

توقيع اتفاقية بين تركيا والولايات المتحدة بشأن عملية مشتركة لمحاربة داعش…استجابة للإملاءات التركية.. «الآمنة» بجناحي «الإخوان» و«أحرار الشام»

حلب- الوطن – وكالات : 

استجابت حركة «أحرار الشام الإسلامية» المتطرفة لإملاءات الحكومة التركية بأن تصبح جناحاً عسكرياً لجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة التي أنيط بها مهمة تشكيل الجناح الآخر السياسي لحكم وإدارة «المنطقة الآمنة» المزمع إقامتها شمال حلب. جاء ذلك في حين أعلنت أنقرة عن توقيع اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة تنص على شن عملية مشتركة لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. وأوضح مصدر دبلوماسي عربي في أنقرة، مطلع على التجاذبات والاصطفافات الجديدة بين المجموعات المسلحة والإخوان في الآونة الأخيرة بوساطة ورعاية تركية، لـ«الوطن» أن تركيا ضغطت على ربيبتها «أحرار الشام» للقبول بقرانها مع الإخوان مدفوعة بإغرائها حكم «الآمنة» في الوقت الذي فشلت فيه الجماعة طوال العامين المنصرمين تشكيل جناح عسكري لها في حلب في ظل تراجع دور «لواء التوحيد» إثر مقتل متزعمه عبد القادر صالح وفشل «الجبهة الشامية» في توحيد صفوف مكوناتها.
وأكد المصدر أن اجتماع جمعاً قياديين من «أحرار الشام» و«الإخوان» عقد الخميس الفائت في غازي عنتاب وضم مسؤولاً كبيراً في حكومة «العدالة والتنمية» استطاع تقريب وجهات النظر بين الفريقين للتنسيق بينهما والقيام بإجراءات التكامل على الأرض قبل إعلان «المنطقة الآمنة» التي توقع المصدر إنشاءها بعد الفوز المرتقب الذي يتوقعه الحزب والرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات البرلمانية في 1 تشرين الثاني المقبل.
وعزا الدبلوماسي العربي التقارب التركي الأميركي أخيراً لشن حملة عسكرية مشتركة ضد تنظيم داعش في مناطق سيطرته شمال حلب إلى مضي الحكومة التركية في مساعيها الرامية إلى تأسيس «الآمنة» واستباقها بمعطيات ميدانية تعوّم «أحرار الشام»، مثل تشكيلها جيشاً نظامياً أعلنت عن تأسيس نواته أول من أمس، على حساب فرع القاعدة في سورية- جبهة النصرة والتي اضطرت إلى الانسحاب من خطوط التماس مع داعش في ريف حلب الشمالي تلبية لرغبة واشنطن وأنقرة.
واشترطت الأحرار على المتقدمين للتسجيل في جيشها، (ألا يتجاوز عمره 30 عاماً بالنسبة للمقاتلين، و35 عاماً بالنسبة لقادة المجموعات، وأن يكون ملتزماً دينياً وغير مجاهر بالمعاصي، ومُزكى من شخص ثقة وذي سيرة حسنة، وأن يكون لائقاً صحياً، ويتفرغ كلياً للعمل في القوة المركزية) وغيرها.
وذكرت أن عناصر القوة الجديدة المشكلة سيتقاضون منحة شهرية مقدارها 150 دولاراً، إضافة إلى أن «تكفى عائلاتهم بالمواد الإغاثية المتوفرة».
وتوقع المصدر الدبلوماسي العربي في أنقرة أن ينهي داعش حال الغزل المتبادل بين الاخوان و«أحرار الشام» وأن يفشل أي جهود على الأرض على هذا الصعيد وألا تتطابق حسابات صندوق أنقرة مع حسابات بيدر الواقع المتأزم لفصائل المعارضة المسلحة وخصوصاً «أحرار الشام» التي لا تزال ترفض فك ارتباطها بـ«القاعدة» لأمور عقائدية تجمعها مع «النصرة» في خندق واحد على رغم المغريات التركية.
في هذا السياق أثنى المراقب العام لـ«الإخوان» محمد حكمت وليد على حركة «الأحرار» ذات التوجه السلفي. وقال خلال مقابلة مع صحيفة تابعة للجماعة المحظورة في سورية وغيرها من الدول العربية: «أحرار الشام فصيل سوري كبير، وهو من أوائل الفصائل تشكلاً على الساحة السورية العسكرية، ولهذا الفصيل دور في النضال والتضحيات لا ينكر، وقد قدم كوكبة من الشهداء، كان على رأسهم قادته الأربعون الذين قضوا في تفجير غامض العام الماضي».
وأضاف وليد «نحن نرى أن ما بيننا وبينهم من القواسم المشتركة ما يجعلها أرضاً خصبة لتعاون كبير، وفرصة لخلق التكامل بين السياسي والعسكري.. وهذه رؤيتنا مع جميع الفصائل السورية الفاعلة على اختلافها».
في أنقرة أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن السلطات العسكرية التركية والأميركية وقعت على اتفاقية ثنائية حول شن عملية مشتركة لمحاربة داعش.
وأكد جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أن توقيع العسكريين على الاتفاقية جاء بعد أن استكملت تركيا والولايات المتحدة المفاوضات الفنية بشأنها.
وكان جاويش أوغلو قد قال الاثنين في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء: إن تركيا والولايات المتحدة ستبدأان قريباً عمليات جوية وصفها بـ«الشاملة» لطرد مقاتلي تنظيم «داعش» من منطقة في شمال سورية قرب الحدود التركية.
ومن واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي خلال إيجازه الصحفي اليومي «نحن حالياً ننهي التفاصيل (مع تركيا)، وأعتقد أنكم في المستقبل القريب سترون مشاركتهم (القوات الجوية التركية)، في تنفيذ المهام».
في ذات السياق حث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تركيا على استئناف الحوار مع الأكراد وبذل المزيد لمحاربة مسلحي تنظيم داعش.
وقال هولوند في كلمته السنوية عن السياسة الخارجية أمام سفراء فرنسا: «يجب أن يكون كل اللاعبين (المشاركين) جزءاً من الحل (في سورية). أفكر في دول الخليج العربية وإيران. أفكر أيضاً في تركيا التي يجب أن تشارك في محاربة الدولة الإسلامية ويجب أن تستأنف الحوار مع الأكراد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن