«بيدرسون» بدل دي ميستورا.. ومصادر: نجاحه يرتبط بعدم فرض أجندات عليه … موسكو: مناطق وجود الأميركيين تسودها الفوضى والخراب
| موفق محمد- وكالات
ربطت مصادر دبلوماسية في دمشق نجاح مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى سورية الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسون، بتسهيل المجتمع الدولي لمهمته وعدم فرض أجندات معينة عليه، ولفتت إلى أن المعروف عن المبعوث الأممي الجديد أنه «متمرس»، و«حيادي».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت المصادر «هو دبلوماسي متمرس، ومحايد عملياً، ويمكن أن يقود مهمته بحيادية»، وأضافت: «هناك آمال في أن ينجح بمهمته إذا سهل له المجتمع الدولي ذلك».
المصادر الدبلوماسية لفتت إلى أن خصوصية المرحلة التي تم فيها تعيين بيدرسون تختلف كلياً عن الفترة التي تم فيها تعيين سلفه ستيفان دي ميستورا، وقالت: «يأتي هذا التعيين في وقت تمر فيه الدولة السورية بحالة استقرار، والدولة موجودة اليوم على معظم أراضيها، وهو الأمر الذي يختلف عن الفترة التي تسلم فيها دي ميستورا هذه المهمة، وبالتالي فإن مهمة بيدرسون ربما تكون أسهل»، مشيرة إلى أن زيارة دمشق ستكون من أولويات المبعوث الأممي الجديد بعد تسلمه لمهامه.
وكانت «الوطن» كشفت في وقت سابق أن الأمور ستسير باتجاه اختيار النرويجي بيدرسون، وبأن هذا الاختيار سيكون بموافقة الدولة السورية.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أنه تقرر تعيين الدبلوماسي النرويجي بيدرسون مبعوثاً خاصاً جديداً للأمم المتحدة إلى سورية.
ونقلت «رويترز» عن غوتيريس قوله: «عند اتخاذ هذا القرار قمت بالتشاور على نطاق واسع بما في ذلك مع حكومة الجمهورية العربية السورية»، وأضاف: إن «بيدرسون سيدعم الأطراف السورية لتسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل مقبول، من الجميع يلبي تطلعات الشعب السوري».
بدورهم قال دبلوماسيون أمميون بحسب الوكالة: إن بيدرسون، والذي يعمل حالياً، سفيراً للنرويج لدى الصين، حصل على موافقة غير رسمية من الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
مصادر مطلعة قالت لـ«الوطن»: إن الدبلوماسي النرويجي سيواجه عقبات مع الغرب، وفي مقدمتهم أميركا التي عملت على فرض أجندات معينة لتمرير مشاريعها في سورية.
على صعيد آخر زعمت واشنطن حرصها على حل الأزمة السورية، وقدمت على لسان مبعوثها الخاص إلى سورية جيمس جيفري، ثلاثة شروط، تمثلت بـ«إطلاق عملية سياسية لا رجعة فيها، وإلحاق هزيمة نهائية بتنظيم داعش الإرهابي، وانسحاب جميع القوات التابعة لإيران من الأراضي السورية».
وزعم المبعوث الأميركي حرص واشنطن على عدم طرح رحيل الرئيس بشار الأسد في التصريحات الرسمية والمفاوضات مع الدول الأخرى كشرط للتسوية في سورية، وقال: إن «خروج (الرئيس) الأسد من الحكم ليس شرطاً في حد ذاته»، بعدما ركزت بلاده على هذا الشرط مراراً وفشلت في تحقيقه.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الوضع الأمني يتدهور في مناطق سيطرة القوات الأميركية في سورية، مع استئناف نشاط «داعش» فيها.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أثناء مؤتمر صحفي بحسب وكالة «تاس» الروسية، أن الأراضي السورية التي تتحكم فيها قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تتسم بسيادة الفوضى والخراب وتردي الوضع الأمني، ما يسبب عودة أنشطة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال كوناشينكوف: «تجدر الإشارة إلى أن أراضي سيطرة القوات الأميركية، ليست مناطق فك الاشتباك أو خفض التصعيد، وإنما «مناطق رمادية» تشهد تدهوراً سريعاً للوضع الأمني فيها».