سورية

هولاند يدعو إلى مشاركة إيران في حل الأزمة السورية.. ولا يريد دوراً للرئيس الأسد في المستقبل…دمشق لباريس: إذا واصلتم مواقفكم فلن نقبل بأي دور فرنسي في الحل السياسي

 الوطن – وكالات : 

ردت دمشق سريعاً على تعليقات للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتبر فيها أن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يلعب دوراً في مستقبل بلاده، مؤكدةً أنها لن تقبل بأي «دور فرنسي في الحل السياسي» إذا ما واصلت باريس انتهاج تلك المواقف.
وأدانت دمشق مواقف هولاند، «الرئيس الأقل شعبية في تاريخ فرنسا» و«المجرد من الشرعية الشعبية» والذي يطارده «الفشل في كل سياساته»، بوصفها «تدخلاً سافراً» في شؤون سورية، مؤكدةً أن على الرئيس الفرنسي أن يلقي مواعظه على نفسه ويستخلص النتائج حفاظاً على ما تبقى من سمعة فرنسا في العالم.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أول وزير خارجية لدولة أوروبية تطأ قدماه أرض إيران بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، في تحول عن المواقف المتشددة التي اتخذتها الدبلوماسية الفرنسية تجاه إيران وبرنامجها النووي ودورها الإقليمي، فباريس سبق أن عارضت بشدة مشاركة إيران في مؤتمري جنيف الأول والثاني. إلا أن هولاند، عدل عن هذه السياسة، وشدد في كلمته أمام سفراء بلاده أمس على ضرورة مشاركة إيران في حل الأزمة السورية، وقال، وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «يجب أن يكون كل اللاعبين (المشاركين) جزءاً من الحل. أفكر في دول الخليج العربية وإيران»، لكنه دعا إلى «تحييد» الرئيس الأسد عن العملية السياسية. وعزا مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين ذلك إلى تشرب الرئيس الفرنسي لـ«العقلية الاستعمارية» وارتهانه لـ«أسواق النخاسة النفطية» في إشارة إلى علاقة هولاند بدول الخليج النفطية.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن المصدر قوله: إن «الجمهورية العربية السورية تدين بشدة المواقف التي عبر عنها.. هولاند في مؤتمر السفراء الفرنسيين في باريس اليوم (أمس) بخصوص الأوضاع الراهنة في سورية»، مؤكداً أنها تمثل «تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية، وتؤكد على استمرار تورط فرنسا ومشاركتها في سفك الدم السوري».
وأكد المصدر أن تصريحات «الرئيس الفرنسي الأقل شعبية في تاريخ فرنسا، هي وليدة عقلية استعمارية تستبيح لنفسها مصادرة قرار الشعوب والتحكم بخياراتها بما يخدم مصالحها المادية الرخيصة، وبيع مواقفها وقيمها في أسواق النخاسة النفطية»، وشدد على ضرورة أن تعلم «الحكومة الفرنسية.. أنها طالما استمرت بهذه المواقف فإننا لن نقبل بأي دور فرنسي في الحل السياسي». وأوضح أن الشعب السوري الذي يكافح الإرهاب بصمود بطولي، متمسك اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على سيادة سورية وقرارها الوطني المستقل وسيتصدى لأي محاولات للتدخل بخياراته الوطنية، وأضاف «حري بالرئيس الفرنسي، المجرد من الشرعية الشعبية والذي يلاحقه الفشل في كل سياساته، أن يلقي مواعظه على نفسه ويستخلص النتائج حفاظاً على ما تبقى من سمعة فرنسا في العالم».
وفي كلمته أمام سفراء بلاده في الخارج، وضع هولاند تصوره لإحلال السلام في سورية. وقال، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية: «يجب أن نحد من نفوذ الإرهابيين من دون أن يعني ذلك بقاء (الرئيس) الأسد، وفي الوقت نفسه يجب أن نسعى إلى انتقال سياسي في سورية، إنها ضرورة».
وأضاف: «يمكن إطلاق حوار ويجب تحديد شروطه. الأول هو تحييد بشار الأسد، والثاني تقديم ضمانات قوية لكل قوى المعارضة المعتدلة، ولا سيما السنية والكردية، والحفاظ على هيكليات الدولة ووحدة سورية»، وشدد على أن فرنسا مستعدة للمشاركة في «تسوية» الأزمة السورية لكنه أشار إلى أن باريس ستواصل، حتى ذلك الحين، «مساعدة المعارضة السورية التي تعتبرها معتدلة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن