عربي ودولي

روسيا تنبّه لاحتدام التوتر في العالم.. وتنأى عن الدولار في أكبر صفقة سلاح تبرمها في تاريخها … لافروف: تسلمنا من واشنطن قائمة بمخاوفها من معاهدة الصواريخ

أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى احتدام التوتر في العالم، وتعاظم جهود بث كراهية كل ما هو روسي، ولاسيما في بلدان البلطيق وأوكرانيا التي صارت تحارب النصب التذكارية.
وقال بوتين: «يكتسب كل ذلك أهمية خاصة الآن، عندما يتقرر مصير القضايا التي يتعلق بها مستقبل بلدنا بشكل مباشر. الوضع السائد في العالم حالياً، ليس بالبسيط، فالتوتر يزداد ويجري تقويض أسس القانون الدولي، وتنهار الاتفاقات المبرمة منذ سنوات طويلة».
وأشار الرئيس الروسي إلى تزايد ظاهرة «روسفوبيا» في العديد من البلدان، وكذلك «الأشكال الأخرى من التعصب القومي ضد الروس. ففي أوكرانيا ودول البلطيق، تبذل المحاولات لإعادة تدوين التاريخ كما تتعرض النصب التذكارية للاعتداءات، ناهيك عن جهود التضييق على اللغة الروسية».
وختم بالقول: «هم يخوّفون الناس ويرهبونهم هناك»، في إشارة إلى ممارسات سلطات بلدان البلطيق وأوكرانيا.
وفي سياق منفصل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تسلمت من واشنطن قائمة بالمخاوف التي دفعتها للانسحاب من معاهدة الصواريخ، مؤكداً أن بلاده ستبدد هذه المخاوف.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مؤخراً عزمه الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو متذرعاً بإدعاء خرقها من الجانب الروسى دون تقديم دليل على ذلك.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله أمس: «إن واشنطن سلمت روسيا قبل أيام قائمة بالمخاوف التي حملتها على التفكير بالانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء عزم موسكو على مواصلة جهودها السياسية والدبلوماسية من أجل دعم معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى بغض النظر عن نتائج التصويت في لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت منذ أيام: «إن روسيا تدعو المجتمع الدولي إلى أن يبعث بإشارة واضحة إلى واشنطن حول خطورة خططها المتعلقة بالخروج من المعاهدة» مشيرة إلى أن موسكو ستضطر للرد على خطوات واشنطن في حال قررت تدمير المعاهدة.
ومن جهة ثانية أعلنت روسيا أمس عن إبرامها أول صفقة لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية بالروبل الروسي، مبتعدة عن العملة الأميركية في خطوة ستسهم في الحد من هيمنة الدولار على العالم.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف أمس أن العقد الذي وقعته روسيا مع الهند لتزويدها بمنظومة الدفاع الجوي «إس 400» أبرم بالعملة الروسية.
وكانت موسكو ونيودلهي قد وقعتا على هامش زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند في 5 تشرين الأول عقداً بأكثر من خمسة مليارات دولار لتوريد 5 كتائب «إس 400»، في صفقة وصفتها «روسوبورون إكسبورت» الشركة المسؤولة عن إدارة صادرات الأسلحة الروسية، بالأكبر في تاريخها.
توقيع الصفقة بالروبل يعد مؤشراً قوياً على أن روسيا بدأت في اتخاذ خطوات عملية للتخلي عن الدولار في تجارتها الخارجية، ولاسيما صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية، التي تقدر بنحو 15 مليار دولار سنوياً، إذ تحتل روسيا المرتبة الثانية ضمن قائمة مصدري الأسلحة في العالم.
وكثرت الدعوات مؤخرا للابتعاد عن العملة الأميركية في التجارة الخارجية والحد من هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، نظراً لسياسة العقوبات التي تتبعها واشنطن وحرب الرسوم الجمركية التي تنتهجها ضد دول العالم.
وأعلنت روسيا وتركيا وإيران في وقت سابق عن عزمها استبدال الدولار في تعاملاتها التجارية بعملات أخرى، قد تكون الوطنية أو اليورو أو اليوان.
ووفقاً للخبراء فإن التخلي عن الدولار ولو جزئياً يشكل تهديداً للاقتصاد الأميركي، حيث يحذر الخبير روري هول من أن «تقليص استخدام الدولار في العالم بنسبة بين 30 بالمئة و40 بالمئة سيؤدي إلى مشاكل كبرى في الاقتصاد الأميركي بسبب زيادة معروض الدولار».

روسيا اليوم- نوفوستي- سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن